اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٦ نيسان ٢٠٢٥
بانتظار انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، برزت خلافات داخلية في البلدين حول ما يجري، في خطوة تشير إلى أن الخطوط العريضة لاتفاق ما بدأت تتبلور في الأفق.
وكشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن الشرطة العسكرية في بلاده منعت مَن أسمتهم «بعض المتفلتين» في «الحرس الثوري» من إطلاق ثلاثة صواريخ، كتبوا على أحدها «الموت لأميركا» بالإنكليزية، والثاني «الموت لإسرائيل» بالعبرية، والثالث «الوعد الصادق 3 آت مع اتفاق أو دون اتفاق» بالعربية.
وحسب المصدر، كانت وزارة الدفاع الإيرانية سلّمت لـ «الحرس» بعض الصواريخ لاختبارها، وقبل الاختبار تبين أن عناصر كتبوا العبارات المذكورة على الصواريخ، وكانوا يسعون إلى تصويرها خلال إطلاقها ونشرها.
جاء ذلك، وسط جدال بعد أن أزال جهاز أمن جامعة طهران علماً للولايات المتحدة رسمه بعض المتشددين المعارضين للحوار على أرضية مدخل كلية الحقوق والعلوم السياسية بشكل يُجبر الطلاب أن يدوسوا عليه قبل الدخول. وتجمّع عدد من المعارضين للمفاوضات الأحد الماضي أمام جامعة طهران للاحتجاج على المفاوضات، واتهموا وزير الخارجية عباس عراقحي، الذي يقود وفد بلادهم التفاوضي، بخيانة دماء قاسم سليماني، باعتباره يتفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أمر بقتل الجنرال الإيراني.
وفي واشنطن، عقد ترامب، أمس الأول، اجتماعاً لكبار مساعديه للأمن القومي والسياسة الخارجية، لمناقشة الموقف الأميركي قبل الاجتماع الثاني المرتقب مع الإيرانيين.
وذكر مصدران مطلعان لـ «أكسيوس»، أن الاجتماع شهد انقساماً حاداً بين أعضاء الإدارة، إذ يرى نائب الرئيس جي دي فانس والمبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يتولى ملفات إيران وأوكرانيا وغزة، أن الدبلوماسية يمكن أن توصل إلى اتفاق، وأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيق ذلك، في حين أعرب وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز وآخرون عن تشككهم الشديد، ويؤيدون اتباع نهج الضغط الأقصى.
وفي ظل غياب دول الترويكا الأوروبية عن مسار التفاوض بين واشنطن وطهران، من المقرر أن يجري روبيو وويتكوف زيارة إلى فرنسا، لمناقشة، ضمن قضايا أخرى، المسألة النووية الإيرانية.
في غضون ذلك، لا يزال الأخذ والرد متواصلاً حول مكان انعقاد الجلسة الثانية من المفاوضات بين واشنطن وطهران حول برنامج الأخيرة النووي.
وقال مصدر مطلع لـ «أكسيوس»، إن الجولة الثانية المقررة بعد غد (السبت) ستُعقَد في روما بدلاً من مسقط في سلطنة عُمان. وبذلك يكون مكان المحادثات القادمة نُقل مرتين، من روما إلى مسقط، ثم إلى روما مجدداً.
ونفى مصدر في الخارجية الإيرانية علاقة بلاده بهذا التغيير، قائلاً إنها فوضت مسقط بتحديد المكان. وبحسب المصدر، فإن إدارة ترامب ترغب في تغيير المكان إلى روما، لأن إيطاليا لم تكن جزءاً من مجموعة «5+1» التي تضم الدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة وألمانيا، والتي فاوضت على الاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي خرج منه ترامب في 2018، ويطلق عليه «اتفاق أوباما» نسبة إلى الرئيس الأميركي الديموقراطي الأسبق باراك أوباما.
وفي خطوة لافتة بتوقيتها، علمت «الجريدة» أن وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان سيزور العاصمة الإيرانية اليوم، لبحث التطورات، بعدما كانت تقارير أفادت بأن دول الخليج أبلغت طهران أنها لن تسمح بأن ينطلق من أراضيها أي هجوم ضد إيران.