اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
استضاف نادي أدب قصر ثقافة برج العرب بمصر لقاءً نقدياً حوارياً حول ديوان «تناتيش» للشاعر إيهاب سلام. ولم يكن اللقاء، الذي حظِيَ بحضور نوعي، مجرد احتفاءٍ بإصدار جديد، بل محاولة جادة لقراءة تجربة شعرية تبحث عن مساحة لها على خريطة شعر العامّية المصري، بين موروث الزجل الأصيل ورهانات الحداثة.الأمسية أدارها رئيس نادي الأدب، الناقد فوزي خضر، بكفاءة المؤسس لمساحة حوارية متوازنة، حيث قدّم أمين صندوث اتحاد الكتاب المصريين، الشاعر جابر بسيوني، دراسة نقدية مركزة ألقت الضوء على واحدة من الإشكاليات الجوهرية في الديوان، وهي التوفيق بين «إحياء» التراث الزجلي و«تجديد» لغته.بسيوني، الذي أشاد بقدرة الشاعر إيهاب سلام على صياغة صور مبتكرة، لفت إلى أن الديوان يمثّل امتدادًا لمدرسة التجديد في الزجل المصري، لكنّ الملاحظ للنصوص قد يتساءل عن مدى قدرة هذه «التناتيش» - بتعبير العنوان الموحي - على خلق عالمها الشعري المستقل، أم أنها ظلت حبيسة الاستلهام دون أن تتمكن من تطويع التراث لصوت جديد بالكامل.
استضاف نادي أدب قصر ثقافة برج العرب بمصر لقاءً نقدياً حوارياً حول ديوان «تناتيش» للشاعر إيهاب سلام. ولم يكن اللقاء، الذي حظِيَ بحضور نوعي، مجرد احتفاءٍ بإصدار جديد، بل محاولة جادة لقراءة تجربة شعرية تبحث عن مساحة لها على خريطة شعر العامّية المصري، بين موروث الزجل الأصيل ورهانات الحداثة.
الأمسية أدارها رئيس نادي الأدب، الناقد فوزي خضر، بكفاءة المؤسس لمساحة حوارية متوازنة، حيث قدّم أمين صندوث اتحاد الكتاب المصريين، الشاعر جابر بسيوني، دراسة نقدية مركزة ألقت الضوء على واحدة من الإشكاليات الجوهرية في الديوان، وهي التوفيق بين «إحياء» التراث الزجلي و«تجديد» لغته.
بسيوني، الذي أشاد بقدرة الشاعر إيهاب سلام على صياغة صور مبتكرة، لفت إلى أن الديوان يمثّل امتدادًا لمدرسة التجديد في الزجل المصري، لكنّ الملاحظ للنصوص قد يتساءل عن مدى قدرة هذه «التناتيش» - بتعبير العنوان الموحي - على خلق عالمها الشعري المستقل، أم أنها ظلت حبيسة الاستلهام دون أن تتمكن من تطويع التراث لصوت جديد بالكامل.
من جانبه، أثار أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب بجامعة طنطا، حسن عباس، مسألة اللغة، لافتًا إلى أن الكتابة بالعامية «البسيطة والعفوية» تحمل صعوبة فنية أكبر من الفصحى، على حد قوله، وهنا يبرز سؤال نقدي مهم: هل نجح سلام في تحويل عفوية العامية إلى وعي فني، أم أن البساطة في بعض النصوص كادت تقترب بالمشهد من حدود الخطابية المباشرة، خاصة في القصائد ذات الطابع الحزين التي أشار إليها عباس؟ لافتًا إلى أن قصيدة «أنا مطلوب»، تقدّم نموذجًا للقدرة على المزج بين المعنوي والمادي، لكنها تظل استثناءً يؤكد الحاجة إلى تعميق هذا الانزياح المجازي في بقية نصوص الديوان.
واللقاء، في مجمله، يُعدّ خطوة جيدة نحو فتح ملف شعر العامية أمام القراءة النقدية الجادة، بعيدًا عن الإطراء الاحتفائي، وبما يؤكد أن «تناتيش» إيهاب سلام تجربة تستحق المتابعة، حيث إنها تحمل بذور صوت شعري يبحث عن اكتماله، بين أطياف الموروث وهمس الحاضر.