اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢٥
على مدى 100 يوم بالبيت الأبيض، تجاوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحدود المعتادة لسلطته، وجعلها طوع رغباته، من توبيخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى تهديد القضاة وإشعال حرب تجارية عالمية، مروراً بإصدار أمر تنفيذي لزيادة ضغط مياه الاستحمام ليتسنى له «غسل شعره الجميل».وفي حين لم يتردد ترامب مطلع أبريل بالتأكيد على أن «الولاية الثانية هي فعلاً أقوى بكثير»، لا تزال المعارضة الديموقراطية في حال صدمة، بدون رأس ولا رسالة، شبه عاجزة عن إيجاد موقع لها بوجه رئيس طاغي الحضور يعمل على إعادة تشكيل المشهد السياسي الأميركي على صورته وصورة برنامجه.وهيمن معيار القوة على الأشهر الثلاثة الأولى للثري الجمهوري وعزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا. لكن بعكس الولاية الأولى حين أحاط نفسه بفريق قادر على كبح جماحه، اختار ترامب هذه المرة جمع أوفياء يتيحون له الحكم معوّلاً على «حدسه» بل يشجعونه أحياناً. واستخدم ترامب هذا التعبير لدى حديثه عن التعريفات الجمركية، والقائمة حتى الآن على إعلانات صادمة وانعطافات مفاجئة. وإذا كان لصورة أن تختصر الولاية الثانية، فهي ترامب الجالس في المكتب البيضاوي المزيّن بالتحف المذهبة، محاطاً بوزراء يقابلون تجاوزاته بالضحك، وصحافيين يطرحون الأسئلة وهو يوقّع أمراً تنفيذياً تلو الآخر.توازن دقيق
على مدى 100 يوم بالبيت الأبيض، تجاوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحدود المعتادة لسلطته، وجعلها طوع رغباته، من توبيخ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى تهديد القضاة وإشعال حرب تجارية عالمية، مروراً بإصدار أمر تنفيذي لزيادة ضغط مياه الاستحمام ليتسنى له «غسل شعره الجميل».
وفي حين لم يتردد ترامب مطلع أبريل بالتأكيد على أن «الولاية الثانية هي فعلاً أقوى بكثير»، لا تزال المعارضة الديموقراطية في حال صدمة، بدون رأس ولا رسالة، شبه عاجزة عن إيجاد موقع لها بوجه رئيس طاغي الحضور يعمل على إعادة تشكيل المشهد السياسي الأميركي على صورته وصورة برنامجه.
وهيمن معيار القوة على الأشهر الثلاثة الأولى للثري الجمهوري وعزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا. لكن بعكس الولاية الأولى حين أحاط نفسه بفريق قادر على كبح جماحه، اختار ترامب هذه المرة جمع أوفياء يتيحون له الحكم معوّلاً على «حدسه» بل يشجعونه أحياناً. واستخدم ترامب هذا التعبير لدى حديثه عن التعريفات الجمركية، والقائمة حتى الآن على إعلانات صادمة وانعطافات مفاجئة.
وإذا كان لصورة أن تختصر الولاية الثانية، فهي ترامب الجالس في المكتب البيضاوي المزيّن بالتحف المذهبة، محاطاً بوزراء يقابلون تجاوزاته بالضحك، وصحافيين يطرحون الأسئلة وهو يوقّع أمراً تنفيذياً تلو الآخر.
توازن دقيق
ويحذّر الخصوم من أن النظام الذي أقامه ترامب ونصّب نفسه مركزاً أوحد له، يهدد الهيكل الدقيق الذي أرساه الدستور لتحقيق التوازن بين الصلاحيات الرئاسية وعمل السلطتين التشريعية والقضائية.
لكن الكونغرس يهيمن عليه الجمهوريون، ويُظهر إلى الآن ولاء لا لبس فيه، إلى حد أن النائبة كلاوديا تيني تقدمت باقتراح لجعل يوم ميلاد ترامب عطلة رسمية.
أما القضاة، فوجّه ترامب انتقادات لكثيرين منهم، واتهمهم بأنهم «يريدون تولّي صلاحياته». حتى أنه استشهد يوماً بنابليون ليشرح موقفه بقوله إن «من يخلّص البلاد لا ينتهك أي قانون».
ويرى ترامب أن وزارة العدل هي بمنزلة «الذراع المسلحة» في عملية «الثأر» السياسي التي وعد مناصريه بها بعد عودته، علماً بأنه أصدر في اليوم الأول من ولايته قراراً بالعفو عن مقتحمي الكابيتول في 6 يناير 2021.
وهاجم ترامب حتى الآن مكاتب محاماة والطلاب الأجانب، ودفع القضاء الفدرالي لملاحقة مدير سابق لوكالة الأمن السيبراني، خطأه الوحيد هو تأكيده عدم وجود مخالفات في انتخابات 2020 التي خسرها أمام سلفه الديموقراطي جو بايدن.
الولاية الثالثة!
أما فريق التواصل الإعلامي، فنقل أسلوب عمل حملة ترامب الانتخابية للبيت الأبيض باعتماد الإهانة أحياناً، والاستفزاز غالباً، والمديح دائماً.
وبعدما تراجع بعض الشيء عن حربه التجارية وأعلن تعليق تعريفات تسببت في خسائر حادة بالأسواق العالمية، أحيا مستشاره ستيفن ميلر «الاستراتيجية الاقتصادية الأكثر براعة في تاريخ الرؤساء الأميركيين».
ورغم وعده بتسوية الحرب بين روسيا وأوكرانيا «خلال 24 ساعة»، لا يزال النزاع مستعراً وأفق الحل غامضاً بعدما فكّ ترامب العزلة الغربية على الرئيس فلاديمير بوتين وفتح قنوات تواصل أضعفت موقف زيلينيسكي الذي خاض تباينات علنية ضده بلغت حد وصفه بـ «الديكتاتور» وتوجت بالمشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي.
والثابت الوحيد بالنسبة للمحللين، هو أن ترامب يعيش على جذب الاهتمام، والأكيد أنه قادر على استقطابه أفضل من أي شخصية معاصرة.
شلل المعارضة
ورغم مرور 100 يوم على عودة ترامب، يواجه الديموقراطيون الذين باتوا أقلية في مجلسي الكونغرس، سلسلة طويلة من المشكلات، في طليعتها افتقارهم لقيادي بارز ورسالة منسقة موحدة يقدمونها للأميركيين سوى أن ترامب مخطئ.
ويثير هذا التخبط إحباط العديد من الناخبين الذين يتمنون قيام معارضة أكثر قوّة وحيوية ضد ترامب. وبلغ غضبهم ذروته في منتصف مارس حين رضخ زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر في مواجهة مع الجمهوريين وصوّت لمصلحة مشروع قانون تمويل لتفادي إغلاق الحكومة الفدرالية.
وبينما فسّر الكثيرون هذا التراجع الديموقراطي على أنه تخاذل وطالبوا السيناتور السبعيني بالانسحاب، بدأت تظهر تحركات معارضة من جمعيات ترفع على سبيل المثال شكاوى قضائية ضد تدابير إدارة ترامب.
وتحولت اجتماعات عامة يعقدها النواب الجمهوريون في دوائرهم عملاً بتقليد تسوده عادة روح توافقية، مساحة للتعبير عن الغضب الشعبي حيال ترامب. وجرت عدة تظاهرات احتجاجاً بصورة رئيسة على الاقتطاعات المزمعة في الإنفاق العام.
غير أن رد الشارع على سياسات ترامب يبقى في الوقت الحاضر متفرقاً وغير مركزي.
رفع الصوت
ووسط الجمود الديموقراطي العام، تحاول بعض الوجوه اليسارية رفع الصوت. وأطلق السيناتور المستقل بيرني ساندرز الذي يحظى بشعبية واسعة، جولة تحت شعار «محاربة الأوليغارشية»، استقطب في كل من محطاتها آلاف المناصرين، وانضمت إليه النائبة النيويوركية الثلاثينية ألكسندريا أوكازيو كورتيز، وهي أيضاً من أقطاب الحركة التقدمية.
وحطم السناتور الديموقراطي كوري بوكر في مطلع أبريل الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ، مندداً على مدى أكثر من 25 ساعة متواصلة بسياسة ترامب. وحظي هذا الماراثون الخطابي، ولو أنه بقي إلى حد بعيد رمزياً، بملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بادرة أمل، فاز اليسار في انتخابات لعضويّة المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن، رغم تدخل ماسك، الذي وزع الملايين على الناخبين.
وهذه التحركات المتفرقة تمثل بالنسبة لعدد من الديموقراطيين وسيلة جيدة للبروز قبل ثلاث سنوات من حملة رئاسية لم يظهر بعد أي مرشح واضح لها بين اليسار.
في غضون ذلك، وبعد أسبوع من الاضطرابات والإقالات في البنتاغون، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مشاركة وزير الدفاع بيت هيغسيث معلومات حساسة وتفاصيل الغارات على اليمن في 15 مارس، في مجموعة دردشة ثانية على تطبيق «سيغنال» التجاري تضم زوجته وشقيقه ومحاميه الخاص، فضلاً عن نحو عشرة أشخاص من أوساطه الشخصية والمهنية، وهي مجموعة دردشة مختلفة عن تلك التي ضمت كبار المسؤولين في إدارة ترامب وانضم إليها «عبر الخطأ» رئيس تحرير مجلة «ذي أتلنتك».
وفي تعليق على هذه المعلومات الجديدة، اتهم الناطق باسم البنتاغون شون بارنيل صحيفة نيويورك تايمز بأنها «وسيلة إعلام تكره دونالد ترامب».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب يدعم هيغسيث، متمسكة بأن ما تمت مشاركته من معلومات ليس خططاً حربية.
إلى ذلك، وصل نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس برفقة زوجته اوشا الهندية الاصل أمس إلى الهند في زيارة تستغرق أربعة أيام، في الوقت الذي تتطلع فيه نيودلهي إلى تجنب التعريفات الجمركية الأميركية والتفاوض على اتفاق تجاري ثنائي مع واشنطن.
ووصل فانس الى الهند قادما من روما، حيث التقى البابا فرنسيس في عيد القيامة أمس الأول، قبل ساعات قليلة من وفاة البابا.
في سياق آخر، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان انقطاع التواصل بين واشنطن وبكين ينبئ بحرب باردة جديدة، مضيفة أن ترامب أشار إلى رغبته في أن يتصل به الرئيس الصيني شي جينبينغ مع تصاعد التوترات التجارية، في حين اقترح مسؤولون في إدارة ترامب تواصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع نظيره الاميركي ماركو روبيو. وأضافت الصحيفة ان الصين رفضت حتى الآن التعامل مع المقترحين. وقال ترامب الخميس الماضي «نحن نجري محادثات مع الصين»، مشيراً إلى أن بكين تواصلت مع واشنطن «مرات عدة».
