اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
بعد تناول وجبة دسمة قد تشعر بالتخمة، ولكن عندما تشاهد أطباق الحلويات والشوكولاتة والآيس كريم، لا تستطيع مقاومة تناولها.
فلماذا لا تستطيع تناول لقمة طعام أخرى، ولكنك بطريقة ما تستثني الحلوى ويمكنك تناول المزيد منها؟
بفضل دراسة حديثة نشرتها مجلة ساينس، أصبح لدى العلماء الآن فهم أفضل للأصول العصبية لهذه الرغبة، حيث أجرى الباحثون تجاربهم على الفئران، وحاولوا وضع سيناريو مشابه للتجربة البشرية.
فقدموا للفئران كمية كبيرة من الطعام، فأكلت حتى عجزت عن الأكل، ثم قدموا لها طبقاً به حلوى (طعام غني بالسكر) وطبقاً به المزيد من الطعام، لمدة 30 دقيقة.
فلوحظ اتجاه معظم الفئران إلى طبق الحلوى، وبعضها بدأ أولاً بتناول كمية قليلة من الطعام ثم اتجه إلى الحلوى، واستهلكت سعرات حرارية أكثر بستة أضعاف مما كانت تستهلكه عندما تناولت طعاماً عادياً.
◄ الشعور بالمكافأة
وراقب الباحثون نشاط الخلايا العصبية المرتبطة بالشعور بالشبع، والتي تُسمى خلايا POMC، ونشاطها مهم جداً لتعزيز الشعور بالشبع. ووجدوا أنه عندما تناولت الفئران غذاءً غنياً بالسكر، أطلقت الخلايا العصبية بيتا مركب إندورفين (هو مادة أفيونية طبيعية ينتجها الجسم).
وارتبطت هذه المادة الكيميائية بمستقبلات الأفيون في أدمغة الفئران، وأثارت شعوراً بالمكافأة.
◄ تحفيز المتعة
وعلق الباحث د.هينينج فينسلو من معهد ماكس بلانك لأبحاث الأيض في كولونيا في ألمانيا، قائلاً: «عندما نتذوق شيئاً حلواً، لا يقتصر الأمر على سعرات السكر الحرارية ومشاعر الشبع، بل يعمل على تحفيز نظام في الدماغ يربط هذا الطعم الحلو بالمتعة، مما يدفعنا إلى الاستمرار في تناول الطعام. والدليل على ذلك، هو أننا عندما حجبنا هذا المسار الأفيوني، ابتعدت الفئران عن السكر».
من جهته، قال الباحث د.بول جوزيف، المتخصص في عملية الأيض في المعاهد الوطنية للصحة: «بينت دراسات سابقة عدة أن هناك آلية عصبية دماغية ترتبط مع تناول السكر. ففي دراسة، تم مسح أدمغة متطوعين يتناولون محلولاً سكرياً، عبر تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ولوحظ توهج ونشاط مناطق في الدماغ ترتبط مع الإدمان والمتعة. لذا، فلدى البشر، كما لدى الفئران، عملية دماغية تسبب إفراز مسكنات الألم ومركب الأفيون الطبيعي تبعاً لاستهلاك الأطعمة الغنية بالسكر».
◄ هل تساهم علاجات الإدمان بعلاج السمنة مستقبلاً؟
وجدت أبحاث عديدة صلة بين استهلاك السكر واختلال النواقل العصبية المسيطرة بالمزاج مثل الدوبامين في الدماغ؛ بل وتشير بعض الأبحاث إلى أن تأثير السكر على الدماغ على المدى الطويل قد يكون مشابهاً لتأثير المخدرات المُسببة للإدمان.
وبين د. جوزيف الحاجة إلى دراسة متابعة، وقال: «من المفيد أن تستمر الدراسة لمدة طويلة حتى نفهم كيفية عمل مسار المكافأة العصبي (علاقة السكر بالنواقل العصبية) على المدى الطويل، وخاصةً مع التعرض المزمن للسكر. وسيساعدنا ذلك على فهم تطور الاستهلاك القهري للسكر وكيفية مساهمة الإفراط في استهلاك السكر في تطور السمنة. فهل يُمكن أن يكون دواء إنقاص الوزن الذي يحجب مستقبلات الأفيون مع تثبيط الشهية فعالاً؟ وحالياً يوجد منتج واحد من هذا القبيل في السوق الأمريكي، وهو نالتريكسون بوبروبيون، ويُباع تحت الاسم التجاري «كونتراف».
هو عبارة عن مزيج من البوبروبيون، وهو مضاد للاكتئاب قادر أيضاً على كبح الشهية، والنالتريكسون، وهو مانع للأفيونيات، والذي يُوصف غالباً بمفرده لعلاج الإدمان».