اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
نور نور الدين-
في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني حول العالم، يبحث الخبراء باستمرار عن استراتيجيات غذائية فعّالة يمكن تطبيقها بسهولة في الحياة اليومية لتحسين التحكم في مستويات سكر الدم.
ووفقاً لدراسة جديدة، قد يكون النظام الغذائي الذي يحاكي الصيام (FMD) أحد الحلول الواعدة. وتتكون الحمية بشكل أساسي من الأطعمة النباتية المنخفضة السعرات الحرارية والدهون الصحية، مع تقليل البروتين والكربوهيدرات.
يعتمد نظام «FMD» الغذائي على تقييد السعرات الحرارية لمدة 5 أيام متتالية شهرياً، ويحاكي آثار الصيام على الجسم مع السماح بتناول كميات محدودة من الطعام. ويهدف لتوفير الفوائد الصحية للصيام، مثل فقدان الوزن، وتقليل الالتهاب، وتحسين الأيض، مع تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالصيام الكامل، مما يجعله أكثر قابلية للتحمل والاتباع. وقد سجل هذا البرنامج الغذائي، الذي طُوّر من قبل شركة L-Nutra، نتائج لافتة عند دمجه مع الإشراف الطبي وتوجيهات اختصاصي التغذية.
مكونات حمية FMD:
• الخضروات غير النشوية: مثل الكرفس، والكوسا، والطماطم، والخضروات الورقية.
• الفواكه الكاملة: مثل التوت، والتفاح، والبرتقال.
• مصادر الدهون الصحية: مثل الأفوكادو، والجوز، وزيت الزيتون.
• أطعمة نباتية أخرى: مثل المكسرات والبذور.
• مكمل غذائي: غني بالمعادن، والفيتامينات، والأحماض الدهنية الأساسية.
◄ كيف يساعد الصيام في إدارة السكري؟
الأساس العلمي خلف هذا النظام يقوم على أن فترات التوقف عن تناول الطعام (الصيام) تُحفّز استجابات خلوية إيجابية، مثل تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وتنشيط عمليات الإصلاح الخلوي، وتحسين حساسية الإنسولين. كل هذه العمليات تسهم في ضبط مستويات السكر وتحسين صحة التمثيل الغذائي.
وعلى عكس تقليل السعرات الحرارية بشكل يومي، وهو ما يصعب الحفاظ عليه على المدى الطويل – يُعد الصيام الدوري أكثر مرونة وأسهل في الالتزام، دون التأثير سلباً في معدل الأيض أو التسبب في تدهور العضلات.
◄ نتائج الدراسة
أجريت الدراسة في بيئة واقعية، حيث التحق المشاركون المصابون بالسكري من النوع الثاني ببرنامج غذائي شهري يتضمن خمسة أيام من نظام منخفض السعرات، منخفض البروتين والسكر، وغني بالدهون الصحية والألياف.
وبعد ثلاثة إلى ستة أشهر، أظهرت النتائج تحسناً في مستويات الهيموغلوبين السكري، وهو مؤشر رئيسي في مراقبة سكر الدم، إضافة إلى فقدان الوزن وتقليل الحاجة إلى الأدوية.
كما أشارت البيانات إلى أن نسبة كبيرة من المرضى استطاعوا التحكم في سكر الدم بشكل أفضل بفضل هذا النظام، مع الحفاظ على التزام عالٍ به، وهو ما يميّز هذا النهج مقارنة ببرامج الحمية الأخرى.
◄ هل مناسب للجميع؟
رغم النتائج الإيجابية، حذّرت خبيرة التغذية ميشيل روتنشتاين لموقع medical news today من بعض الآثار الجانبية التي لوحظت خلال فترة الصيام، مثل التعب والدوخة والصداع. لذلك، من المهم أن يتم اتباع هذا النوع من الحميات تحت إشراف طبي مباشر، خصوصاً للمرضى الذين يتناولون أدوية منظمة للسكر.
في النهاية، يُظهر النظام الغذائي الذي يحاكي الصيام قدرة حقيقية على تحسين حياة مرضى السكري من النوع الثاني، لكن اعتماده يجب أن يكون مدروساً ومخصصاً لكل حالة على حدة.