اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
د. ولاء حافظ -
لا شك أن التقدّم في العمر يرافقه فقدان تدريجي في كتلة العضلات، وتراجع كفاءة الأعضاء الحيوية، مما يجعلنا أبطأ وأقل تركيزاً ذهنياً. وقد يلاحظ البعض صعوبة في صعود أو نزول السلالم، ويعاني من ضيق التنفس عند بذل أي مجهود بسيط.
في هذا السياق، يُوضح البروفيسور طاهر مسعود، المستشار السريري للجمعية الملكية لهشاشة العظام والطبيب الاستشاري في مستشفيات جامعة نوتنغهام التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن الوهن لا يقتصر على ضعف الحركة فقط، بل يجعل كبار السن أكثر عُرضة للسقوط، مما يزيد من خطر كسور العظام، واحتمالية دخول المستشفى.
وأضاف «ان اتباع نظام غذائي متوازن والحفاظ على نشاط بدني منتظم أمران مفيدان، لكن من اللافت أن أحدث الأبحاث تُصنف القهوة على رأس قائمة الوسائل المحتملة للوقاية من الوهن». وتشير دراسة حديثة، نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، إلى أن شرب القهوة يومياً بانتظام يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالوهن. وبالنظر إلى شغف الكثيرين بالقهوة، يمكن القول إن الاستمتاع بفنجان القهوة اليومي قد يساهم أيضاً في تعزيز الصحة.
◄ نتائج الدراسة
تُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تبحث العلاقة بين استهلاك القهوة وتأثيرها على الوهن. وشملت الدراسة تحليلاً على مدى سبع سنوات، بمشاركة 1161 شخصاً فوق سن 55 عاماً، من خلال دراسة الشيخوخة الطولية في أمستردام. وتم تقييم الصحة البدنية للمشاركين باستخدام «نموذج فريد للوهن ذي المكونات الخمسة»، الذي طورته الدكتورة ليندا فريد عام 2001، ويأخذ في الاعتبار سمات عدة للوهن:
• فقدان الوزن غير المقصود.
• الضعف والإرهاق.
• بطء سرعة المشي وقلة النشاط البدني.
وأظهرت النتائج أن استهلاك القهوة باعتدال إلى مرتفع (2 ـ 4 أكواب يومياً) بانتظام أسهم في تحسين هذه الجوانب، وبالتالي خفض خطر الإصابة بالوهن لدى كبار السن.
◄ كيف تُقوينا القهوة؟
تشير الدراسات إلى أن لكل مكون في القهوة فوائد فريدة. يعمل الكافيين كمضاد لمستقبلات الأدينوزين، مما يقلل التعب ويعزز اليقظة، كما يحسن حركة العضلات، مما يدعم القدرة على الحركة ويقلل الضعف.
وتتميز القهوة أيضاً بمركبات البوليفينولات، التي تعمل كمضادات أكسدة ومضادة للالتهابات، مما يساهم في حماية العضلات والدماغ من التلف المرتبط بالعمر وتحسين الأداء العام. كما تحتوي القهوة على مركب «التريجونيلين» الذي قد يعزز الصحة الإدراكية ويحسن الذاكرة.
ويشير ديل ستانفورد، اختصاصي التغذية في مؤسسة القلب البريطانية، إلى أن تناول كوبين أو ثلاثة من القهوة يومياً قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكنه يحذر من الإفراط بتناولها، إذ قد يزيد الكافيين عن الحد اليومي الموصى به (400 ملغ)، مما قد يسبب ارتفاع ضغط الدم، خفقان القلب، القلق، اضطرابات النوم، والغثيان.
◄ آثار جانبية محتملة
قد تختلف قدرة تحمل الأفراد للكافيين، لكن الإفراط قد يؤدي إلى:
• اضطراب النوم، خاصة عند تناوله بعد منتصف النهار.
• زيادة معدل ضربات القلب والقلق.
• مشاكل هضمية لدى المصابين بارتجاع المريء أو متلازمة القولون العصبي.
• تأثير سلبي محتمل على امتصاص الكالسيوم، مما يتطلب موازنة تناول الكافيين مع مصادر الكالسيوم وفيتامين د.
• أطعمة أخرى تساعد في الوقاية من الوهن.
◄ أغذية مهمة
وتلعب مضادات الأكسدة، مثل البوليفينولات، دوراً رئيسياً في حماية الخلايا، بما فيها خلايا الدماغ والعضلات، من التلف. وتقول نيكولا لودلام-رين، اختصاصية التغذية: «القهوة مصدر رئيسي للبوليفينولات، لكن يمكن العثور على مركبات مماثلة في التوت، الشوكولاتة الداكنة، زيت الزيتون، الشاي الأخضر، والعديد من الخضروات».
كما أن الأطعمة الغنية بالبروتين (البيض، منتجات الألبان، البقوليات، التوفو، الأسماك، اللحوم الخالية من الدهون) مهمة للحفاظ على العضلات.
وتدعم أطعمة أوميغا 3 الدهنية (الأسماك الزيتية، بذور الكتان، الجوز) وفيتامين «د» والكالسيوم (البيض ومنتجات الألبان)، قوة العظام. أما الأطعمة المخمرة فتدعم صحة الأمعاء والمناعة، والفواكه والخضروات الملونة توفر مضادات الأكسدة للوقاية من الوهن.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 





























