اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ أذار ٢٠٢٥
نشرت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية مؤخراً، نتائج دراسة أظهرت أن صيام شهر رمضان يقترن بفوائد ايجابية متعددة تفوق فوائد روتين الصيام المتقطع الذي يمارسه الكثير من محبي الصحة، حيث قيم الباحثون تأثيرات صيام رمضان على العمليات الحيوية والتمثيل الغذائي وصحة الجسم ككل، وضمت الدراسة 72 مشاركاً قدموا الدم قبل وخلال وبعد صيام رمضان مع قياس علاماتهم الحيوية.
وكشفت نتائج تحاليلهم أن صيام شهر كامل (شهر رمضان) يساهم بشكل كبير في خفض عوامل الخطر (مثل معدل الدهون وسكر الدم التجسسي وواسمات الأورام والمركبات الالتهابية)، مما يؤدي بدوره الى خفض مخاطر الإصابة بالامراض المزمنة ومضاعفاتها، وأيضاً أمراض سرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي. لذا، خلص الباحثون الى استنتاج أن حرمان الجسم من الطعام (أو الصيام) بلا شك يساهم في تحقيق صحة افضل.
◄ هل صيام رمضان يختلف عن الصيام المتقطع؟
روتين الصيام أو التوقف عن تناول الطعام لساعات طويلة لعدة أيام ليس بممارسة جديدة أو تقتصر على دين معين، فقد مارسها البشر منذ القدم لأسباب متعددة بما فيها الأسباب الصحية.
ومن الوراد أن ينصح الأطباء مرضاهم بالصيام (التوقف عن تناول الطعام لساعات طويلة تصل الى يوم كامل) لعلاج بعض الأمراض والتعامل مع حالات صحية مثل التهاب البنكرياس والتهاب الأمعاء وحالات عصبية وحتى لبعض الاورام. ومؤخراً كشفت عدة تقارير صحية توجه الكثيرين خلال السنوات السابقة الى اتباع روتين الصيام المتقطع (التوقف عن تناول الطعام من 10 - 14 ساعة يومياً) واعتباره طريقة صحية للتغذية ترتبط بتأثيرات صحية ايجابية تشمل فقدان الوزن وفوائد اللياقة البدنية ومحاربة أعراض الشيخوخة وإطالة العمر.
ونظراً إلى زخم الدراسات التي تناولت روتين الصيام المتقطع، فالدلائل على فوائده مثبتة. إلا أن الأبحاث حول التأثيرات الصحية لصيام شهر رمضان (الصيام الديني للمسلمين) لا تزال متواضعة، حيث يرتبط هذا النوع من الصيام بممارسات لا تقتصر على تقييد تناول الطعام بوقت الليل فقط بل وعلى سلوكيات روحانية متعددة تشمل التأمل والصلاة ونشاط التواصل الاجتماعي لدى المسلمين.
لذا، فنتائج الدراسة الحديثة لم تعتمد على فوائد صيام رمضان على خسارة الوزن واللياقة البدنية بل وشملت التغيرات التي تحدث في بيولوجيا الجسم.
◄ التغيرات الأيضية
وفي الدراسة قام الباحثون بمقارنة قراءات الرنين المغناطيسي النووي من عينات الدم المقدمة قبل وبعد الصيام، مما يسمح بمقارنة فردية للتغيرات الأيضية الناشئة عن الصيام. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام قراءات الأيض لحساب درجات المخاطر للأمراض المزمنة الشائعة، بما في ذلك السرطانات وامراض القلب والأيض.
وكشفت النتائج بأن الصائمين فقدوا بالمعدل 1.7 كغم من تركيب الدهون في الجسم (ما يشكل %1.1 من دهون الجسم) حتى لو لم ينزل وزنهم الكلي. كما لوحظت تغيرات ايجابية في 14 مستقلبا (علامة حيوية ايضية) بشكل كبير، تشمل العوامل الالتهابية وحمضا امينيا ومعدل السكر التجسسي والاجسام الكيتونية والدهون الثلاثية والبروتينات الدهنية.
◄ الصيام يقي من السرطانات
وخلص الباحثون بشكل قاطع إلى أن صيام شهر رمضان يقترن بتغيرات تخفض مخاطر الإصابة بعدة أمراض، من أهمها: السكري، أمراض القلب التاجية، ارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوي، سرطان الرئة، سرطان القولون والمستقيم، وسرطان الثدي. كما نوهوا الى أنه يخفض الخطر النسبي للإصابة بسرطان الرئة والقولون والمستقيم والثدي بنسبة %9.6 و%2.4 و%1.1 على التوالي.