اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
نور نورالدين -
الإريثريتول، المُحلّي الشهير الموجود في مجموعة واسعة من المنتجات «الصحية»، مثل المشروبات الخالية من السكر، وألواح البروتين، والمخبوزات المخصصة لمرضى السكري، لطالما اعتُبر خياراً آمناً بفضل سعراته الحرارية القليلة ومؤشره الجلايسيمي المنخفض. إلا أن دراسة جديدة، من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة، نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي، تكشف عن وجه آخر لهذا المُحلّي يبدو مقلقًا.
في التجارب المخبرية، التي أجراها الباحثون، تم تعريض خلايا مأخوذة من الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ البشري لتركيزات من الإريثريتول، تعادل تلك التي يمكن أن تصل إلى الجسم بعد تناول مشروب «دايت». وكانت النتائج مثيرة للقلق: الخلايا أظهرت ارتفاعًا بنسبة %75 في مستويات الإجهاد التأكسدي، وهي حالة تؤدي إلى تلف الخلايا نتيجة تراكم الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تهاجم الحمض النووي والبروتينات.
كردّ فعل دفاعي، زادت الخلايا من إنتاج إنزيمات مضادة للأكسدة مثل SOD-1 والكاتالاز، إلا أن هذه الاستجابة لم تكن كافية للتخفيف من الضرر. والأخطر من ذلك أن الإريثريتول أدى إلى انخفاض بنسبة %20 في إنتاج أكسيد النيتريك NO، وهو جزيء حيوي مسؤول عن تمدد الأوعية الدموية. هذا الانخفاض في مرونة الأوعية قد يعرّض الأفراد لخطر متزايد لارتفاع ضغط الدم والجلطات.
كما أظهرت الدراسة تراجعًا في قدرة الخلايا على إفراز بروتين t-PA، الذي يلعب دورًا حاسمًا في إذابة الجلطات الدموية. خلل كهذا في نظام التجلط يمكن أن يسهم في تكوين الجلطات، ما يزيد من احتمالية الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
تُعزز هذه النتائج ما سبق أن أشارت إليه دراسات وبائية أجريت في كل من أوروبا والولايات المتحدة، والتي ربطت بين ارتفاع مستويات الإريثريتول في الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى عند التحكم في عوامل الخطر التقليدية مثل السكري أو السمنة.
في ضوء هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى التريث وعدم الاستسلام تمامًا لإغراء المنتجات «الخالية من السكر»، مشددين على ضرورة إجراء دراسات سريرية طويلة الأمد لفهم التأثير الفعلي للإريثريتول في جسم الإنسان.