اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
عندما يتردد اسم بلدي الكويت، يتبادر إلى الأذهان الثقافة «والفن»..؛ الفن الذي كانت الكويت سباقة في الاهتمام به، في زمن كانت أجواء الجهل والتخلف والرجعية تسود الكثير من الدول، عدا بلدي الكويت التي طالما كانت منفتحة ومؤمنة بأهمية الفنون والثقافة، وقد استقدمت زكي طليمات من مصر سنة 60 ليأتي ويؤسس فنًّا ومسرحًا بالكويت.
لو عرّفنا الفن في الكويت، فهذا يعني فرقا أهلية يديرها كبار المتخصصين، يعني النفيسي وعبدالحسين وغانم وسعد، يعني مسرحيات الكويت؛ دقت الساعة، وحامي الديار، وفرحة الأمة، التي عرضت أمام قادة الخليج.. فن الكويت هو القوّة الناعمة المؤثرة.
للأسف تراجعت هذه القوى المؤثرة.. (قوى الفن)، مع قدوم جيل من المفترض أنه يمثل فن الكويت.. وأغلبه من غير الكويتيين.. فاستبدلوا اللقطات والابتذال بالإرث الكبير، بحجة مسرح وتسلية، ناهيكم عن «الطفل».. الطفل المسكين الذي أقحموه في خلافاتهم، وجعلوه يكبر أمام مشاهد غير لائقة.
الشرهة واللوم بالدرجة الأولى على بعض أولياء الأمور الذين يذهبون بفلذات أكبادهم إلى تلك الأماكن، والعتاب أيضًا على الرقابة ووزارة الإعلام التي تجيز بعض هذه النصوص وتسمح بعرضها أحيانًا.
بالتأكيد لو خليت خربت، هناك بعض الفنانين الشباب يحاولون الحفاظ على الفن والعودة به إلى أوجّهِ، ولكن للأسف لا تزال هناك فئة تستمر بعرض المهازل، والمصيبة أن أغلبها تعرض أمام أطفال، والطامة الأكبر تُصور على أنها «فن كويتي» ويمثلها غالبية من غير الكويتيين.
الفن والإعلام في الكويت قوة مؤثرة تُضاهي الأسلحة والدبابات، فقط لو أولينا لهما أقصى اهتمامنا ووفرنا لهما جميع سبل الدعم، فهل نحافظ على جهود الأولين، وما تبقى لنا من سمعة وإرث، أم نتركها تذهب مع كل شيء جميل؟
تتقدم وتزدهر الدول بالحفاظ على عبق الماضي وأصالة الهوية، لا سيما «الوطنية» والثقافية، وهذا الشيء لا يتحقق إلا بعزم جاد من الحكومة يسبقه موقف حازم من وزارة الإعلام، للحفاظ على الفن الحقيقي، وردع بعض مشوهي الهوية والبدء جديًا في تعزيز هذا الموروث أمام الأجانب والأجيال الحالية.
وخير من سبقونا في ذلك، الأشقاء في دول الخليج التي بدأت فعليًا في تطبيق هذه السياسة، وآخرهم الإمارات التي سنت قانونًا يحافظ على لبسها وزيها وثقافتها بشكل عام.
علي حسين الناصر