اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
وليد منصور -
أفاد تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ أن أموال الشرق الأوسط أصبحت المحرك الرئيس لطموحات وادي السيليكون وول ستريت في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي يُعرف بكونه شديد الكلفة من حيث رأس المال.
وقالت الوكالة إن بناء مراكز البيانات أو مصانع أشباه الموصلات اللازمة لتشغيل هذه التقنية قد تصل تكلفته إلى مليارات الدولارات، وعدد محدود من المستثمرين يمتلك مثل هذا الحجم من السيولة القابلة للاستثمار، وتأتي الصناديق السيادية في الشرق الأوسط في مقدمة هؤلاء.
وأشار التقرير إلى أن الصناديق السيادية في الكويت وقطر والسعودية والإمارات تدير أصولاً تفوق قيمتها 4 تريليونات دولار، وقد جعلت هذه الدول الغنية بالنفط من الذكاء الاصطناعي محورًا لجهودها الرامية إلى تنويع اقتصاداتها، وهو ما وضعها في موقع اللاعب الرئيس في صناعة يُتوقع أن تعيد تشكيل جوانب راسخة من الحياة اليومية.
النفط الجديد
ونقلت بلومبيرغ عن سارة مارتنز غوميز، مديرة الذكاء الاصطناعي والبيانات في الشرق الأوسط بشركة ديلويت، قولها: «الأمر لا يتعلق فقط بالمال، بل أيضًا بالنفوذ. الذكاء الاصطناعي هو النفط الجديد لأنه سيمنحك النفوذ في المستقبل».
وأضافت أن العائدات لا تقتصر على الاستثمارات في البنية التحتية والمنصات، بل تشمل كذلك النفوذ الذي ستتيحه هذه الاستثمارات مستقبلًا.
ضخ المليارات
وأوضح التقرير أن أحدث المؤشرات جاءت من الرياض الأسبوع الماضي، حيث يخوض عملاقا الاستثمار المباشر بلاكستون وبلاك روك منافسة على ضخ مليارات الدولارات في شركة الذكاء الاصطناعي السعودية الجديدة «هيومن» (Humain).
وذكرت بلومبيرغ أن الشركتين عقدتا محادثات أولية مع «هيومن» بشأن التزامات رأسمالية كبيرة لبناء مراكز بيانات وبنية تحتية مرتبطة بها. وعلى الرغم من أن تراجع أسعار الطاقة وضعف الاستثمار الأجنبي المباشر كبّلا بعض جوانب «رؤية 2030»، فإن المسؤولين يؤكدون استمرار دعم جهود الشركة الناشئة.
وفي قطر، أفاد التقرير أن جهاز قطر للاستثمار دخل هذا الشهر كمستثمر «رئيس» في جولة تمويل بقيمة 13 مليار دولار لشركة Anthropic، رافعةً تقييمها إلى 183 مليار دولار.
وأوضح محمد الحردان، رئيس قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الصندوق البالغة قيمته 524 مليار دولار، أن هذه الصفقة ليست سوى بداية، إذ يتوقع إتمام ما يصل إلى 25 صفقة في قطاع التكنولوجيا خلال العامين الجاري والمقبل.
لاعب عالمي
وأضافت غوميز أن استثمارات الشرق الأوسط، إلى جانب الشراكات مع شركات الأسهم الخاصة وشركات التكنولوجيا، هي ما يجعل «الخليج لاعبًا عالميًا».
واستشهد التقرير بمثال أبوظبي، التي تستضيف شركة MGX، وقد دخلت الأسبوع الماضي في صفقة مع سيلفر ليك للاستحواذ على %51 من وحدة تابعة لشركة إنتل متخصصة في صناعة الشرائح القابلة للبرمجة.
ولفت التقرير إلى أن الشركة التي أُسست العام الماضي بهدف الوصول إلى أصول تتجاوز 100 مليار دولار، بدأت بالفعل في البحث عن رؤوس أموال خارجية لتوسيع استثماراتها.
مصالح اقتصادية واستثمارات على الطاولة
غير أن الطريق أمام هذه الطموحات ليس خاليًا من العقبات، إذ أشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع سلسلة من اتفاقيات الذكاء الاصطناعي خلال جولته في الشرق الأوسط، غير أن خلافًا دب داخل إدارته، حيث حذر مسؤولون متشددون تجاه الصين من أن هذه المشاريع قد تشكل تهديدًا للأمن القومي والمصالح الاقتصادية الأمريكية.
ورغم ذلك، وصفت غوميز تحركات الشرق الأوسط في هذا القطاع بأنها «مكسب للطرفين»، قائلة: «هذه المنطقة بحاجة إلى انفتاح عالمي، والشركات العالمية بدورها ستستفيد مما يمكن أن تقدمه هذه المنطقة. نحن نتحدث عن استثمارات يمكن أن تضعها الصناديق السيادية على الطاولة، وكذلك عن بناء قدرات حوسبة ضخمة تحتاج إلى طاقة هائلة، والطاقة هنا رخيصة».