الكويت تمدِّد الخفض الطوعي لإنتاج النفط

وافق تحالف «أوبك+» على تمديد التخفيضات الحالية في الإمدادات حتى منتصف العام، لتجنب فوائض في المعروض، وذلك وفقا لـ«بلومبيرغ»، إذ كانت توقعات المحللين تشير إلى استمرار تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى الربع الثاني من 2024، حيث يرون أن الالتزام بتخفيضات الإنتاج الطوعية حتى نهاية العام، سيكون إشارة قوية وبالتالي يجب أن ينظر إليه على أنه شيء إيجابي بالنسبة للسعر.

ومدَّدت الكويت خفضها الطوعي البالغ 135 ألف برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي، إذ سيستمر الإنتاج عند 2.41 مليون برميل يومياً حتى نهاية يونيو 2024.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية د. عماد العتيقي إن هذا القرار يأتي بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق «أوبك+»، مبيناً أن هذا القرار يأتي دعماً لاستقرار السوق «وأنه ستتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً وفق أوضاع السوق»، مشيداً في الوقت ذاته بروح التعاون والتنسيق في «أوبك+».

وذكر العتيقي أن هذا الخفض الطوعي هو إضافة إلى الخفض الطوعي السابق البالغ 128 ألف برميل يومياً الذي سبق أن أعلنت عنه الكويت في أبريل 2023 والذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر 2024.

وأفاد الوزير بأن الخفض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول «أوبك+» بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها.

قيمة عادلة

تقترب أسعار خام برنت من القيمة العادلة البالغة نحو 85 دولاراً للبرميل، في حين قد يدفع أي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط السعر إلى ما فوق 100 دولار، وفق تقديرات حديثه صادرة عن «بلومبيرغ إنتلجنس» التي قدرت في السابق أن يبلغ متوسط السعر هذا العام 80 دولاراً.

ويعد هذا الرفع هو الأحدث، إذ رفعت بنوك استثمار عدة توقعاتها للسعر هذا العام، كان أبرزها «غولدمان ساكس» الذي يقدر ذروة الأسعار عند 87 دولاراً للبرميل في فصل الصيف، بما يزيد بمقدار دولارين على تقديراته السابقة.

وتتداول أسعار النفط في نطاق ضيق بالقرب من 80 دولاراً للبرميل منذ بداية 2024، إذ عوّض تضخم الإمدادات من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين، تخفيضات «أوبك+»، وسط مخاوف من أن الصراع في الشرق الأوسط قد يعطل شحنات الخام.

في مطلع العام الحالي، رفعت وكالة «فيتش» توقعاتها لسعر خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل من 75 دولاراً في توقعاتها السابقة، وبالمقارنة مع متوسط متوقع عند 82 دولاراً في 2023.

مخاطر جيوسياسية

قالت «بلومبيرغ إنتلجنس» إن التوترات في الشرق الأوسط وارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية، مع استمرار المسلحين الحوثيين في مهاجمة السفن في البحر الأحمر، ربما بدأت التأثير ببطء في أسعار النفط بعد أن تجاوزت تأثيرات الآفاق الاقتصادية الضعيفة وصورة الطلب القاتمة في بضعة أشهر ماضية.

وأوضحت أن الإشارات المتشددة من الاحتياطي الفدرالي، ومؤشرات الطلب الأضعف في جميع المناطق الرئيسية وتراجع المعنويات، من العوامل التي ضغطت على السعر، على الرغم من محدودية إمدادات منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وسط استمرار تخفيضات الإنتاج.

توقعات غير واضحة

أشارت «بلومبيرغ إنتلجنس» إلى أن توقعاتها للقيمة العادلة لسعر النفط تستند إلى مجموعة من المتغيرات تشمل – على سبيل المثال لا الحصر – المخاطر الجيوسياسية وتوقعات التضخم وهامش التكرير والمخزون والمعنويات.

وهيمنت المخاوف بشأن الركود وتباطؤ الطلب في كبرى الدول المستهلكة للنفط على المعنويات، رغم خطر حدوث مزيد من الاضطراب في التدفقات الروسية بعد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي. كما «تظل التوقعات في الأمد القريب غير واضحة، رغم أن الانتعاش التدريجي في الاستهلاك الآسيوي من الممكن أن يعزز الطلب ويقدم الدعم لأسعار النفط».

ورجحت أن يؤدي أي انخفاض في الطاقة الإنتاجية الفائضة – بمجرد أن يبدأ تحالف «أوبك+» في تقليص خفض الإنتاج – في النهاية إلى ارتفاع أسعار النفط بسبب الذعر، حيث بلغت القدرة الإنتاجية الفائضة لدى «أوبك+» (بما في ذلك إيران) عند نحو 6.4 ملايين برميل يومياً في يناير.

وتتركز الطاقة الإنتاجية الفائضة في السعودية والإمارات، حيث يسعى العديد من أعضاء «أوبك+» الآخرين إلى زيادة الإنتاج عند الضرورة، في وقت يظل الإنتاج السعودي عند نحو 9 ملايين برميل يومياً.

3.66 ملايين برميل يومياً إجمالي تخفيضات إنتاج «أوبك»

من المقرر بموجب الاتفاق الحالي لمنظمة أوبك أن يبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج 3.66 ملايين برميل يومياً اعتباراً من بداية أبريل.

ونفذت «أوبك+» سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين غير الأعضاء ومخاوف إزاء الطلب بينما تواجه اقتصادات كبرى أزمة ارتفاع أسعار الفائدة وتسعى لكبح التضخم.

وتتوقع «أوبك» نمو الطلب القوي نسبياً 2.25 مليون برميل يومياً، بقيادة آسيا، لعام آخر في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمواً أبطأ كثيراً يبلغ 1.22 مليون.