اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
احتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حفلاً موسيقياً استثنائياً أحيته الأوركسترا الإسباني السيمفوني «فييا دي كولمينار بييخو»، وذلك في إطار تعاون ثقافي بين سفارة إسبانيا في الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وشهد الحفل حضور سفير إسبانيا لدى الكويت مانويل إرنانديث، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، والأمينة العامة المساعدة لقطاع الآثار الإسلامية بالتكليف الشيخة د. العنود الإبراهيم، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين ومُحبي الموسيقى الكلاسيكية.
رحلة موسيقية
في البداية، قال السفير إرنانديث إن «إسبانيا بلد يعرفه ويُحبه كثير من الكويتيين، غير أن ثقافة بهذا العُمق التاريخي لا تزال تحمل الكثير مما يستحق الاكتشاف. فإلى جانب ما هو معروف من ملامح هويتنا، مثل: العمارة، والفلك، والفلامنكو، وكرة القدم، تزخر إسبانيا أيضاً بتراث موسيقي كبير يعود لقرون ما زال غير معروف على نطاقٍ واسع خارج البلاد».
وذكر أن «هذا الحفل يقدم رحلة موسيقية عبر صفحات من تراثنا الفني، من بين أبرز أعمال المؤلفين مثل فايا وغرانادوس، وصولاً إلى مقطوعات من (الزارزويلا)، وهو الفن الغنائي المسرحي الإسباني الذي يُعادل الأوبريت في الثقافات الأخرى، وكل هذه الأعمال تحمل نكهة إسبانية خالصة».
وأشاد إرنانديث بأداء أوركسترا فييا دي كولمينار بييخو، القادمة من قلب الأراضي الإسبانية.
وفي ختام كلمته، عبَّر السفير عن شكره العميق لـ «الوطني للثقافة» على دعمهم، الذي أسهم في إقامة هذه الفعالية، وكذلك فريق عمل مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على تعاونهم الوثيق مع طاقم السفارة الإسبانية لإقامته.
وفي تصريح خاص على هامش الحفل، ورداً على سؤال حول الفعاليات الثقافية القادمة للسفارة الإسبانية، أوضح إرنانديث أن السفارة الإسبانية تعمل حالياً على إعداد أجندتها الثقافية لعام 2026، مشيراً إلى أن حفل الأوركسترا يُعد آخر فعالية ثقافية للسفارة خلال عام 2025.
العرض العالمي الأول
من جانبها، قدَّمت المديرة الفنية والمؤسسة المشاركة للأوركسترا السيمفوني «فييا دي كولمينار بييخو»، بياتريس أموروس، نبذة عن الأوكسترا، قائلة: «هي أوركسترا محترفة تُعد اليوم من أبرز الفرق الموسيقية في الساحة الإسبانية، ويشارك موسيقونا أيضاً في العزف مع كبرى الأوركسترات بأنحاء أوروبا».
وتابعت: «يشرفنا أن نقدم العرض العالمي الأول لعمل بعنوان (تحية إلى لوركا) للمؤلف خيسوس مارتين فيرناندث، وهو عمل أُنجز بتكليف من أوركسترا فييخو، مُهدى إلى الذكرى الخالدة للشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، أحد رموز الثقافة الإسبانية».
نغمات متنوعة
وصحب الحفل الجمهور بنغماته المتنوعة إلى إسبانيا، بلاد الجمال، والتاريخ والحنين، حيث قدَّم بانوراما واسعة الطيف لتراثها الموسيقي ورصيدها الزاخر بمختلف الألوان التعبيرية والأنماط الموسيقية التي تستحضر صورة إسبانيا بوصفها ملتقى حضاريا، وبيئة خصبة للتفاعل الثقافي بين القارات، إذ افتتح الحفل بإحدى أشهر مقطوعات رقصة الباسودوبلي، وهي «حسرات إسبانية» للمؤلف أنطونيو ألفاريز، وهذه الرقصة وُلدت في قرطاجنة، الميناء الإسباني المطل على البحر المتوسط، وارتبطت طويلاً بأجواء الاحتفالات ومصارعة الثيران.
بعدها قدَّمت الأوركسترا مختارات من «الرقصات الإسبانية الاثنتي عشرة» لإنريكي غرانادوس، التي تحتوي على الرقصات التقليدية، مثل: أندالوثا الأندلسية، المشبَّعة بألوان الفلامنكو، والثومبرا، رقصة مدينة غرناطة التي تحمل ملامح من الإرث الأندلسي– العربي، والفاندانغو الحيوي، الذي انتشر لاحقاً بين شعوب أميركا اللاتينية. إضافة إلى ذلك، قدَّمت الأوركسترا أعمال الموسيقار المعروف مانويل دي فايا، ومقتطفات من «سبع أغانٍ شعبية إسبانية»، إلى جانب «الرقصة الإسبانية الأولى» من أوبرا «الحياة قصيرة». واختتمت الأوركسترا رحلتها بالتجوال بمدينة كولمينار بييخو مع نشيدها المحلي (خوتا كولمينار بييخو)، الذي يتضمَّن تحية للمدينة التي تحتضن هذه الأوركسترا.
نخُبة من الموسيقيين
وقدَّم الحفل عازفو الأوركسترا السيمفوني لمدينة فيا دي كولمينار بييخو، وهو يمثل إحدى العلامات الثقافية البارزة في المشهد الموسيقي للعاصمة مدريد، بقيادة مديرها الفني كيكو مورينو، وجمع الأوكسترا نُخبة من الموسيقيين المتميزين من كولمينار بييخو ومختلف مدن إقليم مدريد، ويشارك عدد من أعضائها أيضاً في أعرق الفرق الأوركسترالية الإسبانية، حيث ضم تشكيل الأوركسترا: فيرمين أرامينديا وبيدرو مونيوث على الكمان، وكريستينا سانتوس على الفيولا، وبيلايو كوييار على التشيلو، وماريان بلا على الكونترباص، وألفارو ماتيسانث على الغيتار، وألفارو إيبورا على آلتي الكلارينيت والسكسفون، وهيوغو غارسيا على الإيقاعات، فيما تولَّت بياتريس أموروس مهام الإدارة التقنية.
وقد عكست هذه التوليفة الموسيقية الرفيعة تنوُّع المدارس الفنية الإسبانية وغناها، إذ جمع العرض بين التمكُّن التقني والحس الإبداعي الرفيع، ما أضفى على الحفل طابعاً من التناغم والانسجام ترك أثراً جميلاً لدى الحضور.
قول:
بياتريس أموروس: يشرفنا أن نقدم العرض العالمي الأول لـ «تحية إلى لوركا»


































