اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
أصدر الفنان والخزاف علي العوض مؤخرا كتيبا فنيا بعنوان «تراب العابرين»، جاء في 44 صفحة مصورة، وتضمن توثيقا لتجربته الإبداعية في فن الخزف، واحتوى على مجموعة متنوعة من الصور التي التقطت أثناء مراحل صناعة الخزف، إضافة إلى لقطات لأعماله الفنية النهائية.وفي المقدمة كتب العوض: «ليست هذه الصفحات عن الخزف فحسب، بل عن الأثر الذي يتركه الإنسان حين يمر، والأثر الذي يتركه التراب حين نلمسه، ونترك فيه بعضا منا. في هذا الكتاب، لا أقدم وصفات ولا تعليمات بل أبوح، أنصت، وأحاول أن أمسك بما يفلت عادة، ندبة في سطح طين، رائحة نار قديمة، أو صمت خفيف بين دورة العجلة ودقة القلب».وأضاف: «تراب العابرين ليس حكاية فنية، بل تأمل طويل فيما يمكن أن يقوله الطين عندما نصمت نحن، هو محاولة لفهم اليد التي تصنع، واليد التي عبرت قبلها، واليد التي ستأتي بعدها»، وتابع «الخزاف لا يصنع الأواني فحسب، بل يحاول أن يصنع مكانا للذاكرة في جسد الطين، كل أثر هنا هو مراحل لقطعة، وكل قطعة هي أثر، وكل أثر هو سؤال تركه العابرون خلفهم، وأنا حاولت أن أجيبه، لا بالكلمات فقط، بل بالخزف». أما مشرفة بيت الخزف الفنانة ديمه القريني فكتبت: «حاول التقاط أنفاسه للحظة، لكنه تغلغل في إصلاح ثقوب ظنها انكسارات، حيث أشعل النار في فرن الزمن، على آنية كانت تخفي أسرارها بخجل، فتبين أنها تحمل فضفضات تاريخ مضى، كيف أخذنا الخزاف علي العوض في خيالاته التي صورت لنا أعماله الخزفية بعمق وجعلنا نبحث عن مسار كل خط».ردود فعل إيجابية
أصدر الفنان والخزاف علي العوض مؤخرا كتيبا فنيا بعنوان «تراب العابرين»، جاء في 44 صفحة مصورة، وتضمن توثيقا لتجربته الإبداعية في فن الخزف، واحتوى على مجموعة متنوعة من الصور التي التقطت أثناء مراحل صناعة الخزف، إضافة إلى لقطات لأعماله الفنية النهائية.
وفي المقدمة كتب العوض: «ليست هذه الصفحات عن الخزف فحسب، بل عن الأثر الذي يتركه الإنسان حين يمر، والأثر الذي يتركه التراب حين نلمسه، ونترك فيه بعضا منا. في هذا الكتاب، لا أقدم وصفات ولا تعليمات بل أبوح، أنصت، وأحاول أن أمسك بما يفلت عادة، ندبة في سطح طين، رائحة نار قديمة، أو صمت خفيف بين دورة العجلة ودقة القلب».
وأضاف: «تراب العابرين ليس حكاية فنية، بل تأمل طويل فيما يمكن أن يقوله الطين عندما نصمت نحن، هو محاولة لفهم اليد التي تصنع، واليد التي عبرت قبلها، واليد التي ستأتي بعدها»، وتابع «الخزاف لا يصنع الأواني فحسب، بل يحاول أن يصنع مكانا للذاكرة في جسد الطين، كل أثر هنا هو مراحل لقطعة، وكل قطعة هي أثر، وكل أثر هو سؤال تركه العابرون خلفهم، وأنا حاولت أن أجيبه، لا بالكلمات فقط، بل بالخزف».
أما مشرفة بيت الخزف الفنانة ديمه القريني فكتبت: «حاول التقاط أنفاسه للحظة، لكنه تغلغل في إصلاح ثقوب ظنها انكسارات، حيث أشعل النار في فرن الزمن، على آنية كانت تخفي أسرارها بخجل، فتبين أنها تحمل فضفضات تاريخ مضى، كيف أخذنا الخزاف علي العوض في خيالاته التي صورت لنا أعماله الخزفية بعمق وجعلنا نبحث عن مسار كل خط».
ردود فعل إيجابية
وعقب إصدار الكتاب توالت ردود الفعل الإيجابية من قبل عدد من الكتاب والفنانين، الذين أشادوا بمحتواه البصري والفكري، واعتبروه إضافة نوعية إلى مكتبة الفن التشكيلي والخزف المحلي. ففي تعليقه على الكتاب قال الكاتب مظفر عبدالله: «لم يُخلق انسجام تام بين كائنين مثلما هو الانسجام الذي جرى بين الإنسان والطين، ففي الأخير روح الأول ورائحته وحِسه وتدفق دَمِه، وعَينه التي ترى وتعكس عبر أنامله كل جماليات الحياة».
وأضاف عبدالله: «الطين هو مادة خَلق الإنسان، والخزف هو الفن الأكثر تمثيلاً لأجناس البشر في الأرض، وتطور هذه الصناعة يخبرنا بمراحل تطور الذوق البشري عبر العصور. تراب العابرين، محاولة أرهقت صاحبها كثيراً لتفسير جزء من شكل العلاقة بين الكائنين، وهي مناورة خاطر صاحبها بأن ينقل حديث الطين على لسان بشري، حديث الطاعة والعصيان والتكوين والحرق والدوران والولادة معاً».
بوابة لتأمل فلسفي عميق
وقال الناقد الأكاديمي أ. د تراث أمين عباس: «من سلالة من طين، هكذا خُلق الإنسان، ومع الطين كانت ولادته الأولى، ذاكرته، وجعه، فرحه، أحلامه وكل ما تمنى، وهكذا كتب لنا الخزاف علي العوض (14) أثراً سجلت رحلته الخزفية مع الطين، فهو ليس خزافاً تقليدياً، بل صوفيا مع الطين، موسيقيا مع عجلته الدوارة، كاهناً في فرنه الخزفي، والمتأمل لتلك الحروف التي صاغها في كتيبه هذا إحساسا منه بقدسية تراب العابرين، يتلمس سمو الطينة الخزفية وإنسانيتها، فما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد، هكذا وصفها المعري سابقاً».
وعلق الخزاف الأردني يعقوب العتوم: «في ظلال الخزف، تُفتح الأبواب الثلاثة: النار والماء والهواء، لتتعاقب الفصول كأنها طقوس خفية، تترك أثرها على جسد الطبيعة. أنت هو علي العوض، روح تتغلغل في مسامات الطين، تعشقه حتى التماهي، فيغدو الخزف امتدادا لروحك، وهمسا ينبض من أعماقك».
وذكر الناقد د. طاهر حلمي: «الخزّاف علي العوض، في تجربته الجديدة، لا يصنع من الطين مجرّد أشكال، بل يفتح بوابة لتأمل فلسفي عميق في هشاشة الوجود وتماسك المعنى. تجربة موثقة بالكلمة، تنبثق من رحم التعبير الصادق، حيث تتكسر الطبقات الخزفية تحت وطأة الشعور لا الضعف، فتولد من الشروخ جماليات لا تسكن السطح بل تتغلغل إلى جوهر العمل».