اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
* نرى أن معظم البرامج التي تدعمها «أجيليتي» تتعلَّق بتطوير المهارات الرقمية، ونشر الثقافة المالية، وريادة الأعمال، ما الرسالة من وراء هذا التركيز؟
- حين ننظر إلى أولوياتنا في «أجيليتي»، نجد أن الأمر يبدأ من معادلة بسيطة، لكنها محورية، وهي أن الكويت تتمتع بتركيبة سُكانية شابة، وشبابها يقفون على عتبة تحوُّلات اقتصادية كبيرة، محلياً وعالمياً. ومن هنا، أدركنا أن تمكين هذا الجيل يبدأ من تزويده بالمهارات التي تُحدث فرقاً فعلياً في سوق العمل الجديد، ولهذا ركَّزنا على دعم البرامج التي تهدف إلى تطوير المهارات الرقمية، ونشر الثقافة المالية، وغرس عقلية ريادة الأعمال لدى الطلبة وحديثي التخرُّج. وخلال العام الماضي فقط، قدَّمنا الدعم لأكثر من 2800 شاب وشابة في هذه المجالات، لأننا نؤمن بأن تمكين الشباب هو أعظم استثمار في مستقبل هذا الوطن.
لكن العمل الخيري هو أيضاً من أولوياتنا، فعلى سبيل المثال «أجيليتي» شريك مؤسس لسباق «رَن كويت» الخيري، أول سباق خيري سنوي في الكويت تنظمه مجموعة فوزية السلطان الصحية غير الهادفة للربح منذ عام 2013، ولدينا أيضاً مبادرة «ماجلة الخير من أجيليتي»، وهي حملة رمضانية سنوية لتوفير السلال الغذائية للأسر المتعففة في الكويت. ومنذ 2015، دعمنا أكثر من 30 ألف محتاج داخل الكويت، من خلال مثل هذه البرامج الخيرية. وبالتالي، سواءً كان دعمنا تعليمياً أو خيرياً، فإن دورنا كشركة كويتية رائدة هو أن نضع إمكاناتنا حيث يحتاجها المجتمع.
تدريب نظري وميداني* ما أبرز أوجه التعاون مع المبادرات الحكومية؟
- الكويت اليوم تشهد تزايداً في طرح المشاريع الجديدة، وهذه المشاريع بحاجة إلى كوادر وطنية متخصصة في إدارة المرافق، لتوكل إليها مهمة إدارة المشاريع الجديدة، وبالتالي أحد أكثر أوجه التعاون التي نعتز بها حقيقةً، هو دعم «أجيليتي» للبرنامج التدريبي التأهيلي لإدارة المرافق الذي تنظمه مشكورةً الهيئة العامة للشباب، حيث تتعاون «أجيليتي» مع مجموعة الأنظمة الهندسية-لثلاثة أعوام متتالية في تقديم تدريب نظري وميداني على أفضل الممارسات الناجحة في إدارة المرافق والمناطق الصناعية، والتدريب على استخدام التقنيات الحديثة، والتعرُّف على أساسيات القيادة الفعَّالة في مجالات إدارة المرافق والأمن والسلامة والبيئة.
نسعى في «أجيليتي» دائماً إلى توجيه مساهماتنا إلى المبادرات ذات الأولوية الوطنية، والبرنامج التدريبي التأهيلي لإدارة المرافق هو جزء من مشروع «صُناع العمل»، وهو أحد مشاريع برنامج عمل الحكومة، ومُدرج ضمن خطة الدولة الإنمائية، وضمن مشاريع السياسة الوطنية للشباب، ويهدف إلى تأهيل وتدريب الشباب الكويتيين في مؤسسات القطاعين الخاص والعام. ويأتي هذا الدعم لصُناع العمل، بوصفه جزءاً من التزامنا الأوسع ببناء قدرات القوى العاملة، والمساهمة في النمو المستدام للكويت.
* كيف تعمل «أجيليتي» على بناء بيئة تُتيح للنساء التميُّز وتحقيق النجاح على مستوى الشركة والمجتمع؟
- يُعد قطاع سلاسل الإمداد تقليدياً من القطاعات التي يهيمن عليها الرجال، لا سيما في الأدوار التشغيلية والميدانية، مثل: النقل، والتخزين، وإدارة المخزون، لكن في «أجيليتي» بدأنا نرى التغيير بأعيننا، مهندسات كويتيات شابات يُدرن العمليات اللوجستية، ومحللات بيانات يَقُدن خطط الإمداد، وقائدات يضعن استراتيجيات الاستدامة للمستقبل. لقد أصبحت هذه المشاهد جزءاً من واقعنا اليومي، بفضل جهود تمكينية واسعة تقودها الشركة لزيادة مشاركة النساء في هذا القطاع الحيوي. ونفخر اليوم بأن النساء يشكِّلن 26 في المئة من إجمالي القوى العاملة لدينا على مستوى المجموعة، رغم التحديات المعروفة في هذا المجال.
واجتماعياً، تمكين المرأة يشكِّل ركيزة أساسية في التزامنا بالتنوُّع والمساواة، وقد انعكس ذلك في برامجنا المجتمعية، حيث شكَّلت النساء 51 في المئة من إجمالي المستفيدين من مبادراتنا، مع تركيز خاص على تأهيل الشابات في المجالات التقنية والمهنية، وعلى سبيل المثال، قُمنا بدعم تدريب أكثر من 1600 طالبة على المهارات الرقمية، من خلال شركائنا في أكاديمية كودد منذ عام 2022، كما شكَّلت النساء 60 في المئة من إجمالي المشاركين في برنامج تدريب إدارة المرافق المنفذ، بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب عام 2024. ورؤيتنا أن تتمتع النساء بفرص متكافئة للنمو والقيادة، والمساهمة الحقيقية في تنمية الاقتصاد والمجتمع.
التزام بيئي
* بالنظر إلى محفظة شركات أجيليتي، تبرز شركة المعادن والصناعات التحويلية في مجال إدارة النفايات، كيف تترجم الشركة التزاماتها البيئية إلى مشاريع ملموسة بالسوق المحلي؟
- في ظل التوسع العمراني والصناعي المتسارع بالكويت، برزت الحاجة إلى حلول متقدمة لإدارة النفايات تكون قادرة على مواكبة النمو وتحقيق الأثر البيئي المطلوب، وشركة المعادن والصناعات التحويلية، إحدى شركات أجيليتي، تلبِّي هذا الدور من خلال مشاريع تتماشى مع أولويات الدولة في الاستدامة والتنمية، حيث تُعيد الشركة تدوير ما يصل إلى نحو 60.000 طن من المعادن الخردة سنوياً، ما يُسهم في تجنب انبعاث ما بين 20.000 و90.000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وفي العام الماضي، أعادت الشركة تشغيل جزء من عملياتها في مجال إعادة تدوير البلاستيك، وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع حالياً 25 طناً يومياً، ما يعزز مساهمتها في تقليل النفايات، وتحقيق قيمة بيئية واقتصادية مضافة. كما أن الشركة هي أكبر مزوِّد لخدمات معالجة النفايات الطبية في المنطقة، حيث تقوم بمعالجة نحو 40 طناً من النفايات يومياً، ما يعادل نحو 14.600 طن سنوياً، بما يضمن بيئة أكثر أماناً للناس والمجتمع.
لكن أحد أكثر المشاريع المستقبلية طموحاً يتمثل في إنشاء منشأة جديدة بالكويت لاسترجاع المعادن الثمينة من المحفزات المستهلكة لمصلحة شركة البترول الوطنية الكويتية، باستخدام تقنية خالية من النفايات، مما يُسهم في تقليل الحاجة لنقل النفايات الخطرة عبر الحدود، والحد من البصمة الكربونية المرتبطة بها. ومن خلال هذه المشاريع، تترجم الشركة التزامها البيئي إلى أثر ملموس في السوق المحلي، وتدفع بعجلة التحوُّل الصناعي نحو نموذج أكثر كفاءة واستدامة.
* أخيراً، ماذا عن نشاط الشركة في ملف الإغاثة الإنسانية؟
- منذ أول عملية إغاثية شاركت «أجيليتي» فيها، أدركنا أن دور الشركة اللوجستي الإنساني لا يقل أهمية عن الاقتصادي، ومن ثم تبنت الشركة ملف الإغاثة الإنسانية، ليكون واجباً إنسانياً مستمراً، وامتداداً لدور الكويت التاريخي كمركز للعمل الإنساني. كما تأكد لنا أن القطاع الخاص يمكن أن يكون له دور محوري في دعم الاستجابة الإنسانية، وبالتالي تحرَّكنا لتأسيس فريق للطوارئ اللوجستية يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي مع ثلاث شركات عالمية. وتربطنا اليوم شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع منظمات دولية وخيرية، على رأسها وكالات الأمم المتحدة، وشاركنا عبر هذه الشراكات في أكثر من 75 استجابة إنسانية منذ عام 2007.
وعلى صعيد المبادرات الحديثة، قدَّمت «أجيليتي» مليون وجبة طعام إلى غزة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وسنواصل أداء هذا الدور، انطلاقاً من التزامنا بدورنا اللوجستي الإنساني، والذي - كما ذكرت سابقاً - هو امتداد لدور الكويت الإنساني.