اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٤
ريم قاسم -
يؤكد خبراء التغذية على أهمية استهلاك الأطعمة المخمرة، خاصة في فصل الشتاء، لما لها من آثار مفيدة على الكائنات الحية الدقيقة، التي يمكن أن تعزز دفاعاتنا المناعية.
ما الطعام المخمر؟
الطعام المخمر هو الطعام الذي خضع لعملية تخمير. وهذه طريقة قديمة للحفظ تعتمد على وضع الأطعمة الطازجة في محلول ملحي (خليط من الماء والملح).
وتعمل هذه العملية على تحويل الأطعمة، لكنها تعزز تطور الكائنات الحية الدقيقة (الخمائر والبكتيريا)، ما يحسن جودتها الغذائية.
الأطعمة التي تثري الميكروبات
لقد ثبت وفق تقرير نشره موقع Passportsante الطبي المتخصص أن استهلاك الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي والجبن الكريمي، والكومبوتشا ومخلل الملفوف، وغيرها، يسهم في إثراء أنواع البكتيريا الموجودة في الفلورا المعوية. وللتذكير، تتكون الفلورا المعوية من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والخمائر والفيروسات والفطريات. وكلما كانت الكائنات الحية الدقيقة لدينا أكثر تنوعًا، زادت قدرتها على حمايتنا من البكتيريا المسببة للأمراض والالتهابات الفيروسية وغيرها من الأمراض. وبالتالي فإن الكائنات الحية الدقيقة هي لاعب رئيسي في مناعتنا.
نتائج دراسة حديثة
تكشف جمعية UFC-Que Choisir الفرنسية عن نتائج دراسة حديثة تؤكد هذا الارتباط بين الكائنات الحية الدقيقة والمناعة. فقد أجريت هذه الدراسة على 18 شخصاً تم إعطاؤهم نظاماً غذائياً يتكون من الأطعمة المخمرة لمدة 10 أسابيع وفي نهاية هذه الفترة، تم تحليل الكائنات الحية الدقيقة للمشاركين: سمح النظام الغذائي بإثراء الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بهم بأنواع جديدة. وأظهرت اختبارات الدم أن مستويات الدم للعديد من البروتينات المعززة للالتهاب انخفضت لدى المتطوعين الذين اتبعوا النظام الغذائي. وبالتالي تقدم هذه الدراسة دليلا على الفوائد الصحية للأطعمة المخمرة.
ويرغب مؤلفو هذه الدراسة في مواصلة أبحاثهم من خلال التركيز على آثار الجمع بين الأطعمة المخمرة والأطعمة الغنية بالألياف، التي تغذي بدورها الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء.
ما الفوائد الأخرى للأطعمة المخمرة؟
تحتوي معظم الأطعمة المخمرة على الببتيدات النشطة بيولوجياً أو جزيئات صغيرة أخرى، التي من المعروف أنها تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي، الذي يسبب شيخوخة الخلايا. فعلى سبيل المثال، يحتوي الزيتون المخمر على مادة البوليفينول، وهي مركبات لها قوة مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
كما أثبتت العديد من الدراسات وجود صلة بين استهلاك منتجات الألبان المخمرة، مثل الجبن والزبادي والكفير وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما لوحظت آثار إيجابية على مستويات الكوليسترول السيئة.
في الواقع، تساعد الأطعمة المخمرة على تقليل مستويات الكوليسترول السيئ، وتشكل درعًا وقائية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية. فعلى سبيل المثال، لوحظ عند استهلاك 10 غرامات من الجبن يوميًا، انخفاض بنسبة %2 في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد.