اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
خلال جلسة تكريمية بالمقهى الثقافي الخميس الماضي في معرض الكويت الدولي للكتاب، تم الاحتفاء بشخصية المعرض مستشار سلطان عمان لشؤون التخطيط الاقتصادي المتقاعد ومؤسس مؤسسة بيت الزبير محمد بن الزبير، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس عائشة المحمود، وعدد كبير من المثقفين الكويتيين والعمانيين وجمهور المعرض، وفي نهاية الجلسة قام الجسار بتكريم شخصية المعرض، كما قام بن الزبير بتوقيع نسخ من كتابه «أوراق لن تسقط من الشجرة... مذكرات طالب عماني في مدارس الكويت 1954-1961»، وقدمها للحضور في حفل توقيع مميز.
وفي تصريح لـ«الجريدة» توجه بن الزبير بالشكر إلى الكويت قيادة وشعبا على هذا التكريم وهذه الحفاوة التي قوبل بها في بلد الثقافة ووطن النهار، قائلا: «حين علمت باختياري كشخصية معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ48 غمرتني السعادة وأنا هنا لأعبر عن هذه السعادة خاصة أنني ابن الكويت، نشأت بها وتعلمت منها الكثير».
وأضاف أن كتابه «أوراق لن تسقط من الشجرة» يضيء على جزء مهم جدا من حياته حين كان طالبا بمدرسة الشويخ في الفترة من 1954 إلى 1961، وكان لذلك أثر كبير في نشأته وتكوينه الثقافي والشخصي، مؤكدا أن الكويت قدمت الكثير للطلبة العمانيين والعرب الذين التحقوا بها، ما يتطلب عدة كتب وليس كتابا واحدا لتوثيق هذه الجهود.
واستهل مدير الجلسة، الإعلامي العماني أحمد الكلباني، الحديث بتقديم لمحة وافية عن سيرة محمد بن الزبير، الذي ترأس اللجنة التأسيسية لغرفة تجارة وصناعة عُمان، وشغل منصب أول وزير للتجارة والصناعة في السلطنة عام 1974، كما كان عضوا في المجلس الأعلى للتطوير والموارد المالية والطاقة. وفي عام 1984، عُيّن مستشارا لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – لشؤون التخطيط الاقتصادي، كما شغل منصب رئيس جامعة السلطان قابوس بين عامي 1997 و2001، ويملك رصيدا غنيا يضم 20 إصدارا مكتوبا في مجالات متنوعة.
وتحدث مدير مكتب وزير التجارة والصناعة سابقا طايع جندل عن ملامح نشأة محمد بن الزبير التي أسهمت في تشكيل شخصيته وتجاربه ومسؤولياته، موضحا أنه «نشأ في أسرة مرموقة؛ فوالده وجده كانا وزيرين، وتربى في بيئة صارمة ومنضبطة، وكانت لوالده إسهامات إنسانية ومشاريع مهمة أثرت في مرحلة حرجة من تاريخ سلطنة عمان»، مضيفا: «عملت مديرا لمكتبه عندما كان وزيرا للتجارة والصناعة، وشهدت جهوده الكبيرة في تأطير العمل التجاري من خلال إصدار قوانين محورية، وتسهيل بيئة التجارة، إلى جانب تأسيس منطقتين صناعيتين».
وقدم وزير الإعلام العماني السابق د. عبدالمنعم الحسيني قراءة في الجوانب الثقافية والإنسانية في شخصية بن الزبير، واصفا إياه بأنه «شخصية قدّمت الكثير لعُمان؛ ومن أبرز إنجازاته بيت الزبير، الذي بدأ مشروعا صغيرا ثم تحول إلى مؤسسة ثقافية مهمة، تحتضن مختلف الأطياف الثقافية وتقدم فعاليات على مدار العام، وأكد أن بن الزبير يجمع بين صفات متعددة، أبرزها عمق الرؤية، وغنى التجربة الإنسانية، والانفتاح على الآخر، والإيمان الراسخ بقوة المبدأ وقيمة الإنسان على أرض عمان.
وقال المدير العام السابق لمؤسسة بيت الزبير د. محمد الشحي إن «بيت الزبير لم يُبن ليكون مجرد مكان لتحنيط الذاكرة أو حبس المقتنيات وراء خزائن زجاجية، بل ليطلقها نحو المعارض داخل عمان وخارجها كي تتحدث عن نفسها... فهو بيت للحوار الثقافي».
وأكدت المديرة العامة لـ«بيت الزبير» د. منى السليمية أن «محمد بن الزبير يتمتع، إلى جانب صفات القائد، بصدق التبني؛ فهو يتبنى الأشخاص كما يتبنى الأشياء، والفكرة كما المشروع، وكل ما يقع ضمن دائرة اهتماماته، وهذا التبني يشمل التمكين والرعاية وصولا إلى التحقق، وهو ما جعل كل مشروع تلمسه يداه يثمر ويزدهر».


































