واشنطن تشوش على فلسطين وتطالب «حماس» بالاستسلام

وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، وتوقف المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «السبيل الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية في المنطقة الفلسطينية المنكوبة هو استسلام حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين».وفي خطوة لافتة لدعم مساعي إسرائيل لإحباط المساعي الدولية غير المسبوقة للاعتراف بفلسطين، لوّح ترامب بعرقلة الاتفاق التجاري مع كندا بعد إعلانها دعم قيام الدولة الفلسطينية ضمن جهد تقوده فرنسا والسعودية، وانضمت لها بريطانيا وألمانيا، لتسوية النزاع سلمياً عبر دعم «حل الدولتين».وتزامنت تصريحات ترامب مع عقد مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف اجتماعا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في القدس، لبحث تطورات الأزمة التي فجرت موجة غضب دولية. وتحدثت أوساط عبرية عن لقاء في وقت عصيب، إذ يتعين على نتنياهو أن يتخذ قراراً بشأن معالجة الوضع الإنساني بالقطاع، وكيفية مواصلة ضربه، وما إذا كان سيتجه إلى منح تنازلات من أجل إبرام صفقة مع «حماس» لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين، أم سيقرر المضي في تصعيد القتال، وصولاً إلى إعادة احتلال القطاع. وترددت أنباء عن قيام ويتكوف بزيارة لمراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أميركية خاصة بغزة، فيما دعت باريس إلى إنهاء عمل تلك المراكز التي تسببت في سقوط مئات الفلسطينيين بين قتيل وجريح.في موازاة ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها فرضت عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء في منظمة التحرير. وجاء في بيان للوزارة أن الخطوة تمنع المستهدفين من الحصول على تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة، متهمة إياهم بتقويض فرص إحلال السلام.في غضون ذلك، رفض مجلس الشيوخ الأميركي محاولة من السيناتور اليهودي بيرني ساندرز لوقف بيع قنابل وأسلحة نارية أميركية إلى تل أبيب، رغم أن نتيجة التصويت أظهرت تزايد عدد الديموقراطيين المعارضين لصفقات السلاح في ظل تفاقم مجاعة غزة.تجميد وتسونامي

وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، وتوقف المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «السبيل الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية في المنطقة الفلسطينية المنكوبة هو استسلام حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين».

وفي خطوة لافتة لدعم مساعي إسرائيل لإحباط المساعي الدولية غير المسبوقة للاعتراف بفلسطين، لوّح ترامب بعرقلة الاتفاق التجاري مع كندا بعد إعلانها دعم قيام الدولة الفلسطينية ضمن جهد تقوده فرنسا والسعودية، وانضمت لها بريطانيا وألمانيا، لتسوية النزاع سلمياً عبر دعم «حل الدولتين».

وتزامنت تصريحات ترامب مع عقد مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف اجتماعا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في القدس، لبحث تطورات الأزمة التي فجرت موجة غضب دولية.

وتحدثت أوساط عبرية عن لقاء في وقت عصيب، إذ يتعين على نتنياهو أن يتخذ قراراً بشأن معالجة الوضع الإنساني بالقطاع، وكيفية مواصلة ضربه، وما إذا كان سيتجه إلى منح تنازلات من أجل إبرام صفقة مع «حماس» لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين، أم سيقرر المضي في تصعيد القتال، وصولاً إلى إعادة احتلال القطاع. وترددت أنباء عن قيام ويتكوف بزيارة لمراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أميركية خاصة بغزة، فيما دعت باريس إلى إنهاء عمل تلك المراكز التي تسببت في سقوط مئات الفلسطينيين بين قتيل وجريح.

في موازاة ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها فرضت عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء في منظمة التحرير. وجاء في بيان للوزارة أن الخطوة تمنع المستهدفين من الحصول على تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة، متهمة إياهم بتقويض فرص إحلال السلام.

في غضون ذلك، رفض مجلس الشيوخ الأميركي محاولة من السيناتور اليهودي بيرني ساندرز لوقف بيع قنابل وأسلحة نارية أميركية إلى تل أبيب، رغم أن نتيجة التصويت أظهرت تزايد عدد الديموقراطيين المعارضين لصفقات السلاح في ظل تفاقم مجاعة غزة.

تجميد وتسونامي

وفي وقت دعا رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الاتحاد الأوروبي إلى تجميد الشق التجاري من اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، بسبب سلوكها في غزة، أطلق وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، تحذيراً نادراً للدولة العبرية من أن برلين سترد باتخاذ «خطوات أحادية» إذا لم تعالج الأزمة الإنسانية بالقطاع، وإذا سعى الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو إلى اتخاذ خطوات أحادية نحو ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار إلى أنه «في ظل التهديدات العلنية بالضم من جانب بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، فإن عددا متزايدا من الدول الأوروبية بات مستعدا للاعتراف بدولة فلسطينية من دون مفاوضات مسبقة». وقبيل وصوله إلى تل أبيب للقاء نتنياهو، قال فاديفول إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون أكثر جدوى في نهاية مفاوضات بشأن حل الدولتين، لكن العملية يجب أن تبدأ الآن.

ورأى أن إسرائيل تزداد عزلة على الصعيد الدبلوماسي، في ظل دفع بعض الدول نحو الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن مؤتمر الأمم المتحدة الأخير حول حل الدولتين، والذي قاطعته واشنطن وتل أبيب، يُظهر أن «إسرائيل تجد نفسها بشكل متزايد ضمن الأقلية».

ودعا إلى تسهيل دخول المساعدات إلى نحو 2.4 مليون نسمة من سكان القطاع فورا وبشكل شامل ومستدام، من أجل تخفيف الوضع الإنساني الدراماتيكي، لافتاً إلى أن عمليات الإغاثة الجوية التي ستشارك فيها برلين لا يمكن أن تحل مكان الإمدادات البرية.

وبموازاة لقاء نتنياهو للوزير الألماني في مسعى لمنع اتساع ما وُصف إسرائيلياً بأنه «تسونامي دبلوماسي» ضد الدولة العبرية، انتقد وزير الأمن القومي المتطرف اتماير بن غفير برلين، وقال: «بعد 80 عاما على الهولوكوست تعود ألمانيا لدعم النازيين».

ترحيب ودفاع

في هذه الأثناء، رحبت السعودية وقطر وعدة بلدان عربية بإعلان كندا ومالطا عزمهما الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أكدت وزيرة الخارجية الفلسطينية، فارسين شاهين، أن بريطانيا عادت أخيراً لاستحقاقات «وعد بلفور»، لافتة إلى أن مسار إنشاء الدولة المستقلة حدد في إطار 15 شهراً.

من جانب آخر، شدد نائب رئيس السلطة، حسين الشيخ، على أن «من يهاجم القاهرة وعمان اليوم يتجاهل عمداً دورهما في دعم القضية الفلسطينية، ووقوفهما سداً منيعاً ضد تهجير شعبنا ودعم صموده وثباته على أرض وطنه».

انسحاب وضم

ميدانياً، سحب جيش الاحتلال الفرقة 98 من غزة، بالتزامن مع انتهاء عملية «عربات جدعون» العسكرية، التي بدأها في مايو الماضي، وتكبد خلالها عشرات القتلى من ضباط وجنود. وأوضحت إذاعة الجيش أن الفرقة أنهت مهامها القتالية في شمال غزة، مشيرة إلى أن 4 فرق عسكرية لاتزال تتمركز بالقطاع.

وأمس، سربت تقارير عبرية حديثاً عن خلاف محتدم بين قيادة الجيش ووزير المالية المتشدد بتسائيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المتطرف، عقب اشتراط رئيس الأركان إيال زامير إعلان مهمة تحرير المحتجزين «هدفاً ثانوياً» للحرب، مقابل تنفيذ رغبتهما في تدمير مدينة غزة والأنفاق التي تقع تحتها بالكامل. وفي السياق، أفاد بيان لوزيري الدفاع والقضاء الإسرائيليين بأنه تم إعداد جميع الإجراءات اللازمة لضمّ الضفة الغربية، مشيرا إلى تواصل العمل لتعزيز الاستيطان وتطبيق السيادة على المنطقة المحتلة.

وفي حين ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 159 شخصاً، بينهم 90 طفلاً، زعمت ميليشيا «ياسر أبوشباب»، المدعومة من قبل جيش الاحتلال، أنها أجلت عشرات الفلسطينيين من مناطق عدة في غزة إلى مناطق سيطرتها شرق مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.

وقالت «أبوشباب»، في فيديو، «بدأ اليوم التالي لحماس بغزة الجديدة».