اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
• إلى أي مدى أصبحت ثقافة الادخار والاستثمار الآمن جزءا ًمن سلوك العملاء في الكويت؟
تجارب السنوات الأخيرة تظهر أن ثقافة الادخار والاستثمار الآمن أصبحت أكثر رسوخاً بين مختلف شرائح العملاء في الكويت، على الرغم من أنها لا تزال ثقافة ناشئة في طور التطور، وقد أسهمت الجهات المعنية، وفي مقدمتها بنك الكويت المركزي، واتحاد مصارف الكويت، في تعزيز هذه الثقافة من خلال مبادرات وحملات توعوية متواصلة.
وجاء ذلك وسط تزايد الأنماط الاستهلاكية المدعومة بالثورة الرقمية، التي جعلت حياة الأفراد اليومية أكثر سهولة لكنها في الوقت ذاته تتطلب وعياً أكبر بإدارة الموارد المالية.
ولعل أبرز مثال على الجهود المبذولة في هذا المجال حملة «لنكن على دراية» التي أطلقها بنك الكويت المركزي واتحاد مصارف الكويت، بهدف تعريف العملاء بمفاهيم الادخار والاستثمار الآمن وإدارة مدخراتهم بالشكل الذي يحول السلوك الاستهلاكي إلى سلوك أكثر إنتاجية ووعياً، وبوبيان «بنك تحطّه على يمناك».
• هل ترون أن المنتجات الرقمية ساهمت بالفعل في تغيير سلوكيات الأفراد من الاستهلاك إلى الادخار؟
مما لا شك فيه أن التطورات المتسارعة في مجال المنتجات والخدمات الرقمية أسهمت مباشرة في تعزيز ثقافة الادخار بين الأفراد، بعد أن باتت العمليات المصرفية أكثر سهولة ويسراً من أي وقت مضى. فمن خلال تطبيقات الهواتف الذكية بات بالإمكان فتح حسابات التوفير، وإدارة الميزانيات الشخصية، وحتى الاستثمار في الصناديق الاستثمارية بخطوات بسيطة، وهو ما أزال الكثير من الحواجز التقليدية التي كانت تحول دون دخول شرائح واسعة إلى عالم الادخار.
أضف إلى ذلك، أن التكنولوجيا وفّرت أدوات عملية تشجع العملاء على التوفير مباشرة، مثل خدمة التحويل التلقائي لمبلغ محدد إلى حساب التوفير دورياً، أو خاصية تجميع فروق العملات من المشتريات اليومية وإيداعها في صندوق ادخار. هذه الوسائل جعلت الادخار عملية تلقائية وسهلة، إلى جانب تطبيقات إدارة الميزانية التي تمنح المستخدمين رؤى تفصيلية عن عادات إنفاقهم، مما يساعدهم على ضبط استهلاكهم والتخطيط لمستقبلهم المالي برؤية أوضح.
• ماذا عن بنك بوبيان، وما أبرز المنتجات والخدمات التى يقدمها البنك في هذا الإطار؟
يمكنني القول إن بنك بوبيان يُعد جزءاً من نظام مصرفي متطور يعيش أجواء تنافسية تهدف إلى تقديم أعلى مستويات الخدمة للعملاء سواء على مستوى الكويت أو المنطقة. ومع ذلك، كان للبنك السبق ومنذ سنوات عديدة، في طرح منتجات وخدمات رقمية مبتكرة ساهمت في الحد من الإنفاق، وشجعت في الوقت نفسه على الادخار والاستثمار، بالاعتماد على تطبيق البنك الذي يمثل منصة شاملة ومتكاملة لإدارة الاحتياجات المصرفية.
ويمكن تقسيم ما يقدمه البنك في هذا المجال إلى قسمين رئيسيين:
القسم الأول: الودائع والصناديق الاستثمارية، حيث يطرح البنك مجموعة متنوعة من الودائع الثابتة، مثل: خطة التعليم، خطة الزواج، خطة التوفير الشخصية، خطة التقاعد، إلى جانب أنواع أخرى من الودائع المصممة لتلبية مختلف الاحتياجات.
أما على صعيد الصناديق الاستثمارية، فمن خلال بوبيان كابيتال – شركة الاستثمار الرائدة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وإحدى الشركات التابعة لبنك بوبيان – تتوافر أمام العملاء مجموعة متنوعة من الصناديق الآمنة استثمارياً، التي يمكن الدخول إليها والاستثمار فيها بمبالغ تبدأ من حدود منخفضة تناسب مختلف شرائح العملاء.
القسم الثاني: المبادرات والحلول المبتكرة التي يطرحها بوبيان، ومنها على سبيل المثال:
تحدي الفلس: وهو الأول من نوعه على مستوى البنوك الكويتية، ويعتمد على قيام العميل، عبر تطبيق بوبيان، بعمليات توفير يومية تبدأ من 10 فلوس وتتضاعف يومياً بحيث تخصم من حسابه ويتم تجميدها في نفس الحساب. ومع نهاية العام، أي بعد 365 يوماً، يصل إجمالي المبلغ المتجمع إلى نحو 668 ديناراً كويتياً. وفي حال اختيار بداية التحدي بـ 20 فلساً، فإن المبلغ يصل بعد عام واحد إلى حوالي 1336 ديناراً.
خدمة «تجوري التوفير»: خدمة مبتكرة تشجع العملاء على التوفير من خلال إنشاء تجوري (خزانة) لكل هدف يرغب العميل في تحقيقه، سواء للسفر أو لشراء منتج معين أو غيرها من الأهداف. وتتميز هذه الخدمة بالمرونة الكاملة للوصول إلى المبلغ النهائي لأي هدف، مع إمكانية متابعة تفاصيل العمليات الخاصة بكل تجوري، فضلاً عن سهولة إضافة أي مبالغ إضافية لتسريع الوصول إلى الهدف المحدد.
خدمة «قسّطها»: وهي خطة للدفع السهل عند استخدام العملاء بطاقات بوبيان الائتمانية بنظام الدفع الكامل للمشتريات، مع إمكانية تحويل المبلغ إلى أقساط ميسرة على مدى 3 أو 6 أشهر.
كل هذه المنتجات والخدمات تعكس حرص بنك بوبيان على أن يكون في طليعة المؤسسات المصرفية، التي تدعم ثقافة الادخار والتوفير، وتمنح عملاءه حلولاً عملية ومرنة لإدارة أموالهم وتحقيق أهدافهم المستقبلية.
• وماذا عن بنك Nomo التابع لبنك بوبيان؟
سؤال مهم، كما هو معروف يُعد بنك Nomo الذراع الرقمية لبنك لندن والشرق الأوسط التابع لمجموعة بوبيان. وقد تم تصميمه كبنك رقمي متكامل يقدم خدمات ومنتجات مصرفية مبتكرة لعملاء الكويت والمنطقة والعالم، مع التركيز على الحلول الرقمية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن أبرز الخدمات التي يقدمها البنك تلك الموجهة للاستثمار العقاري في المملكة المتحدة، باعتبارها إحدى الوجهات المفضّلة للكويتيين والخليجيين. وتتميز هذه الحلول التمويلية بكونها رقمية بالكامل، وتتيح للعملاء تملّك عقارات في بريطانيا بفترات سداد مرنة تبدأ من خمس سنوات وتصل إلى ثلاثين سنة، مع نسبة تمويل تصل إلى 75% من قيمة العقار، وهو ما يمنح العملاء فرصة ميسّرة وآمنة لتحقيق أهدافهم الاستثمارية.
• إلى أي مدى ساهمت استراتيجيتكم في تعزيز الشمول المالي، خصوصاً عبر توفير خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الفروع؟
ذوو الاحتياجات الخاصة يمثلون جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع، وقد أولت الدولة بمؤسساتها المختلفة اهتماماً كبيراً بدعم المبادرات الهادفة إلى دمجهم وتهيئة المزيد من الفرص العملية، التي تتيح لهم الاندماج بسهولة في المجتمع، وصولاً إلى تحقيق الشمول المالي المستهدف لكل فئات المجتمع.
ومن جانبنا في بنك بوبيان، حرصنا على أن نكون شركاء في هذا التوجه عبر تخصيص عدد من الفروع المهيأة بالكامل لخدمة عملائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق (العدان، الأحمدي، حطين، قرطبة، خيطان والقصر).
وقد جهزت هذه الفروع بأحدث الخدمات التي تُسهل معاملاتهم المصرفية وتُلبي احتياجاتهم اليومية، إلى جانب توفير مواقف سيارات مناسبة، ومقاعد متحركة، وغيرها من الوسائل اللازمة التي تمنحهم تجربة مصرفية ميسَرة وآمنة.
كما يحرص البنك على توفير خدمات مخصصة لهم في مختلف الفروع، من بينها موظفون متدربون على لغة الإشارة للتواصل مع فئة الصم، إلى جانب أجهزة سحب آلي مزودة بلوحة مفاتيح مهيأة، ونماذج خاصة لفتح الحساب والعقود وغيرها من المعاملات المالية مطبوعة بطريقة «برايل» (Braille) فضلاً عن سماعات للأذن لمساعدة العملاء المكفوفين في إنجاز عمليات السحب بسهولة وأمان.
إضافة إلى ذلك، يتيح بنك بوبيان لعملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة الاستفادة من مختلف الخدمات المصرفية الرقمية بسهولة ويسر، سواء عبر تطبيق بوبيان للهواتف الذكية أو من خلال الخدمة المصرفية عبر الإنترنت.
• في ظل التطورات المتتالية والمنافسة في السوق الكويتي، ما الخطط المستقبلية للبنك لطرح منتجات ادخار أو استثمار جديدة تعزز من ثقة العملاء وأمانهم المالي؟
مما لا شك فيه أن المنافسة المتزايدة في السوق الكويتي تفرض على جميع البنوك مواصلة الابتكار وتقديم منتجات وخدمات غير تقليدية، ونحن في بنك بوبيان ننظر إلى هذا التحدي باعتباره فرصة لتعزيز موقعنا الريادي.
لذلك نحرص باستمرار على تطوير منظومة متكاملة من الحلول المصرفية التي لا تقتصر فقط على تلبية احتياجات العملاء اليومية، بل تسهم أيضاً في بناء مستقبلهم المالي، انطلاقاً من رؤيتنا التي تؤكد أن علاقتنا مع العملاء تتجاوز المعاملات المصرفية التقليدية إلى تقديم (أسلوب حياة) مصرفي مميز ومتكامل.
ونحن واثقون بأن هذه الخطوات ستسهم في دعم أهداف البنك الاستراتيجية المرتبطة بالشمول المالي والاستدامة، وتنعكس إيجاباً على تمكين العملاء من إدارة مواردهم المالية بشكل أفضل وتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل.
• كيف تقيّمون تجربة حملة «لنكن على دراية، » وما الدور الذي قمتم به كبنك في دعم هذه الحملة الوطنية؟
على مدار السنوات الماضية، واصل بنك بوبيان دعمه ومشاركته الفاعلة في الحملة التوعوية «لنكن على دراية»، التي أطلقها بنك الكويت المركزي بالتعاون مع اتحاد مصارف الكويت، التي تهدف إلى نشر وتعزيز الثقافة المالية والمصرفية وتحقيق الشمول المالي بين مختلف شرائح عملاء القطاع المصرفي، إلى جانب رفع مستوى الوعي بالتطورات التي يشهدها القطاع على صعيد المعاملات والخدمات الرقمية.
ونحن نؤمن بأن هذه الحملة، لاسيما فيما يتعلق بترسيخ ثقافة التوفير والادخار، قد أدت دوراً محورياً في زيادة وعي العملاء، خصوصاً أن نشر ثقافة التوفير يُعتبر مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
ومن هذا المنطلق، حرص بنك بوبيان على أن يكون شريكاً فاعلاً من خلال دعم الرسائل التوعوية والتفاعل معها عبر قنواته المختلفة، والتأكيد على أهمية تنمية الثقافة المالية وتبني ممارسات أكثر استدامة، بما يمكن الأفراد والعائلات من تحقيق أهدافهم المستقبلية. ونرى أن استمرار هذه الجهود المشتركة سيسهم مباشرة في ترسيخ مفهوم الشمول المالي والوعي المجتمعي ودعم الاستقرار الاقتصادي للمجتمع ككل.
وقد تميز بنك بوبيان في إطار مشاركته بالحملة بتبني مجموعة من المبادرات، من بينها تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية، وتقديم محتوى توعوي عبر قنواته الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، مما ساهم في وصول الرسائل التوعوية إلى شريحة أكبر من العملاء، وخصوصاً فئة الشباب.
• كلمة أخيرة تود أن توجهها لعملاء بوبيان؟
كلمة أخيرة قد أوجهها ليست فقط لعملاء بنك بوبيان، إنما لجميع عملاء البنوك المحلية كنصيحة، تتمثل في ضرورة غرس وتعزيز ثقافة الادخار والتوفير لدى الأبناء منذ الصغر. فهذه الثقافة لا تقتصر على إدارة الأموال فحسب، بل تمتد لتؤثر في مستقبلهم وسلوكياتهم الاستهلاكية وأنماط حياتهم اليومية، بما يُسهم في بناء جيل أكثر وعياً واستقراراً مالياً.