اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٤
حسام علم الدين -
وضعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني توقعات اقتصادية «محايدة» لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا في عام 2025، وذلك مع تحقيق دول نفطية عديدة لأسعار التعادل للنفط في ميزانياتها العمومية، وتسجيل نمو اقتصادي معقول، ومخاطر سياسية وجيوسياسية مرتفعة لكن يمكن السيطرة عليها، وبذلك تظهر دول المنطقة توازنا بين تحسين النمو الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية التي احتدمت وتيرتها في 2024.
توقعت وكالة «فيتش» في تقرير حديث، ان يبلغ سعر برميل «برنت» 70 دولاراً في العام المقبل، وهو أعلى من أسعار التعادل المتوقعة في جميع دول الخليج، باستثناء السعودية والبحرين. وأضافت الوكالة: ان الاصلاحات الاقتصادية والمالية والانفاق الرأسمالي الضخم يعززان قدرة دول الخليج على تحمل واستيعاب انخفاض أسعار النفط، ومن المقرر ان يظل نمو القطاع غير النفطي في دول الخليج قويا، ما يعكس حجم الاستثمارات الحكومية والخاصة، كما ستستفيد القطاعات غير النفطية من اصلاحات بيئة الاعمال وأسواق العمل.
الإصلاحات والاستثمار الأجنبي
وأشارت الوكالة الى ان الاصلاحات والاستثمار الاجنبي المباشر سيدعمان النشاط الاقتصادي في الدول غير المصدرة للنفط في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في العام المقبل، لكن نموها سيكون ضعيفا، موضحة ان ذلك قد يؤدي الى تعقيد عملية ضبط الموازنات، الا ان ضبط الإنفاق والاصلاحات وتعزيز تحصيل الايرادات ستسمح بانخفاض طفيف في ديون تلك الدول غير المصدرة للنفط.
أجندة التنوع الاقتصادي
ويتلاقى تقرير وكالة فيتش مع آخر توقعات للبنك الدولي بخصوص ما أظهرته المنطقة من مرونة ملحوظة في مواجهة الاضطرابات العالمية، وتحركت بثبات في أجندة التنوع الاقتصادي الخاصة بها، اذ يرجح البنك الدولي أن يتسارع معدل النمو إلى %4.2 خلال عامي 2025 و2026. وتقترب التوقعات الصادرة عن البنك الدولي لنمو دول الخليج في العامين الجاري والمقبل مع تلك التي أعلنها صندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي مع هامش ضئيل، إذ توقع الصندوق نمواً بــ %1.8 في العام الجاري ترتفع إلى %4.2 في 2025.
ولا يزال القطاع غير النفطي يقود النمو الاقتصادي لدول المنطقة، إذ ينمو بنسبة %3.7 في 2024 مدفوعاً بشكل أساسي بجهود التنويع الاقتصادي المستمرة والإصلاحات الطموحة، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن يستمر في العامين المقبلين وإن كان بوتيرة أبطأ، لكن في حال استمرار اسعار النفط بالانخفاض في العام المقبل، فقد تضطر دول عديدة في المنطقة لاتخاذ تدابير لضبط الأوضاع المالية.
وتابعت «فيتش»: يبدو ان التصعيد الاقليمي قد توقف مؤخرا، مع استمرار الصراع في اماكن اخرى، فيما تسلط الاحداث الاخيرة في سوريا الضوء على التداعيات الاقليمية، ومن الصعب توقع مسارها ومخاطرها.
وختمت «فيتش»: ان نسبة الصناديق السيادية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ذات التوقعات المستقرة تبلغ %86، وهي الأعلى منذ عام 2017، وأعلى بكثير من المتوسط المسجل في العقد الماضي. وقد قمنا برفع التصنيف السيادي لـ 4 دول في المنطقة بشكل قياسي في عام 2024.
فائض في إمدادات النفط خلال 2025
قالت وكالة بلومبيرغ ان ارتفاع أسعار خام برنت بالقرب من 74 دولاراً للبرميل قد يكون العامل الأساسي الذي يمكّن تحالف «أوبك+» من تنفيذ خططه المؤجلة لتعزيز الإمدادات ومع ذلك، تشير التوقعات إلى وجود تخمة في إمدادات النفط العام المقبل، ما يجعل الحفاظ على أسعار خام برنت عند مستوى 74 دولاراً للبرميل أمراً صعب التحقيق خلال عام 2025.
ورغم أن أسعار خام برنت، التي تبلغ حالياً حوالي 72 دولاراً للبرميل، ليست بعيدة عن مستوى 74 دولاراً، إلا أن ارتفاعها قد يعتمد على تحفيز اقتصادي أوسع نطاقاً من الصين، وهي من أكبر مشتري النفط في العالم، مما قد يسرع وتيرة تعافي الطلب على النفط بشكل يفوق التوقعات.