اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
زيارة دار لقمان سليم في بيروت لها طابع خاص، فقد اغتيل عام 2021، ومازال ملف التحقيق القضائي مفتوحاً، ولايزال الفاعل مجهولاً، بالرغم من الإشارات حول اتهام حزب الله بذلك، لكن مقتله أثمر عن قيام «مؤسسة أمم للتوثيق والأبحاث» عام 2004. وحتى لا يكون الحدث عابراً وعفا الله عما سلف، قررت هذه المؤسسة التي تديرها زوجته الألمانية مونيكا بورغمان أن تسلك طريقاً مختلفاً، وأن تعمل على توثيق الاغتيالات السياسية.وفي هذا الإطار كانت لنا جولة ولقاء مع «ست الدار» كما أسميتها، وأقصد دار سليم، وهي الأديبة والناشرة والناشطة رشا الأمير، حيث استقبلتني صباحاً بحيوية ونشاط في حديقة جميلة مفروشة بالورود والشجر، بعد أن تم ترتيب الزيارة قبل قدومي إلى بيروت، ووقفنا أمام ضريح الشهيد لقمان سليم المدفون في داره، وقد وضعت عليه عبارة «بطل من لبنان»، وبيت شعر للمتنبي: «وقفت وما في الموت شك لواقف... كأنّك في جفن الردى وهو نائمُ»، ثم أكملنا الجولة في مبنى توزعت به مؤسسات لقمان سليم، وكان لنا لقاء عابر مع مونيكا، أو استطلاع عن مكتب الشهيد لقمان الذي كان يواظب على العمل فيه.
إصدارات مؤسسة أمم للتوثيق
زيارة دار لقمان سليم في بيروت لها طابع خاص، فقد اغتيل عام 2021، ومازال ملف التحقيق القضائي مفتوحاً، ولايزال الفاعل مجهولاً، بالرغم من الإشارات حول اتهام حزب الله بذلك، لكن مقتله أثمر عن قيام «مؤسسة أمم للتوثيق والأبحاث» عام 2004. وحتى لا يكون الحدث عابراً وعفا الله عما سلف، قررت هذه المؤسسة التي تديرها زوجته الألمانية مونيكا بورغمان أن تسلك طريقاً مختلفاً، وأن تعمل على توثيق الاغتيالات السياسية.
وفي هذا الإطار كانت لنا جولة ولقاء مع «ست الدار» كما أسميتها، وأقصد دار سليم، وهي الأديبة والناشرة والناشطة رشا الأمير، حيث استقبلتني صباحاً بحيوية ونشاط في حديقة جميلة مفروشة بالورود والشجر، بعد أن تم ترتيب الزيارة قبل قدومي إلى بيروت، ووقفنا أمام ضريح الشهيد لقمان سليم المدفون في داره، وقد وضعت عليه عبارة «بطل من لبنان»، وبيت شعر للمتنبي: «وقفت وما في الموت شك لواقف... كأنّك في جفن الردى وهو نائمُ»، ثم أكملنا الجولة في مبنى توزعت به مؤسسات لقمان سليم، وكان لنا لقاء عابر مع مونيكا، أو استطلاع عن مكتب الشهيد لقمان الذي كان يواظب على العمل فيه.
أمم للتوثيق
تقول رشا الأمیر إن «أمم للتوثيق هدفها بناء الذاكرة اللبنانية لشخصيات تم اغتيالها، وتم طمس مرتكبيها، وهناك في الذاكرة 230 عملية اغتيال سیاسية جرت في تاريخ لبنان، معظمها لم يعرف فيها القاتل، وملفاتهم أقفلت لأسباب سياسية وغيرها، لذلك نحن نحفظ إرث من تم اغتيالهم، أمثال كامل مروة، ورياض الصلح، وسمير قصير، وسليم اللوزي، وغيرهم الكثيرون».
وأضافت: «انظر كيف أجهضت محاكمة الحريري، ومن يعرف قتلة سليم اللوزي، صاحب مجلة الحوادث، هؤلاء تم اغتيالهم بسبب آرائهم، ولم تجر للقتلة محاكمات عادلة ونزيهة». وتابعت: «نحن نعمل في إطار مؤسسي وليس فردياً، وعمر المؤسسة اليوم 25 سنة تقريباً، وهي تعنى بتاريخ لبنان وعلى نحو أخص بالنزاعات الأهلية وما تفرزه من ذکريات فردية وجماعية».
وشاهدت ورشة العمل التي يقوم فيها مختصون بفرز وتصنيف وتوثيق الصحف والمجلات والكتب والوثائق القديمة والجديدة، وهم في سبيلهم لاستكمال أعمال الحفظ والتصوير والفهرسة. وأنجزت «أمم للتوثيق» تصنيف وفهرسة عدد من المواد المتوفرة، مثل الكتب والدوريات والوثائق والملصقات والأفلام بنوعيها التقليدي والرقمي والمكتبة الصوتية والصور.
ووضعت مؤسسة لقمان سليم محفوظاتها الأرشيفية النادرة والقديمة جداً تحت تصرف الباحثين، بعد أن عملت على إنشاء منصة تتيح لزوارها الوصول إلى الفهارس الورقية والمواد الرقمية، وبالفعل قدمت خدمات بحثية للزائرين، ومنهم باحث فرنسي عمل أطروحة دكتوراه معتمداً على وثائق المؤسسة عن دور الجيش اللبناني في الحروب 1975 - 1990.
ويعرض الموقع الإلكتروني لمؤسسة أمم للتوثيق Umama biblio الكتب المفهرسة والدوريات والصحف بصيغة PDF، وكذلك الوظائف، بحيث يجد الزائر مع كل وثيقة فهرسة، السنة واسم الناشر والحجم والنوع والفئة. والتوثيق مبني على قاعدة كلمات مفتاحية مصحوبة بصورة عن الوثيقة pdf.
رشا الأمير والنشر المتقن
عدنا للحديث عن دار الجديد للنشر، التي تأسست علم 1990، حيث تروي رشا الأمير جانباً من تاريخها، مبينة أن والدها المحامي ورجل السياسة المعروف محسن سليم كان صاحب امتياز جريدة ومجلة الجديد، لذلك لم يكن اسم الجديد غريباً عن الدار.
وفي هذا الإطار نذكر أن مكتب المحامي محسن سليم أصدر مجموعة كتب عن أهم مرافعاته ومواقفه، ومنها مرافعة أمام المجلس العربي في قضية اغتيال صاحب جريدة الحياة كامل مروة عام 1966، والدعوى التي رفعها والدها ضد مجلة الحوادث بشخص صاحبها سليم اللوزي، والتي أدين فيها وكانت عام 1966 أيضاً.
وصدر عن دار الجديد حتى الآن نحو 400 کتاب، وأحدث الإصدارات كتاب «بالروح بالدم - الناصرية ومواريثها»، للباحث الإنكلیزي اليكس زاول، وهي الآن في سبيلها لإصدار سلسلة كتب وثائقية عن الشخصيات التي تم اغتيالها، موجهة إلى فئة الشباب ومكتوبة بأسلوب سردي وثائقي، حفظا للذاكرة اللبنانية، وستكون تحت عنوان موحد «لا للاغتيالات السياسية ولا للعفو العام». وهذا المشروع سيكون لإنعاش الذاكرة من النسيان، وقد جاءت الفكرة من دار نشر فرنسية عريقة أصدرت حتى الآن 100 کتاب مخصص للجيل الصاعد، أي فئة الشباب.
رشا الأمير الأديبة اللبنانية، الحاضرة دائماً في الشأن الثقافي والوطني، أحد كتبها كان بعنوان «كتاب الهمزة»، وهي أول الحروف الأبجدية العربية، والذي يستحق كتاباً بعينه لأنه أهل للرعاية، فالكتابة المتقنة عندها هي حياة ونور تماماً كما النشر المتقن في هذا العالم العربي.