اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
وليد منصور -
رغم انخفاض أسعار النفط عالمياً، تواصل شركات الطاقة الوطنية في دول الخليج، إلى جانب نظيراتها الغربية، التمسك بخطط الإنفاق الرأسمالي للعام الجاري، في حين يُتوقع أن تلجأ الشركات الأمريكية المستقلة إلى تقليص استثماراتها، وفقاً لتحليلات حديثة.
وسجّل سعر خام برنت انخفاضاً يقارب %15 منذ بداية العام، لكن شركات النفط والغاز الخليجية ما زالت متمسكة بمساراتها الاستثمارية.
وقال غريغوري برو، كبير محللي الطاقة في مجموعة «أوراسيا»، لموقع AGBI: «توجيهات شركات النفط الوطنية الخليجية قوية ومن غير المرجَّح أن تتغيّر. لا أتوقع تعديلات على الجداول الزمنية، حتى لو استمرت الأسعار في الانخفاض، إذ تسعى دول أوبك إلى استغلال انخفاض الأسعار، فيما تحاول الدول غير الأعضاء استعادة حصصها السوقية بعد سنوات من خفض الإنتاج».
وفي هذا السياق، أكّد الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أن الشركة ستحافظ على توجيهها المالي لعام 2025، ضمن نطاق يتراوح بين 52 و58 مليار دولار، مع الاستمرار في البحث عن فرص استثمارية جديدة. كذلك، أبقت شركة أدنوك الإماراتية على خطتها الممتدة من 2023 إلى 2027 بقيمة 150 مليار دولار دون تغيير.
مواجهة الضغوط
في المقابل، توقّعت منظمة أوبك، في تقريرها الصادر خلال مايو الجاري، أن تنخفض استثمارات الاستكشاف والإنتاج في الدول غير الأعضاء في تحالف «أوبك+» بنسبة %5 في عام 2025، و%2 في 2026، لتصل إلى أقل من 280 مليار دولار.
وأشارت المنظمة إلى أن الاستثمارات في عمليات التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة ستتراجع بنسبة %9 في 2025، و%7 في 2026، بفعل انخفاض الأسعار.
كما أفادت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الصادر الأسبوع الماضي، بأن منتجي النفط الأمريكيين المستقلين خفّضوا توجيههم للإنفاق الرأسمالي في 2025 بنسبة تصل إلى %9 مقارنة بالتقديرات السابقة.
وأوضحت الوكالة أن توقعات إنتاج «النفط المحكم» Tight Oil – الذي يستخرج من تكوينات الصخور الزيتية – في الولايات المتحدة قد تم تخفيضها للشهر الثاني على التوالي.
وقال برو إن «شركات النفط الصخري الأمريكية الصغيرة والمتوسطة أكثر حساسية لتقلبات الأسعار، بسبب اعتمادها على دورات إنتاج قصيرة الأجل، وحرصها على الانضباط المالي في حال اقتراب الأسعار من حدود التكاليف التشغيلية».
وأضاف: «أما الشركات الكبرى، مثل إكسون موبيل وتوتال إنرجي وشل وشيفرون، فهي محصّنة نسبياً ضد التراجع، بعدما استثمرت في مشاريع جديدة منخفضة التكاليف».
وفيما حافظت تلك الشركات على خططها للإنفاق في عام 2025، خفّضت شركة BP البريطانية تقديراتها بمقدار 500 مليون دولار.
شراكات إستراتيجية
وتشهد العلاقة بين شركات النفط الخليجية والغربية تطورات جديدة عبر مشاريع مشتركة طموحة.
فقد أعلنت أرامكو السعودية، التي لديها بالفعل شراكات في مشروعين للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، عن توقيع 34 اتفاقية أولية جديدة مع شركات أمريكية، تشمل عدداً من الصفقات المرتبطة بالغاز المسال، من بينها اتفاق غير ملزم مع شركة Woodside للاستثمار في مشروع أمريكي للغاز المسال.
وفي الإمارات، كشفت «أدنوك» عن شراكة مع كل من «إكسون موبيل»، و«أوكسيدنتال»، وEOG Resources لتوسعة عمليات إنتاج النفط والغاز، بقيمة تقديرية تبلغ 60 مليار دولار.
وخلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للإمارات، منحت أبوظبي شركة EOG Resources امتيازاً جديداً لاستكشاف وإنتاج النفط غير التقليدي، الذي يتطلب تقنيات متقدمة لاستخراجه.
كما أعلنت أدنوك أنها تدرس مع شركة أوكسيدنتال الأمريكية توسعة منشأة «شاه» لمعالجة الغاز بنسبة %30. وتُعد المنشأة واحدة من أكبر وأكثر مرافق معالجة الغاز الحامض تعقيدًا في العالم، وتملك «أوكسيدنتال» %40 منها. وتقع المنشأة جنوب غرب أبوظبي، على بعد نحو 210 كلم من المدينة، قرب الحدود السعودية.
ويُعرف الغاز الحامض باحتوائه على نسب عالية من كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز سام وتآكلي يتطلب معالجة خاصة.
كما ستتعاون «أدنوك» مع شركتي «إكسون موبيل» وInpex/Jodco اليابانية لزيادة الإنتاج في حقل «زاكم العلوي» البحري، في إطار الاستثمارات الأمريكية المشتركة بقيمة 60 مليار دولار.
ركيزة أساسية في الميزانيات
قال الباحث في معهد بيكر التابع لجامعة رايس، جيم كراين: «تشكل شركات النفط الوطنية الخليجية، مثل أرامكو وأدنوك ومؤسسة البترول الكويتية، ركيزة أساسية في ميزانيات حكوماتها، كما أنها أعمدة للأمن القومي في دولها».