اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الأول ٢٠٢٥
ريم قاسم -
بينما يبقى فن تناول الطعام مسألة ذوق شخصي، فإن بعض السلوكيات أثناء الوجبات قد يكون لها آثار غير متوقعة في الصحة، وينطبق هذا على «التحدث والفم ممتلئ». فالأشخاص الذين يمارسون هذه العادة السيئة لا يظهرون، وفق تقرير نشرته مجلة NotreTemps، بمظهر غير مستحب لمن يتحدثون إليهم فحسب، بل إنهم يخاطرون أيضاً بفقدان شيء أساسي وهو الشعور بالشبع، فعندما ننغمس في الحديث، ننسى أننا نمضغ الطعام في أفواهنا وعندما نركز على ما نقوله وليس على ما نأكله، فإننا نتجاهل الإشارات التي يرسلها جسمنا ليخبرنا أننا شبعنا وأننا تناولنا ما يكفي من الطعام.
◄ الإفراط في الطعام
إن التحدث أثناء تناول الطعام يشجع على الإفراط فيه. فهذا التجاهل اللاإرادي لإشارة الشبع (التي توقف تناول الطعام) قد يؤدي إلى سلسلة من النتائج المتوقعة كأن نأكل أكثر مما ينبغي ونكتسب وزناً زائداً، مما يزيد خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
◄ إشارات الجوع والشبع
سواءً تحدثنا وأفواهنا ممتلئة أم لا، فإن إشارات الشبع غالباً ما تُنسى. ومع ذلك، فإن إدراك هذه الآلية يُساعدنا على الانتباه إلى مظاهرها. وتتضمن عملية الشبع عدة مراحل وهي حسية وهضمية وهرمونية. وتقول الاختصاصية ناتالي نيغرو «إن المرحلة الأولى حسية: فعندما نبدأ بتناول الطعام، يستطيع جسمنا معرفة العناصر الغذائية التي سيستمدها من كمية الطعام فيُحفز طعم الطعام وملمسه ورائحته إشارات أولية إلى دماغنا، وبعد فترة، يصبح طبقنا أقل جاذبية، ويبدو باهتاً، ونتوقف عن تناوله تلقائياً وتصبح رائحة الطعام وطعمه وملمسه أقل جاذبية. لذلك من المهم التوقف عن الكلام أثناء تناول الطعام والتركيز على ما نأكله، وإلا فإننا نفوت هذه الخطوة الأولى».
وتتابع الخبيرة قائلة: إن المرحلة الثانية من الشبع ميكانيكية، فعندما تمتلئ المعدة، تضغط عليها مستشعرات. وأخيراً، تأتي الإشارة النهائية، التي تجعلنا نتوقف عن الأكل، فعندها تبدأ عملية الهضم وتصل أولى المواد الغذائية إلى الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ويحفز هذا المرور عبر الجهاز الهضمي إنتاج ما يُسمى بالهرمونات المثبطة للشهية (مثل GLP-1 والكوليسيستوكينين)، وهي التي تكبح الشهية تماماً.
◄ هل يستغرق الشعور بالشبع فعلاً 20 دقيقة؟
هذا هو متوسط المدة المتعارف عليه. لكن في الواقع، يختلف الوقت اللازم للشعور بالشبع (عند الاستماع إلى إشارات الجسم) بشكل كبير. وتشير ناتالي نيغرو إلى أن «الأمر يعتمد بشكل خاص على نوع الطعام، لأن الوقت اللازم لإفراغ المعدة يختلف اختلافاً كبيراً تبعاً لجودة الطعام». ومن العوامل الأخرى التي قد تطيل هذا الوقت القيام بأمور أخرى أثناء تناول الطعام، مثل التحدث أو النظر إلى الشاشات أو أي شيء آخر. وكل هذه مصادر لتشتيت الذهن، قد تعيق استقبال إشارات المرحلة الأولى من الشبع.
وعليه يُعد فهم هذه العملية والاستماع إلى إشاراتها أمراً أساسياً لكل من يرغب في تناول الطعام حتى يشعر بالشبع وتنظيم كمية طعامه. ويساعد هذا على منع زيادة الوزن (دون بذل جهد أو اتباع حميات غذائية) وما يترتب عليها من أضرار صحية محتملة.
كما يُعدّ تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً من النصائح المفيدة التي تُسهّل معرفة وقت الشبع وهو شيء يستحق التفكير فيه بتمتعن وفق الخبيرة.


































