اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات والتفاني في خدمة الكويت وأهلها؛ ترك وكيل الإعلام والثقافة في الديوان الأميري يوسف حمد الرومي منصبه، وذلك بعد 33 عاما قضاها في العمل الرسمي، والذي حقق فيه تميزا وجدارة وكان من الكفاءات الوطنية التي تركت بصمة في الإنجاز والتطوير.
وطوال مسيرته الممتدة التي قضاها في منصبه الحساس، كان الرومي مضرب المثل في التعاون مع الإعلاميين في ما يتعلق بأخبار الديوان؛ وحرص بدماثة طباعه وحيويته وتفاعله المباشر مع الصحافيين، على تسهيل مهامهم والإجابة عن أسئلتهم برحابة صدر، ناقلا إليهم المعلومات بحرص واهتمام يليقان بهيبة ومكانة الديوان.
وكان للخبرة الواسعة التي اكتسبها من معاصرته خمسة من أمراء البلاد، تأثير كبير، جعله يصنع بصمة في مجاله، ويترك أثرا يدل عليه من بعده. فقد عاصر يوسف حمد الرومي خلال مسيرة عمله في الديوان، خمسة من أمراء البلاد هم الراحلون الشيخ جابر الأحمد، والشيخ سعد العبدالله، والشيخ صباح الأحمد، والشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراهم، ثم عاصر عهد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أطال الله في عمره.
ولعل هذه الخبرة التي اكتسبها الرومي من خلال معاصرة تلك التجارب، شكلت السر في مرونة شخصيته من جهة، وانضباطه وحزمه وفروسيته من جهة أخرى.
لقد شكل الرومي، طوال سنوات عمله نموذجا للإعلام الرصين، الملتزم ضوابط وقواعد وسياقات منصبه الإعلامي الحساس، التي تفرض دوما الدقة والوضوح، والحرص على المصلحة العامة، من دون تجاهل للشغف الصحافي الذي يحتاج دوما إلى المعلومة التي تفتح له أفق التعاطي مع الموضوعات الحساسة. ولم لا وهو الذي ورث خبرة الأداء الإعلامي من والده المرحوم حمد الرومي، وكيل وزارة الإعلام الأسبق، الذي كان له دور كبير في تطوير أداء وزارة الإعلام، وتبني الكفاءات الوطنية في مراكزها القيادية والحساسة، وكان له دور في تبني تشريعات تستهدف تطوير التلفزيون والإذاعة وشركة السينما.
وبعد هذه المسيرة الحافلة بالعطاء، يترك يوسف حمد الرومي، منصبه الرسمي مخلفا سيرة طيبة لدى من تعاملوا معه سواء من رافقوه في رحلة العمل، أو من تعاملوا معه من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، حيث كان دوما نعم المرشد والموجه نحو ما يصب في مصلحة الكويت.
وإذا كانت الحياة محطات، نتمنى أن تكون هذه المحطة الجديدة، فرصة للتفرغ لشؤونه الخاصة والأسرية بعد أن استحوذت مهامه الحكومية على أغلب وقته.