اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بين الحين والآخر، نقرأ أخباراً محلية تبعث على الفخر والامتنان: «جهود مباركة لرجال الأمن تُتوَّج بالقبض على عصابة لتوزيع المخدرات بأنواعها المختلفة».
خبر يطمئن المواطن بأن عيون رجال المباحث الساهرة تحرس أرواح شبابنا ومجتمعنا من هذه السموم. ولا شك أن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية تبذل جهوداً جبّارة تستحق كل الشكر والتقدير.
ويدرك الجميع أن هذه الآفة لن تُستأصل إلا عندما تُقطع جذورها. فملاحقة المتعاطي أو المروّج الصغير، رغم أهميتها المرحلية، لا تعدو كونها كمن يقطف أوراق نبات سام بينما جذوره ما زالت ممتدة في التربة، تغذي نفسها لتعود وتنبت من جديد بأسرع مما نتصوّر.
المطلوب اليوم أن نوجّه الضربة إلى الرؤوس الكبيرة، إلى تلك الشبكات الهرمية المعقّدة التي تمتلك المال والنفوذ وتعرف كيف تشتري الذمم وتستغل الثغرات وضعاف النفوس. وغالباً ما تتشابك جذور هذه الشبكات عبر الحدود، مستخدمة أدوات غسل الأموال كغطاء آمن لتحريك أرباحها. فالقاعدة الذهبية تقول: إذا أردت القضاء على تجارة المخدرات، فابدأ بتتبع مسارات غسل الأموال.
بهذه القاعدة، تتحول الجهود الأمنية من ردّ فعل إلى فعل استباقي، ومن مطاردة بعد الواقعة إلى ضربات نوعية تستهدف البنية التحتية للجريمة.
ومن جانب مهم لا يمكن أن نغفل أهمية التوعية والعلاج، فبرامج الوقاية وإعادة التأهيل ما زالت دون المستوى المطلوب، وتعزيزها سيُسهم في تضييق السوق المحلي أمام هذه الشبكات الإجرامية.
ختاماً، نقولها بصدق: لرجال الأمن أنتم كفو. جهودكم الميدانية في ملاحقة المروّجين محل فخر واعتزاز، وهي خط الدفاع الأول عن شبابنا ومجتمعنا. لكننا نطمح أن تمتد أيديكم الشجاعة إلى جذور هذه الآفة، لتُقتلع من أرضنا اقتلاعاً، فنطوي بذلك صفحة قطف الأوراق إلى الأبد، ونكتب فصلاً جديداً من الأمن والأمل لمستقبل وطنٍ خالٍ من المخدرات.
وليد الخبيزي


































