اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
• كيف تصفون طبيعة التعاون الدفاعي القائم بين تركيا والكويت حاليًا؟
- يقوم التعاون الدفاعي بين تركيا والكويت على أسس من الاحترام المتبادل والثقة والطموحات المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ولا يقتصر تعاوننا على تزويد المعدات الدفاعية فحسب، بل يشمل إطارًا أوسع للحوار والتدريب وتبادل المعرفة وبناء القدرات.
ومن وجهة نظرنا، يعكس هذا التعاون النهج المبدئي لتركيا تجاه شركائها في الخليج، نهج يقوم على المساواة والشراكة والمنفعة المتبادلة.
نحن لا ننظر إلى الكويت كمجرد متلقٍ للتقنيات الدفاعية، بل كشريك استراتيجي نتقاسم معه الأهداف المشتركة في تعزيز الأمن الإقليمي وبناء القدرة على الصمود في بيئة استراتيجية متزايدة التعقيد.اتفاقية «بيرقدار»
• وقّعت الكويت، أخيرا، اتفاقية دفاعية مع تركيا حصلت بموجبها على الطائرة المسيّرة «بيرقدار»... هل يمكن أن توضحوا لنا نطاق وأهمية هذه الاتفاقية من وجهة نظر أنقرة؟
- تمثّل الاتفاقية الدفاعية الأخيرة بين تركيا والكويت أكثر من مجرد ترتيب تعاقدي.
إنها تجسيد لروح الثقة المتبادلة بين بلدينا الشقيقين، وانعكاس لرؤيتنا المشتركة للأمن والاستقرار في المنطقة، ومن دواعي فخرنا أن نرى طائرات «بيرقدار» المسيّرة تخدم الآن في الكويت.
صحيح أن «بيرقدار» نظام متطور وفعّال يزود الكويت بقدرات مهمة، لكن أهمية الاتفاقية تتجاوز التكنولوجيا بحد ذاتها، فهي تسلّط الضوء على التزام تركيا ببناء شراكات مستدامة في الخليج قائمة على التعاون وتبادل المعرفة والانخراط الطويل الأمد.
كما تؤكد أن علاقاتنا الدفاعية تقوم على المنفعة المتبادلة لا على التبعية، انسجامًا مع رؤية تركيا الأشمل لشراكات عادلة ومتوازنة في الشرق الأوسط والجزيرة العربية.رؤية مستقبلية
• ما العوامل التي دفعت تركيا إلى تعزيز تعاونها الدفاعي مع دول الخليج؟
- يستند إلى نهج تركيا تجاه الخليج إلى التاريخ من جهة، وإلى رؤية مستقبلية من جهة أخرى.
إن دافعنا لتعزيز التعاون الدفاعي في المنطقة ينبع من قناعتنا بأن أمن الشرق الأوسط والجزيرة العربية لا يتجزأ؛ فاستقرار هذه المنطقة ينعكس مباشرة على رفاهية شعبنا، كما أن أي اضطراب فيها يؤثر علينا جميعًا.
إضافة إلى ذلك، تربط تركيا بدول الخليج علاقات ثقافية وتاريخية واقتصادية عميقة، لذا فإن شراكاتنا ليست مجرد تعاملات تجارية، بل هي قائمة على شعور مشترك بالمسؤولية تجاه السلام الإقليمي.
ومن خلال تعزيز التعاون الدفاعي، تسعى تركيا إلى الإسهام في بناء قدرة جماعية على الصمود، ودعم جهود التحديث لدى شركائنا، وتعزيز بيئة يشعر فيها جميع الأطراف بالأمن والاحترام.التدريب والبحث والتعاون الصناعي
• هل تتضمن الاتفاقية الدفاعية مع الكويت بنودًا تتعلق بنقل التكنولوجيا أو التعاون في مجال التصنيع الدفاعي المحلي؟
- يمكنني القول إن فلسفة تركيا في التعاون الدفاعي تقوم على الاستدامة والمنفعة المتبادلة مع شركائنا.
الاتفاقية الثنائية مع الكويت ستتيح لنا تزويد الأنظمة بأفضل طريقة ممكنة بما يتوافق مع متطلبات الكويت الخاصة، تمامًا كما نفعل مع قواتنا المسلحة.
كما أننا منفتحون على نماذج للتعاون لا تقتصر على تسليم الأنظمة الدفاعية فحسب، بل تشمل أيضًا التدريب والبحث المشترك والتعاون الصناعي.
هدفنا دائماً هو تمكين شركائنا من خلال مشاركة المعرفة وتعزيز الاعتماد على الذات.
وفي هذا الإطار، تنظر تركيا إلى التعاون مع الكويت كشراكة متطورة، تحمل إمكانية التوسع، لتشمل مجالات مثل نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي وتطوير القدرات المشتركة.شراكة أوسع
• إلى أي مدى يشكل تسليم الطائرة المسيّرة «بيرقدار» إلى الكويت بداية لشراكة دفاعية أوسع قد تشمل معدات عسكرية أو أنظمة متقدمة أخرى؟
- ينبغي النظر إلى تسليم طائرات «بيرقدار» باعتباره محطة رئيسية في مسار طويل، لا كنهاية الطريق، فهو يعكس تنامي الثقة بين تركيا والكويت ويفتح المجال أمام شراكة دفاعية أوسع.
مستقبلًا، قد يمتد تعاوننا ليشمل مجموعة من الأنظمة الدفاعية والتقنيات المتقدمة والمبادرات المشتركة، وذلك تبعًا لأولويات الكويت واحتياجاتها الاستراتيجية.
تركيا لا تنظر إلى مثل هذه الشراكات من زاوية ضيقة، بل تراها شراكات طويلة الأمد تتطور مع الزمن وتتكيف مع متطلبات البلدين.التحديات والتهديدات
• كيف تنظر تركيا إلى دور الكويت كشريك في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، خصوصًا في ظل التحديات الراهنة؟
- تنظر تركيا إلى الكويت باعتبارها دولة تحظى بتقدير كبير، لما تتمتع به من نهج متوازن وبنّاء في الشؤون الإقليمية.
إن تقاليد الكويت الدبلوماسية في الحوار والوساطة وبناء التوافق تسهم بشكل كبير في استقرار الخليج والشرق الأوسط الأوسع. وبالنسبة لنا، فالكويت ليست مجرد شريك دفاعي، بل أيضاً فاعل دبلوماسي تكمل جهوده رؤية تركيا تجاه نظام إقليمي شامل ومستقر.
في زمن التحديات المعقّدة، تشترك تركيا والكويت في الإيمان بأن الأمن التعاوني والاحترام المتبادل هما الأداتان الأكثر فاعلية للتصدي للتهديدات وضمان مستقبل شعوبنا.
اتفاقية «بيرقدار»
رؤية مستقبلية
التدريب والبحث والتعاون الصناعي
شراكة أوسع
التحديات والتهديدات