اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ أيلول ٢٠٢٥
فيصل مطر -
كشفت الجلسة الحوارية الثانية من المؤتمر الإسكاني الخليجي الثاني الذي استضافته الكويت عن تحديات مالية وتشريعية وثقافية أمام التحول إلى المدن الذكية وذلك خلال مناقشتها مفهوم الاستدامة الحضرية ودور المدن الذكية في تحسين جودة الحياة، متطرقة إلى توظيف التقنيات الحديثة لتحقيق تنمية حضرية متوازنة ومستدامة في مدن الخليج.
وأجمع المتحدثون في الجلسة على أن المدن الذكية أصبحت أسلوب حياة جديداً يضع الإنسان في صميم التنمية، ويعتمد على التقنيات الحديثة والطاقة النظيفة لخلق بيئة أكثر صحة واستدامة، مؤكدين أن التحديات المالية والتشريعية والثقافية تشكل عقبات رئيسية أمام التحول المنشود.
ضرورة تنموية
وبينما شددت رئيسة بعثة برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) لدى الكويت والخليج العربي، د.أميرة الحسن، على أن المدن الذكية لم تعد خياراً، بل ضرورة تنموية لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة، قال مدير دائرة بيان الأراضي بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني بسلطنة عمان مالك المالكي إن الحلول التقنية تشهد تسارعاً كبيراً يستوجب تطوير المدن الإسكانية بما يتوافق مع هذا التقدم، موضحاً أهمية البنية التحتية والألياف الضوئية لاستيعاب الطفرة المستقبلية.
ولفت إلى أن الأمن السيبراني من أبرز التحديات، إلى جانب الحاجة إلى تدريب الكوادر البشرية على إدارة المدن، مشيراً إلى أن التكلفة الباهظة للاستثمارات والصيانة تعد من أبرز المعوقات، «إلا أن المدن الذكية تبقى أسلوب حياة يركز على الناس ويعزز أنماط المعيشة الصحية باستخدام الطاقة النظيفة في المواصلات».
وأشارت نائبة عميد كلية الدراسات الإدارية بالجامعة العربية المفتوحة د.أفنان الخالدي إلى أن التحديات المناخية في فصلي الصيف والشتاء تمثل عائقاً أمام تطبيق حلول المدن الذكية، لكنها تسهم في ترشيد استهلاك الكهرباء. وذكرت أن الثقافة المجتمعية ومدى تقبلها للتكنولوجيا تعد عاملاً أساسياً في نجاح هذه التجارب، إلى جانب أهمية التنسيق بين الإدارات الحكومية ومواكبة التشريعات والقوانين للتطورات التقنية، فضلاً عن مواجهة التهديدات السيبرانية.
أما مدير الادارة العامة للتطوير العمراني بوزارة البلديات والاسكان في المملكة العربية السعودية أحمد اليابسي، فأكد أن «المدن الذكية تمثل أسلوب حياة متكاملا، حيث تُسهم التقنيات في تحسين الطرق وتعزيز الصحة العامة»، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر أصبح خياراً استراتيجياً، مستشهداً بمشروع «الرياض خضراء» الذي ينعكس أثره في جودة الحياة ويدعم ممارسة الرياضة، مثل المشي.
من جهته، لفت الرئيس التنفيذي لشركة مشاريع الطاقة البديلة APECO د.حسن قاسم إلى إن المدن المستدامة هي مكمل للمدن الذكية، موضحاً أن الطاقة البديلة تشكل محوراً رئيسياً في هذه التجربة، حيث تمتد تطبيقاتها من الطاقة الشمسية إلى الرياح والحلول الهجينة.
ولفت إلى أن المدن الذكية تقوم على شبكات ذكية تبدأ من داخل المنازل وتمتد إلى منظومات أكبر تدار مركزياً أو لا مركزياً، وهو ما يتطلب بنية تحتية ضخمة، مشيرا إلى أن جدوى هذه المشاريع تعتمد على التشريعات المحلية وتكلفة الوحدات والدعم الذي توفره الحكومات لتشجيع استخدام الطاقة البديلة.