اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
صراع المراهقين يتزايد وسط صخب الدنيا، وسط الصراع بين من هو الأقوى والأجمل والأفضل، وسط الفراغ الذي صنعه بجدارة التافهون، وسط الضوضاء العارمة التي تجتث الحق، وهذا حال الدنيا... حتى تُقر أنك شخص متميز ويريد أن يتغير، ولكن التغيير لا يأتي عبثًا ومن دون سعي.
يعيش المراهق، اليوم، في زمنٍ مشحون بالتناقضات، بين تطلعاتٍ عالية وضغوطٍ يومية، بين صورةٍ مثالية يرسمها المجتمع على وسائل التواصل، وحقيقةٍ يشعر بها في داخله ولا يجرؤ على البوح بها. الكل يطالبه بأن يكون قويًا، متفوقًا، اجتماعيًا، أنيقًا، محبوبًا، ومُنجزًا... لكن لا أحد يسأله: هل أنت بخير؟
صوت المراهق يُهمَّش غالبًا في خضم التوجيهات، ويضيع وسط رسائل التحفيز التي لا تلامس واقعه. يُطلب منه أن يكون مسؤولًا، لكن لا يُعطى الوقت الكافي لفهم ذاته. يُلام على تقلباته، لكن لا يُمنَح المساحة الآمنة ليخطئ، ويُحبط حين لا يجد من يصدّقه حين يقول: «أنا تائه».
في هذا الصراع المستمر، لا بد أن نتوقف، نحن الكبار، ونعيد ترتيب أولوياتنا.
فالمراهق لا يحتاج فقط إلى التوجيه، بل إلى من يفهمه قبل أن يحكم عليه.
لا يحتاج إلى من يُملي عليه الطريق، بل من يسير معه، ويقول له: «أنا معك».
نحن — المراهقين — لا نبحث عن الكمال، بل نبحث عن التقبل.
ندى مهلهل المضف