نافذة رقمية لتقييم جاهزية الإدراج في «البورصة»

عيسى عبدالسلام-

في خطوة نوعية، تعكس جهودها المستمرة لتطوير بيئة سوق المال، ورفع مستوى الشفافية والاستعداد المؤسسي، خصصت بورصة الكويت نافذة جديدة على موقعها الالكتروني، تتيح للشركات الراغبة في الإدراج إجراء تقييم شامل لجاهزيتها للإدراج في أحد أسواق البورصة الثلاثة، السوق الأول والسوق الرئيسي وسوق الشركات الناشئة، المتوقع اطلاقه في نهاية العام الحالي، بعد انتهاء الاختبارات التحضيرية الخاصة به، والتي انطلقت في 2 نوفمبر الماضي. وتهدف هذه المبادرة الى مساعدة الشركات في فهم متطلبات الإدراج والتزامات ما بعده، بما يعزز من جودة الإدراجات الجديدة، ويضمن استدامة أداء الشركات المدرجة.

تتكون نافذة تقييم الجاهزية من خمس مراحل رئيسية، تم تصميمها بعناية لتغطي الجوانب التنظيمية والفنية والحوكمية المطلوبة للإدراج في الأسواق المختلفة، والتي جاءت كالتي:

1- المرحلة الأولى: تبدأ باختيار السوق، الذي ترغب الشركة في الادراج فيه، سواء السوق الأول، الذي يتطلب معايير أعلى من حيث القيمة السوقية والسيولة والحوكمة، أو السوق الرئيسي، الذي يستهدف الشركات المتوسطة، أو سوق الشركات الناشئة المخصص للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وتعد هذه الخطوة مدخلا أساسيا لتحديد نوع المتطلبات، التي ستنطبق على الشركة خلال عملية التقييم.

2- المرحلة الثانية: تتعلق بإدخال معلومات الشركة الأساسية، وتشمل بيانات عن حجم الشركة، وطبيعة أنشطتها، ورأسمالها، والقيمة التقديرية المتوقعة لها، بالاضافة الى الالتزامات المستمرة، التي ستتحملها بعد الإدراج، مثل الإفصاح الدوري والحوكمة والالتزام بمعايير الشفافية، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل، كونها توفر أساس التقييم الكمي والنوعي لجاهزية الشركة.

3- المرحلة الثالثة: تتناول متطلبات الإدراج الخاصة بكل سوق، حيث يتم استعراض الشروط التفصيلية، التي يتعين على الشركة استيفاؤها، مثل الحد الأدنى لرأس المال وعدد المساهمين، ونسب التداول الحر والملاءة المالية.

وتهدف هذه المرحلة الى تمكين الشركات من قياس مدى توافقها مع متطلبات السوق المستهدف، ومعرفة نقاط القوة والقصور، التي تحتاج الى معالجتها قبل التقدم الرسمي بطلب الادراج.

4- المرحلة الرابعة: تركز على حوكمة الشركات، إذ يحتوي هذا القسم على مجموعة من الأسئلة الإلزامية، التي تمثل متطلبات أساسية للحوكمة، مثل تشكيل مجلس الادارة ولجان المراجعة والمخاطر وسياسات الإفصاح، كما يتضمن أسئلة اضافية تشكل معايير استرشادية، يتوقع من الشركات الالتزام بها، لتعزيز ممارسات الحوكمة الرشيدة والشفافية.تأتي هذه المرحلة لتؤكد حرص البورصة على ترسيخ معايير الاستدامة والمسؤولية المؤسسية في بيئة الأعمال.

5- المرحلة الخامسة والأخيرة: تشمل نتائج التقييم، حيث تحصل الشركة بعد استكمال المراحل السابقة على تقرير شامل، يوضح مدى جاهزيتها للإدراج في السوق المستهدف، مع تحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين قبل المضي قدماً في عملية الإدراج الرسمية.

تقييم مسبق

يشار الى ان هذه النافذة ستسهم في دعم الشركات المحلية والاقليمية، التي ترغب في الادراج في البورصة، اذ ستمكنها من تقييم أوضاعها الداخلية مسبقاً، ومعالجة أي نواقص في الحوكمة أو المتطلبات المالية والتنظيمية، كما توفر مرجعاً استرشادياً شفافاً، يساعد الشركات في فهم متطلبات كل سوق بوضوح، مما يقلل من احتمالات الرفض أو التأخير في عمليات الإدراج.

وعلى مستوى بورصة الكويت، تعزز هذه المبادرة كفاءة السوق وسمعته الاقليمة والدولية، وتدعم استراتيجيتها الرامية الى استقطاب المزيد من الإدراجات النوعية والمستدامة، بما يسهم في توسيع قاعدة الشركات المدرجة، وتنويع قطاعات السوق، كما تنسجم مع جهود تطوير البنية التحتية للسوق، وتحسين تجربة المستثمرين عبر رفع مستوى الشفافية والتنافسية بين الشركات. وبذلك تمثل نافذة تقييم جاهزية الإدراج أداة استراتيجية، تسهم في بناء بيئة سوقية أكثر جاذبية واستدامة تدعم رؤية بورصة الكويت، في أن تكون منصة مالية متقدمة، قادرة على استقطاب رؤوس الأموال، وتعزيز النمو الاقتصادي عبر سوق مالي متطور وشفاف.