اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
مي السكري -
في مشهد مفعم بالمشاعر والتقدير، الذي يعكس روح التضامن النسائي والتميّز الدبلوماسي للمرأة، أقامت السفيرة الأندونيسية لدى البلاد، لينا ماريانا، مأدبة غداء بمقر إقامتها في منطقة مشرف، تكريماً لأربع دبلوماسيات بارزات، بمناسبة ختام رحلتهن الدبلوماسية في الكويت، بعد سنوات من العمل المثمر والتأثير الإيجابي في الساحة السياسية والاجتماعية والمشهد الدبلوماسي الكويتي.
الاحتفالية كانت بمنزلة رسالة دعم واحتفاء بدور المرأة في السلك الدبلوماسي، وشمل التكريم السفيرة البريطانية بيليندا لويس، والسفيرة الكندية عليا مواني، والسفيرة الأمريكية كارين ساساهارا، ورئيسة مكتب حلف الناتو في الكويت نورا-إليز بيك، اللاتي اجتمعن على طاولة واحدة، ليس فقط لتوديع بلد، بل لتكريم رحلة نسائية حافلة بالإنجازات.
ووصفت السفيرة الأندونيسية لينا ماريانا المناسبة بأنها «أكثر من مجرّد وداع»، مضيفةً: «انه احتفاء بالعلاقات الإنسانية والمهنية، التي تأسست على الاحترام والتضامن وروح الأخوة».
وأكدت أن زميلاتها الأربع جسّدن نموذجاً ملهماً للمرأة القيادية في مجال طالما هيمن عليه الرجال، وتركْن وراءهن إرثاً دبلوماسياً يصعب نسيانه، وإنجازات بارزة ومتميزة.
خبرة وانتماء
من جانبها، تحدثت السفيرة البريطانية، بيليندا لويس، عن اللحظات الصعبة، التي واجهتها كامرأة في موقع قيادي، قائلة: «وجود زميلات يستمعن إليك من دون حكم هو نعمة لا تُقدّر بثمن».
وأضافت: «سآخذ معي من الكويت ليس فقط الخبرة، بل الشعور بالانتماء إلى شبكة دعم قوية شكلتها نساء متميزات».
وقالت: «عملنا المشترك لم يكن فقط مهنياً، بل هو إنساني أيضاً، تعلمت الكثير منكن، وسأغادر وأنا أحمل معي شعوراً عميقاً بالقوة والتضامن».
أما السفيرة الكندية، عليا مواني، التي كانت أُمّاً وسفيرة لأول مرة، فقد تحدثت عن التحديات المزدوجة، مشيرةً إلى أن الدعم الذي تلقّته من زميلاتها جعل تجربتها أكثر مرونة وإنسانية، وأضافت: «كلمات بسيطة مثل: لا بأس إن لم تحضري كل الفعاليات، كانت كفيلة بتخفيف الضغط، ومنحتني شعوراً بالقبول والدعم الحقيقي».
كسر النمطية
من جانبها، سلّطت رئيسة بعثة الناتو، نورا–إليز بيك، الضوء على التحديات التي واجهتها كامرأة في مجال الأمن، معلّقة على الأسئلة المتكررة، التي تتلقاها عن كونها امرأة في هذا القطاع: «دائماً يُسألونني كيف تقومين بعملك كامرأة، لكن لا أحد يسأل الرجال هذا السؤال». وأكدت أن تضامن النساء ودعم بعضهن بعضاً في الكويت كان استثنائياً وفريداً، ولم تجده في أي تجربة دبلوماسية أخرى، داعية إلى نقل هذا النموذج إلى أماكن أخرى في العالم.
ورغم غياب السفيرة الأمريكية، كارين ساساهارا، بسبب انشغالاتها بترتيبات مغادرتها، التي صادفت صباح الخميس الماضي، فإن زميلاتها حرصن على الإشادة بدورها القيادي، وحضورها الإنساني اللافت، مؤكدات أن روحها ستبقى حاضرة في ذاكرة العمل الدبلوماسي في الكويت.
الوداع ليس نهاية
واختتمت السفيرة الأندونيسية الحفل برسالة وداع صادقة، عبّرت فيها عن امتنانها العميق لكل ما قدمته زميلاتها، قائلة: «قد تغادرن الكويت، لكن بصماتكن ستبقى محفورة في ذاكرة الدبلوماسية الكويتية، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من النساء القياديات، اللاتي يعملن في هذا الحقل»، مؤكدةً أن إنجازات الدبلوماسيات ملهمة للأجيال.