اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
قالت الشركة الكويتية للمقاصة إن دخول مشروع «الوسيط المركزي» حيِّز التنفيذ بدءاً من اليوم، يمثل نقلة نوعية وتحوُّلاً جذرياً في البنية التحتية لسوق الأوراق المالية الكويتية، لما له من أثر إيجابي بعيد المدى في تعزيز استقرار السوق، وتحسين إدارة المخاطر، ودعم تطوير منتجات مالية مبتكرة. ويُعد هذا المشروع علامة فارقة في مسيرة تحديث البنية التحتية للسوق المالي الكويتي.
ويمثل تدشين الشركة الكويتية للمقاصة الوسيط المركزي، من خلال تأسيس الشركة الكويتية للتقاص، محطة بارزة في مسار تطوير السوق المالي الكويتي، إذ يعكس التزاماً راسخاً ببناء بيئة أكثر صلابة وشفافية للمستثمرين، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
وعلى المدى القريب، ستُسهم الآلية الجديدة في تعزيز استقرار السوق، من خلال تقليص المخاطر المرتبطة بعمليات التسوية.
وستعمل «الكويتية للتقاص» كوسيط بين البائع والمشتري في صفقات الأوراق المالية، ما يضمن تنفيذ الالتزامات المالية بكفاءة عالية من كلا الطرفين. ويُسهم هذا الأمر في رفع مستوى الثقة، لاسيما لدى المستثمرين المؤسسيين، مما يتيح المجال لزيادة السيولة، وتحقيق تسويات أكثر كفاءة مع تقليل المخاطر التشغيلية.
وبالنسبة للمستثمرين، فإن وجود الوسيط المركزي يوفر حماية أعلى وكفاءة تشغيلية أفضل، كما يمهد الطريق لإدخال أدوات مالية متطورة مثل المشتقات، وبالتالي توسيع قاعدة المنتجات الاستثمارية المتاحة. وعلى المدى البعيد، يعزز هذا التوجه مكانة الكويت كمركز مالي إقليمي، ويفتح المجال أمام مشاركة أكبر من المستثمرين الأجانب. ويدعم هذا المشروع إدراج السوق ضمن مصاف الأسواق العالمية المتقدمة، بما يتماشى مع «رؤية الكويت 2035».
مشاريع إضافية ضمن الجزء الثاني من المرحلة الثالثة من برنامج تطوير السوق
إلى جانب تدشين الوسيط المركزي، شهدت المرحلة الحالية تنفيذ عدة مشاريع مهمة، أبرزها:
• إتمام التسوية النقدية من خلال بنوك التسوية، ونظام بنك الكويت المركزي.
• تقديم نموذج «الوسيط المؤهل».
• إنشاء رقم حسابات فرعية ضمن الحسابات المجمعة.
• تهيئة البيئة التشريعية والتشغيلية لتقديم المنتجات الجديدة، مثل: صناديق المؤشرات المتداولة، والسندات، والصكوك، والتي ستدخل حيِّز التنفيذ قريباً.
• تعديل آلية التسويات باستخدام نموذج التسليم مقابل الدفع (DvP Model 2).
• تطبيق نموذج سلسلة الضمانات المتتالية (Risk Waterfall Model).
التحوَّل الاستراتيجي في المقاصة
وفي إطار سعيها لتطوير البنية المؤسسية وتطبيق أعلى معايير الحوكمة، أسست الشركة الكويتية للمقاصة كيانين قانونيين منفصلين، هما:
• الشركة الكويتية للتقاص، وهي الكيان المرخص لمزاولة نشاط وكالة مقاصة، والذي يشمل تقديم خدمات التقاص، والتسوية، والوسيط المركزي.
• الشركة الكويتية للإيداع المركزي، وهي الكيان المعني بتقديم خدمة إيداع الأوراق المالية.
يهدف هذا الهيكل المؤسسي إلى تطبيق أعلى معايير الحوكمة، وضمان الفصل الواضح بين المهام، بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، ويعزز وضوح الحدود التشغيلية والتنظيمية بين وظائف التقاص والتسوية والإيداع.
اختبارات دقيقة تعزز جاهزية السوق
ومنذ عام 2022، كثَّفت الشركة الكويتية للمقاصة جهودها، بالتعاون مع هيئة أسواق المال وبورصة الكويت، لتنفيذ 31 اختباراً شاملاً يغطي جميع القطاعات الرئيسية بالسوق، بما في ذلك شركات الوساطة المالية، وأمناء الحفظ، والبنك المركزي، والبنوك المحلية، وشركات الاستثمار. وتهدف هذه الاختبارات إلى التأكد من جاهزية البنية التحتية الفنية وكفاءة التكامل التشغيلي لكامل سلسلة العمليات.
وصرَّح فهد المخيزيم، رئيس مجلس إدارة «الكويتية للمقاصة»، بأن «إطلاق المرحلة الثالثة من مشروع تطوير السوق هو محطة استراتيجية تعكس التزام المقاصة بدورها كمؤسسة مالية مركزية تُسهم في استقرار السوق ورفع كفاءته».
وأضاف المخيزيم: «جاءت هذه المرحلة لتواكب التحوُّلات العالمية في مجال البنية التحتية للأسواق المالية، حيث ركَّزت على تطوير نموذج المقاصة المركزية (CCP)، وتطبيق أنظمة أكثر مرونة وشفافية لتعزيز الأمان، وتقليل المخاطر على الأطراف المشاركة».
وأكد أن (الكويتية للمقاصة) تضع نصب أعينها تعزيز مكانة السوق الكويتي في مصاف الأسواق الناشئة والمتقدمة، وتواصل العمل على توسيع نطاق خدماتها، وربطها بالأسواق الإقليمية والدولية، بما يخدم المستثمرين، ويحقق أهداف التنمية الاقتصادية في الكويت.
وبمناسبة إطلاق المرحلة الثالثة من مشروع تطوير السوق، صرَّح دعيج الصالح، الرئيس التنفيذي لـ «الكويتية للمقاصة»، قائلاً: «تمثل هذه المرحلة من مشروع تطوير السوق امتداداً لرؤية طموحة تعمل الشركة على تحقيقها بالشراكة مع هيئة أسواق المال وشركة بورصة الكويت، بهدف تعزيز كفاءة البنية التحتية لسوق المال الكويتي، ورفع درجة تنافسيته إقليمياً وعالمياً».
وتابع: «حرصت الشركة خلال هذه المرحلة على تنفيذ حلول مبتكرة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالات خدمات ما بعد التداول، بما في ذلك التقاص والتسوية والإيداع المركزي، مع التوسع في خدمات الضمانات والربط مع الأنظمة ذات الصلة، ما من شأنه تعزيز حماية المستثمرين، وضمان سلامة المعاملات».
وأضاف: «نعمل بجهود تكاملية مع جميع الأطراف ذات العلاقة، لضمان سلاسة الانتقال للأنظمة المطورة، ونفخر بدورنا المحوري في دعم تطور السوق، وتقديم خدمات متقدمة تعتمد على التكنولوجيا والبنية المؤسسية المستدامة».