اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
ذكرت مجلة ميد الاقتصادية أن صناعة السفر الجوي العالمية تشهد نموا ملحوظا، مدفوعة بارتفاع مستويات الدخل وزيادة الإقبال على السفر، إلى جانب طفرة في مشروعات بناء وتوسعة المطارات، لاسيما بمنطقة الشرق الأوسط.ووفقا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة GlobalData، من المتوقع أن يشهد قطاع النقل الجوي تحولات كبيرة خلال العقدين المقبلين، مع ترجيحات بأن تستحوذ منطقة آسيا والمحيط الهادئ على ما يقرب من نصف الزيادة الصافية في أعداد المسافرين عالميا بحلول عام 2043.
نمو أعداد الركاب
وقد أفاد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بارتفاع الطلب العالمي على السفر الجوي بنسبة 8% على أساس سنوي في أبريل 2025، وذلك وفقا لمقياس كيلومترات الإيرادات للركاب (RPK). وبلغت نسبة النمو في حركة السفر الدولية 10.8%، بينما ارتفعت الحركة الداخلية بنسبة 3.3%. وتصدرت منطقة آسيا والمحيط الهادئ هذا النمو، مسجلة مساهمة بنسبة 33.5% من السوق العالمي، في حين ارتفعت حركة المسافرين الدوليين فيها بنسبة 14.4% على أساس سنوي، كما سجلت أميركا اللاتينية أداء قويا مع ارتفاع في حركة السفر الدولي بنسبة 13.9%.
وتتوقع IATA أن تتجاوز إيرادات شركات الطيران العالمية 979 مليار دولار في عام 2025، بزيادة سنوية قدرها 1.3% مقارنة بعام 2024، ومن المنتظر أن يصل عدد الركاب إلى 5 مليارات، بإيرادات تبلغ 693 مليار دولار، إضافة إلى 286 مليار دولار من الخدمات الإضافية والشحن الجوي.
الإنفاق الرأسمالي
أشارت المجلس الدولي للمطارات (ACI) إلى الحاجة الملحة للاستثمار في البنية التحتية للمطارات، خاصة في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط، حيث يتوقع أن تتطلب مشروعات البنية التحتية (سواء تطوير مطارات قائمة أو بناء جديدة) استثمارات تقدر بنحو 240 مليار دولار بحلول عام 2035.
ويظهر تتبع GlobalData لمشروعات بناء المطارات حول العالم، أن قيمة المشاريع قيد التنفيذ أو التخطيط تبلغ 739.5 مليار دولار، منها 155.3 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يجعلها أكبر منطقة من حيث قيمة الاستثمارات.
ويصنف نحو 77.6% من هذه المشاريع (بقيمة 574.1 مليار دولار) بأنها في مراحل ما قبل التنفيذ أو التنفيذ الفعلي. ويعد مشروع توسعة مطار آل مكتوم الدولي في دبي الأكبر حاليا من حيث حجم الاستثمار.
مشروعات تطوير المطارات
وتستحوذ الولايات المتحدة على 97.9% من إجمالي قيمة مشروعات تطوير المطارات في المنطقة. ورغم تراجع طفيف في عدد المسافرين مطلع 2025، فإن القطاع يشهد تعافيا مدفوعا بمشاريع كبرى مثل توسعة مطار ساكرامنتو الدولي بقيمة 1.3 مليار دولار، وتحديثات في مطاري ناشفيل وتامبا بقيمة 1.5 مليار دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروعات في أميركا الشمالية 131.2 مليار دولار، يمثل التمويل الحكومي منها 68%.
أما منطقة الشرق الأوسط فتشهد نموا متسارعا في حركة السفر، مع توقعات بتضاعف عدد الركاب ثلاث مرات بحلول 2043. وتستثمر السعودية نحو 100 مليار دولار في قطاع الطيران ضمن رؤية 2030، بهدف استقطاب 150 مليون سائح. ويعد مطار الملك سلمان الدولي في الرياض من أكبر مشاريع المطارات عالميا، باستثمارات متوقعة تصل إلى 30 مليار دولار.
وإلى أميركا اللاتينية، حيث تتصدر البرازيل المنطقة بمشروعات تبلغ قيمتها 8.2 مليار دولار، تمثل 41.2% من الإجمالي. وأعلنت الحكومة خططا لتحديث 130 مطارا بحلول عام 2030، مع إتمام 30 مشروعا بنهاية 2025. وتأتي المكسيك في المرتبة الثانية بمشروعات بقيمة 4.2 مليار دولار تركز على تلبية الطلب المتزايد محليا ودوليا.
كما تستحوذ أوروبا على 26.7% من حجم حركة الركاب الجوية عالميا، مع تركيز على تطوير البنى التحتية الحالية. ورغم التوترات الجيوسياسية وتزايد التكاليف التشغيلية، ارتفعت حركة الركاب في الربع الأول من 2025 بنسبة 4.3% على أساس سنوي. وتشمل المشاريع الكبرى خطة تطوير مطار هيثرو في لندن بقيمة 3 مليارات دولار، وبناء مبنى وصول جديد في مطار ستانستيد بقدرة استيعابية تصل إلى 51 مليون مسافر. وتعد آسيا والمحيط الهادئ المنقطة الأسرع نموا، وتتصدر الفلبين المشهد بمشروعات قيمتها 31.3 مليار دولار، في إطار خطتها لتكون مركزا إقليميا للطيران بحلول 2028. ويتوقع أن يعزز مطار لونغ ثانه الدولي في فيتنام (13.4 مليار دولار) الربط الجوي الإقليمي، بينما تمضي الصين قدما في إنشاء منظومة من المطارات الدولية بحلول عام 2025. ورغم التوقعات الإيجابية للقطاع، تواجه صناعة الطيران العالمية عدة تحديات، أبرزها التوترات الجيوسياسية، وارتفاع التكاليف التشغيلية، والتضخم، لاسيما في أوروبا. كما أن تعقيدات التمويل والاستثمار تشكل عائقا أمام بعض المشروعات، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على التمويل الحكومي.