اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
نور نور الدين -
في السنوات الأخيرة، تصدر المكمل الغذائي «NAD+» عناوين المجلات الصحية والمنتديات العلمية على حد سواء، باعتباره «المكمل المعجزة» القادر على إبطاء الشيخوخة.
ومن وعود تعزيز الطاقة إلى إصلاح الحمض النووي، أصبح هذا المركب موضوعاً لاهتمام متزايد في عالم مكافحة التقدم في العمر. لكن، هل يستند كل هذا الحماس إلى أدلة علمية موثوقة، أم أنه مجرد أمل مبالغ فيه في عبوة مكمل غذائي؟
◄ ما «NAD+»؟
«NAD+»، أو نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد، هو إنزيم مساعد طبيعي موجود في جميع خلايا الجسم، ويؤدي دوراً محورياً في تحويل الطعام إلى طاقة، وتنظيم العمليات الحيوية الخلوية، مثل إصلاح الحمض النووي، وتنشيط الجهاز المناعي، والحفاظ على صحة الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الخلايا)، لكن مع التقدم في العمر، تنخفض مستويات NAD+ بشكل طبيعي، ويرتبط هذا الانخفاض بمجموعة من الحالات الصحية المرتبطة بالشيخوخة، مثل الأمراض الأيضية، والاضطرابات العصبية، والسرطان.
وقد أثار الاهتمام العالمي بهذا المركب هو الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، والتي أظهرت أن رفع مستويات NAD+ قد يُطيل العمر الصحي – أي عدد السنوات التي يعيشها الكائن في صحة جيدة – ويحسّن وظائف الدماغ والقلب، ويقلل من مظاهر الشيخوخة المبكرة. وقد تم تحقيق هذا من خلال مكملات تُعرف باسم «سلائف NAD+» مثل النيكوتيناميد ريبوسيد (NR) والنيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد (NMN)، وهي مركبات تُحوَّل داخل الجسم إلى «NAD+».
◄ توليد الطاقة وبناء الأنسجة
في هذا السياق، يقول الدكتور تشارلز برينر، لموقع verywell، وهو أحد الباحثين الرائدين في هذا المجال ومكتشف النيكوتيناميد ريبوسيد، إن جسم الإنسان يشبه السيارات الكهربائية التي تحتاج إلى وسيلة لنقل الطاقة. وفي حين تستخدم السيارات أسلاكاً نحاسية لنقل التيار، تعتمد خلايانا على NAD+ لنقل الإلكترونات عالية الطاقة الضرورية لتوليد الطاقة وبناء الأنسجة وإصلاحها.
ويشير برينر إلى أن عوامل مثل قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغني بالدهون والسكريات، والإجهاد المزمن، وتقدم العمر، تؤدي جميعها إلى انخفاض NAD+ داخل الجسم، مما يؤثر سلبًا في الصحة العامة.
وعلى الرغم من أن نتائج الأبحاث على الحيوانات كانت مبشّرة، فإن الأدلة السريرية على البشر لا تزال في مراحلها الأولى، حيث تشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن مكملات NR قد تحسّن من أداء التمارين الرياضية لدى كبار السن، وتزيد من حساسية الأنسولين، وتقلل من الالتهابات المرتبطة بالعمر. لكن الأطباء والعلماء يوصون بالتريث، مؤكدين أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى واسعة النطاق لتحديد الفعالية الحقيقية لهذه المكملات لدى البشر.
◄ هل يمكن زيادة «NAD+» بدون مكملات؟
لحسن الحظ، يمكنك دعم مستويات NAD+ من خلال عادات يومية صحية:
• ممارسة الرياضة بانتظام
• الحصول على نوم كافٍ وعميق
• تجنب الإفراط في السعرات الحرارية
• تقليل التعرض للإجهاد المزمن
◄ «NAD+» واعد... لكن ليس سحرياً
في حين أن NAD+ يؤدي دوراً حاسماً في الحفاظ على الصحة الخلوية ومكافحة الشيخوخة، إلاّ أن الادعاءات بأنه «يعكس الشيخوخة» تظل مبالغاً فيها حتى الآن.
المستقبل يحمل وعوداً كثيرة، ولكن حتى تتوافر الأدلة القاطعة، يظل نمط الحياة الصحي هو أفضل دفاعاتك ضد الشيخوخة.