السفير الصومالي لـ القبس: دور محوري للكويت في تعزيز الاستقرار الإقليمي

مي السكري -

وصف سفير جمهورية الصومال الفدرالية لدى البلاد د.عبدالله محمد شيخ عبدالله العلاقات الصومالية - الكويتية بأنها «نموذج للتعاون العربي القائم على الأخوّة والتضامن»، مؤكداً أن الكويت «دولة شقيقة وقفت إلى جانب الصومال في أصعب الظروف».

وقال السفير د.عبدالله محمد شيخ عبدالله في تصريح لـ القبس، إن بلاده تسعى لتعزيز الشراكة مع دولة الكويت بما يخدم الحاضر والمستقبل المشترك لكلا البلدين، فالعلاقات بينهما «تاريخية وأخوية، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وسنستمر في العمل معا على تطويرها في مختلف المجالات في المرحلة المقبلة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين»، مؤكداً «العمل الجاد على توسيع مجالات الشراكة في قطاعي التمويل والتجارة وتعميق العلاقات الاقتصادية الصومالية - الكويتية». وثمن دور الكويت «المحوري في دعم الاستقرار الإقليمي وحل المنازعات في المنطقة من خلال دبلوماسيتها النشطة ومواقفها المعتدلة وجهودها الإنسانية المشهودة»، مشيداً بالموقف الكويتي «الثابت في دعم وحدة الأراضي الصومالية وسيادتها واستقلالها السياسي ودعم جهود الحكومة الصومالية في إعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن وترسيخ سيادة القانون، رغم التحديات المتعددة، لا سيما في الجانبين الاقتصادي والمناخي».

دعم متواصل

وأشار السفير د.عبدالله محمد شيخ عبدالله إلى «مواصلة الكويت الشقيقة خلال الأعوام الماضية تقديم مساعدات إنسانية وتنموية للصومال عبر أجهزتها الرسمية ومؤسساتها الإنسانية المعتمدة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والمياه والأمن الغذائي، وتمكين الشباب والمجتمعات المحلية، إيماناً منها بأن التنمية المستدامة هي حجر الأساس لأي مسار سلمي ناجح».

وأشاد بنتائج الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي للكويت والمحادثات «المثمرة والناجحة» التي أجراها مع كبار المسؤولين حيث «ركزت على فرص جديدة للشراكة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات».

وذكر شيخ عبدالله أن لقاءات واجتماعات الوفد الصومالي برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي شملت «توقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي، ومذكرة تفاهم في شأن إقامة المشاورات الثنائية، فضلا عن مذكرة تفاهم للتعاون بين معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي ومعهد الدبلوماسية والتدريب في جمهورية الصومال مما يعكس حرص والتزام البلدين بتعميق وتعزيز التعاون في شتى المجالات».

وأوضح أن «الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين من أولويات التعاون»، لافتاً إلى أن «هناك فرصاً واعدة للشركات الكويتية للاستثمار في بلدهم الثاني الصومال، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية» لا سيما مع «حرص الصومال على تهيئة بيئة مناسبة تشجع المستثمرين على ارتياد السوق الصومالي».

تعاون تنموي

وفي ما يخص الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، نوه شيخ عبدالله بدعمه للمشاريع التنموية والخيرية في الصومال، مبيناً أن لقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية الصومال الفدرالية بالمدير العام بالوكالة للصندوق وليد البحر «تناول سبل تعزيز التعاون التنموي وتمويل المشروعات ذات الأولوية في الصومال» كما أن لقاءً بين مسؤولين في الصندوق ووزارة الخارجية الصومالية تضمن استعراض مجالات الشراكة القائمة وفرص التوسّع في تمويل مشروعات البنية التحتية والخدمات الأساسية.

وشهد اللقاء، والحديث للسفير، تأكيد الجانبين الكويتي والصومالي على رسوخ وتاريخية العلاقات مع الصندوق الكويتي للتنمية الذي ساهم في دعم مشاريع حيوية في الصومال، كما بحث الطرفان ترتيبات التمويل الميسّر والمنح الفنية، وآليات متابعة المشروعات بما يضمن الكفاءة والشفافية وتحقيق الأثر المستدام.

وأكد الحرص على «مواءمة المشاريع التنموية مع خطط الحكومة الصومالية وأهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على تعزيز الأمن الغذائي ودعم التكيّف مع تغيّر المناخ، ورفع كفاءة الخدمات في المناطق المستهدفة»، مشدداً على «ارتباط التعاون بين الصندوق وجمهورية الصومال بعلاقات ممتدة لعقود، تركّز على البنية الأساسية والخدمات وبرامج التأهيل المؤسسي، بما يتوافق مع أولويات الحكومة الصومالية ويعزّز جهود التنمية الشاملة.. وهناك نقاشات مستمرة لتعزيز هذا التعاون بما يخدم التنمية والاستقرار».

مرحلة دقيقة

وعلى صعيد الوضع الحالي في الصومال، قال السفير د.عبدالله محمد شيخ عبدالله إن بلاده «تمر بمرحلة دقيقة وهي إعادة بناء الدولة بمختلف مؤسساتها»، مؤكداً أن «الحكومة أحرزت تقدماً كبيراً في ترسيخ الأمن والاستقرار، تزامناً مع جهود وطنية متواصلة للارتفاع بمستوى قدرات الأجهزة الأمنية بدعم من المجتمع الدولي في ظل الحفاظ التام على وحدة البلاد وسيادة أراضيها».

وشدد على «إصرار الصومال على مكافحة شتى أوجه الإرهاب في إطار الجهود الدولية المشتركة لمحاربة مصادر الإرهاب وعوامل تقويض الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».

مشاعر كويتية أخوية نبيلة

عبر السفير الصومالي د.عبدالله محمد شيخ عبدالله عن الشكر والامتنان لحسن الاستقبال وكرم الضيافة والحفاوة البالغة والترحيب المميز من قبل دولة الكويت الشقيقة بوزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، مما أشعر أعضاء الوفد بعميق المشاعر الأخوية النبيلة، سائلاً المولى عز وجل أن ينعم على الكويت العزيزة بمزيد من الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.