اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
عبدالحميد الخطيب
في زمن كثرت فيه الأغاني «الهابطة» والكلمات السطحية، يظل الشاعر الغنائي اللبناني القدير نبيل أفيوني ثابتا على قناعاته، مؤمنا بأن الكلمة الصادقة تبقى سنوات طويلة لا تموت، فهو لا يكتب الأغنيات لمجرد انه شاعر لكنه يكتب للزمن، وهذا ما جعله مقصدا لنجوم الوطن العربي من الصف الأول الذين يتسابقون إلى غناء كلماته المليئة بالمشاعر والأحاسيس والتي تعبر عن حالات إنسانية مختلفة.
«الأنباء» التقت أفيوني الذي كشف عن أعماله الجديدة، وتجربته الطويلة مع «سلطان الطرب» جورج وسوف، ورؤيته للوسط الغنائي حاليا، حيث قال: لدي عمال قادمة مع عدد من المطربين، منهم مجد القاسم، صبحي توفيق، ومن تونس حنان مرساوي وصوفيا صادق وأحمد الرباعي ابن أخ الفنان صابر الرباعي، ومن المغرب عائشة الوعد، بالإضافة إلى تعاون مع النجم اللبناني عبدالجليل، كما كنت أحضر لمشروع غنائي مع ميادة الحناوي من ألحان الموسيقار صفوان بهلول لكن أوقفته الأزمة السورية، ولدي أغنية مع وائل كفوري لم تطرح بعد.
وعن سر تعاونه الدائم مع فنانين من المغرب العربي، أوضح: لأنهم يمتلكون أصواتا طربية قوية، لافتا إلى انه تعاون مع أكثر من ستة مطربين توانسة، وبالمغرب مع بشرى ومهدي عبده وعائشة الوعد، وغيرهم، مشيرا إلى انه أيضا لديه علاقات متميزة في الوسط الفني المصري مع ملحنين جمعته بهم أعمال جميلة ومواقف مودة وحب، مستدركا: علاقتي بالجميع في كل الوطن العربي يسودها الاحترام المتبادل، وقد كتبت لكبار النجوم مثل «سلطان الطرب» جورج وسوف، وليد توفيق، وائل جسار، نوال الزغبي، كارول سماحة، ألين خلف، ميشال خليفة، راغب علامة، نور مهنا، نورا رحال، جورج الراسي، وآخرين، أما على صعيد التلحين فعملت مع صلاح الشرنوبي، شاكر الموجي، نور الملاح، أحمد بدوي، حسن دنيا، وصابر الرباعي. وذهب أفيوني بحديثه إلى الساحة الفنية اللبنانية، قائلا: تراجعت مثلها مثل غيرها من البلدان الأخرى، فالفن صار تجارة، وشركات الانتاج أصبحت قليلة، فمن ينتجون ألبوما كاملا «ينعدون على الأصابع»، الكل الآن يطرح أغاني «سينغل»، وأرى انه يجب على المطربين في لبنان والوطن العربي ان يختاروا الكلمات واللحن الصح، «امسكوا العصا من المنتصف»، قدموا طربا ولا مانع من أن تجاروا العصر والتطور الذي يحدث في الأغنية. وتطرق الشاعر الغنائي القدير إلى تعاونه مع «سلطان الطرب» جورج وسوف وعلاقة الصداقة التي تجمعهما، قائلا: اشتغلت مع «أبو وديع» مباشرة بعد ألبوم «كلام الناس»، وقدمنا معا نحو عشر أغان، كان أولاها «لعب الهوى» ثم توالت الأعمال التي أحبها الجمهور مثل «ياللي جمالك» و«يا عيني آه» و«دول مش حبايب» و«اسكت»، مكملا: الوسوف يمتلك صوتا مطواعا، قادرا على أداء كل الأنماط الموسيقية، وأنا أفهم وأعرف نوعية الكلام التي يفضلها، فهو يبحث عن الموضوع أو القصة، لذا كل أغنية قدمها من كلماتي كانت عبارة عن حكاية فيها عبرة وحكمة.
وبسؤاله أين هو من الساحة الغنائية الخليجية؟ أجاب: لم أتعاون مع فنانين خليجيين بسبب صعوبة اللهجة علي، لكنني متابع جيد لهم، لديهم شعراء مهمون جدا، عندهم أفكار ومعان جميلة وأسلوبهم في الكتابة خطير، وأيضا ملحنون متميزون، مستدركا: أنا استمع لأغنيات عبدالله الرويشد الذي أعتبره من «أهم الأصوات في العالم العربي»، وأتمنى له الشفاء العاجل، كما أستمع الى نبيل شعيل، ومحمد عبده، وأحلام، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وعباد الجوهر، وحسين الجسمي، وغيرهم. وتابع: أنا أعشق الكلمة الخليجية لأن فيها مشاعر وشجنا، والكتابة عميقة وتتضمن حوارا، مؤكدا أن الأغنية الخليجية ما زالت تحتفظ بأصالتها وتأثيرها القوي في الجمهور من حيث الكلمات والألحان. واستطرد: «هناك أغان خليجية بتجنن لأن فيها شي يشدك وياخذك إلى محل ثاني»، ويشرفني أن أتعاون مع مطربي الخليج.
وتحدث أفيوني عن موقفه من مسألة «الأغنية التجارية»، قائلا: لا أكتب من أجل المال، فما يهمني هو صوت المطرب وقدرته على توصيل الكلمة، مع الأسف اليوم الكثيرون يدعون انهم شعراء وملحنون، فهل من المعقول ان يتم كتابة وتلحين أغنية في خمس دقائق؟ هذه النوعية من الأغاني لا تحمل أي قيمة تذكر، مثل «الدليفري» عمرها قصير.
وفي الختام، قال نبيل أفيوني عن الألقاب في حياته: «أنا إنسان راسي على أكتافي ورجلي على الأرض» لا أهتم بمن يقول هذا «اسطورة» أو انني «شاعر النجوم»، هناك الكثير من الشعراء مهمون في الساحة الغنائية، انا أكتب من أجل الكتابة، أريد أن أترك أثرا لدى الجمهور من خلال كلماتي ولا تعنيني كل الألقاب.