اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في آخر العروض الرسمية لفعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان أيام المسرح للشباب، قدَّمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية عملاً لافتاً بعنوان «صيد ثعالة»، تأليف فواز العدواني، وإخراج يحيى الحراصي، والإشراف العام للدكتور فهد العبدالمحسن.العمل بطولة: جهاد البلوشي، وعبدالله زايد، وراحيل المطبقي، بمشاركة عبدالعزيز القلاف، وعلي الحديدي.وقد نسج العرض حكاية إنسانية ثقيلة الظلال، تدور حول شخصية معاذ (جهاد البلوشي)، الرجل البائس المسحوق الذي ينهشه صراع داخلي مرير، وتطارده ذكريات ظلمٍ قديم جعلته سجين أفكاره المظلمة. وبين رغبته في الانتقام وضياعه في متاهة الألم، يتحوَّل تدريجياً من ضحيةٍ مُستباحة إلى جلَّادٍ قاسٍ. أما زوجته ثعالة (راحيل المطبقي)، فهي امرأة ماكرة تنظر إلى الحياة كصفقةٍ دائمة، تدفع زوجها نحو طُرق معتمة، لتصنع مجداً على حساب الآخرين. طموحها جامح، لكنها تبنيه على أنقاض كل مَنْ حولها. وفي المقابل، يظهر مارون (علي الحديدي) كشخصية متعددة الوجوه، يُتقن المراوغة، ويُجيد اللعب في الهوامش، فيبدو بدايةً حليفاً لمعاذ، ثم يكشف عن نزعته الانتهازية، محرِّضاً إياه على «معاليه» (عبدالله زايد)، صاحب السُّلطة والسطوة الاقتصادية والاجتماعية، الذي يتعامل مع الناس كجزيئات في مشروعه الكبير، ويحمل سراً قديماً يربطه بمعاذ من دون علم الأخير. جاء العمل بأكمله محمولاً على فلسفة عميقة حول وجوه القهر التي يختبرها الإنسان، والرغبة في الانتقام، ثم السقوط في مستنقع جلد الذات ومكابدات الضمير. وقد لعبت الموسيقى والمؤثرات الصوتية، التي صاغها صالح الفيلكاوي، دوراً بارزاً في تعميق المشاهد السوداوية، فيما نجحت إضاءة سالم الجسمي في تحويل اللغة المكتوبة إلى حالات بصرية نابضة، متناسقة مع كل مشهد درامي.وفي الندوة التطبيقية لمسرحية «صيد ثعالة» ضمن فعاليات المهرجان، وسط حضور لافت لمتخصصين ونُقاد مسرحيين، وأدارها الإعلامي خالد الراشد، تحدَّث المخرج يحيى الحراصي عن قصة شهر كامل من العمل الدؤوب في أولى تجاربه الإخراجية، قائلاً: «اخترنا أن نقدِّم عملاً يجسِّد تحوُّل الإنسان إلى جلَّاد، وهي رحلة إبداعية استغرقت منَّا شهراً من التمرين والتطوير».
في آخر العروض الرسمية لفعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان أيام المسرح للشباب، قدَّمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية عملاً لافتاً بعنوان «صيد ثعالة»، تأليف فواز العدواني، وإخراج يحيى الحراصي، والإشراف العام للدكتور فهد العبدالمحسن.
العمل بطولة: جهاد البلوشي، وعبدالله زايد، وراحيل المطبقي، بمشاركة عبدالعزيز القلاف، وعلي الحديدي.
وقد نسج العرض حكاية إنسانية ثقيلة الظلال، تدور حول شخصية معاذ (جهاد البلوشي)، الرجل البائس المسحوق الذي ينهشه صراع داخلي مرير، وتطارده ذكريات ظلمٍ قديم جعلته سجين أفكاره المظلمة. وبين رغبته في الانتقام وضياعه في متاهة الألم، يتحوَّل تدريجياً من ضحيةٍ مُستباحة إلى جلَّادٍ قاسٍ. أما زوجته ثعالة (راحيل المطبقي)، فهي امرأة ماكرة تنظر إلى الحياة كصفقةٍ دائمة، تدفع زوجها نحو طُرق معتمة، لتصنع مجداً على حساب الآخرين. طموحها جامح، لكنها تبنيه على أنقاض كل مَنْ حولها. وفي المقابل، يظهر مارون (علي الحديدي) كشخصية متعددة الوجوه، يُتقن المراوغة، ويُجيد اللعب في الهوامش، فيبدو بدايةً حليفاً لمعاذ، ثم يكشف عن نزعته الانتهازية، محرِّضاً إياه على «معاليه» (عبدالله زايد)، صاحب السُّلطة والسطوة الاقتصادية والاجتماعية، الذي يتعامل مع الناس كجزيئات في مشروعه الكبير، ويحمل سراً قديماً يربطه بمعاذ من دون علم الأخير. جاء العمل بأكمله محمولاً على فلسفة عميقة حول وجوه القهر التي يختبرها الإنسان، والرغبة في الانتقام، ثم السقوط في مستنقع جلد الذات ومكابدات الضمير.
وقد لعبت الموسيقى والمؤثرات الصوتية، التي صاغها صالح الفيلكاوي، دوراً بارزاً في تعميق المشاهد السوداوية، فيما نجحت إضاءة سالم الجسمي في تحويل اللغة المكتوبة إلى حالات بصرية نابضة، متناسقة مع كل مشهد درامي.
وفي الندوة التطبيقية لمسرحية «صيد ثعالة» ضمن فعاليات المهرجان، وسط حضور لافت لمتخصصين ونُقاد مسرحيين، وأدارها الإعلامي خالد الراشد، تحدَّث المخرج يحيى الحراصي عن قصة شهر كامل من العمل الدؤوب في أولى تجاربه الإخراجية، قائلاً: «اخترنا أن نقدِّم عملاً يجسِّد تحوُّل الإنسان إلى جلَّاد، وهي رحلة إبداعية استغرقت منَّا شهراً من التمرين والتطوير».
ووجَّه شكره لهيئة الشباب على الثقة، وللمعهد العالي للفنون المسرحية على الدعم الأكاديمي.
من جهته، تطرَّق المؤلف فواز العدواني إلى مسار القصة، موضحاً أنها استغرقت منه سنوات حتى تُترجم إلى أرض الواقع، وأنه وجد مَنْ يُحققها، وهو المعهد العالي للفنون المسرحية، خصوصاً أن مجال عمله بعيد كل البُعد عن المسرح.
بعدها تحدَّث المشاركون للتعقيب، منهم مهدي كرم، أحد خريجي المعهد العالي، قائلاً: «ما شاهدناه اليوم يؤكد أن المعهد يقدِّم لأبنائه أدوات حقيقية للإبداع. لقد رأينا انصهاراً متميزاً للمدارس المسرحية، وعملاً يستحق أن يكون على أرض الواقع».
من ناحيته، أعرب د. عبدالله العابر عن فخره بنتاج الطلبة، مؤكداً أن «العمل يُمثل رسالة احترام للجمهور، ويُترجم الجهود الجادَّة التي يبذلها المعهد في إثراء الحركة المسرحية محلياً وخليجياً».
وقد شارك عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، د. حسين الحكم، وقال في كلمته: «المعهد يفتح أبوابه لكل المواهب، الهواة والمحترفين. المنافسة الشريفة وتبادل الخبرات هما هدفنا الأساسي، وليس حصد الجوائز». واختتم أيمن خشاب الجلسة بالدعوة إلى تبني العمل مسرحياً، معرباً عن أمله في «مشاركة هذا العرض بمحافل خارجية، لما يتمتع به من مقومات فنية تؤهله لتمثيل المسرح الكويتي بشكلٍ مشرِّف».


































