اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٤
تؤكد الأبحاث على أن دمج العادات الغذائية الصحية في وقت مبكر من الحياة من الأمور الأساسية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، التي غالباً ما تنشأ في مرحلة الطفولة.
وقد تم ربط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط بالعديد من الفوائد الصحية للبالغين. والآن، تشير دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية الطبية إلى أنه قد يكون مفيداً لصحة قلب الأطفال أيضاً. حيث وجد تحليل لتسع دراسات شملت 577 مشاركاً تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 18 عاماً، أن تناول الأطفال والمراهقين لحمية البحر الأبيض المتوسط لمدة ثمانية أسابيع على الأقل يساهم بشكل كبير في خفض ضغط الدم والكوليسترول وتعزيز صحة القلب والكلى.
وللتوضيح، فإن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط هو طريقة لتناول الطعام تركز على النباتات والدهون الصحية، مثل: الفواكه والخضار والفاصولياء والبذور والمكسرات والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون والأسماك. وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور خوسيه فرانسيسكو لوبيز-جيل، من جامعة الأمريكتين في كيتو، الإكوادور: «العادات الغذائية المبكرة تؤثر بشكل كبير في النتائج الصحية على المدى الطويل. لذا، فمن مسؤولية أولياء الأمور أن يعلموا ويعودوا أطفالهم على تناول نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة والدهون الصحية للحفاظ على صحتهم وتقليل خطر إصابتهم بالأمراض المزمنة».
وعلق د.ستيوارت بيرجر، رئيس قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفى آن وروبرت إتش في شيكاغو، لم يشارك في الدراسة، قائلاً: «فوائد النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لصحة القلب والأوعية الدموية مثبتة لدى البالغين. لذا، فالنتائج الإيجابية على المراهقين والأطفال ليست مفاجئة، ولكنها تركز على أهمية وفوائد اتباع الأسرة بأكملها لنظام غذائي يتكون من الأطعمة غير المصنعة، مثل الفواكه والخضار واللحوم الخالية من الدهون والأسماك».
◄ هل على الأطفال اتباع «نظام متوسطي»؟
بينت الدكتورة ناتالي موث، المتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إنه لا يحتاج كل طفل ومراهق إلى اتباع نظام غذائي متوسطي، ولكن من المهم زيادة «الأطعمة الحقيقية» في النظام الغذائي للجميع وتقليل تناولهم للأطعمة عالية المعالجة التي تحتوي على سكريات وصوديوم ومواد مضافة.
وأضافت موضحة: «نعلم أن السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة تشكل حوالي %70 من الاستهلاك النموذجي للأطفال والمراهقين حالياً. وأي تغيير يمكن أن يقلل من تناول الاطعمة غير الصحية، مثل رقائق البطاطس والكعك والمشروبات الغازية ويساهم في زيادة تناول الفواكه والخضار يعد فوزاً كبيراً».
وأضافت د.موث مؤكدة على أهمية الأخذ بعين الاعتبار تفضيلات الطفل ودمج ذوقه وأسلوب حياته مع الخيارات الغذائية. وقالت موضحة: «بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى التحول إلى النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن استشارة الطبيب واتباع الخطط الغذائية المناسبة للعمر والتمارين الرياضية التي يوصي بها طبيب الأطفال هو أمر أساسي أيضاً».
وقالت الدكتورة تمارا حنون مديرة برنامج مرض السكري لدى الأطفال في مستشفى رايلي للأطفال في جامعة إنديانا هيلث في إنديانابوليس: «الاجتماع معاً كعائلة لتناول وجبة كوسيلة للتواصل يلعب أيضاً دوراً رئيسياً في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. لذا، على الوالدين أن يكونوا قدوة من خلال تناول الطعام باستخدام هذا النمط الصحي. كما ينصح بأن يحرص الوالدان على تقديم وجبات منظمة ووجبات خفيفة (مجدولة)، وممارسة الرياضة يومياً. وبذات المنوال، يوصى بالحد من تناول أطفالهم للطعام بين الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة، وتقليل تناول المشروبات السكرية والعصائر لتحسين مستوى السكر في الدم وإدارة الوزن».
◄ مسؤولية أسرية
قال د. لوبيز جيل: «الأطعمة النباتية متنوعة ويمكن تحضيرها بأطباق مختلفة، وعلى الوالدين تقديمها للأطفال بانتظام. كما عليهم تذكر أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يعمل على تحسين اتزان مستويات ضغط الدم والسكر والدهون، ما يقلل خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري».
وقالت د.موث: «كما هو الحال عند البالغين، تظهر الأبحاث المتزايدة أن القيمة (في النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط) هي نفسها بالنسبة للأطفال والمراهقين. وإن إحدى الخطوات الأكثر تأثيراً التي يمكن للوالدين اتخاذها للمساعدة في تحسين تغذية الأطفال هي الالتزام بإعداد وتقديم وجبات عائلية منتظمة في المنزل».