المراهق في الكويت

تُعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل حساسية وتعقيدًا في حياة الإنسان، حيث تتشكل فيها ملامح الشخصية وتبرز فيها التحديات النفسية والاجتماعية. ولا سيما تلك التي واجهها وأثرت فيه منذ بداية طفولته وأغلب الأمور التي قد يغفل عنها الوالدين أنهم هم أنفسهم نسوا أو تجاوزوا ظروفاً كثيرة مرت بهم، وأثرت في شخصية المراهق، كسفر أحد الوالدين مدة طويلة للعلاج أو مرافق مريض أو للعمل.

وجود أحد العاملات التي اساءت معاملة الطفل او تحرشت به او أرعبته.. تعديات حصلت من الأقارب أو خارج المنزل تحرش لفظي أو جنسي لم يتم الإفصاح عنه وتنمو الاسرة وتجد فجأة صراعات واحتياجات لدى هذا المراهق وطبعاً أغلب الحلول لديهم القطع السطحي للمشكلة متناسين الجذور فيتفاقم حجم الألم النفسي الذي يمر به المراهق او المراهقة.

ومن أبرز التحديات التي يمر بها المراهق في الكويت

القلق والاضطرابات النفسية:

تشير الدراسات إلى أن القلق يُعد من أخطر المشاكل التي يواجهها المراهقون في الكويت، مما يؤثر سلبًا في تحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم الاجتماعية.

التنمر والعنف المدرسي:

أصبح التنمر ظاهرة متفشية بين المراهقين، خاصة في المدارس، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية لدى الضحايا الفراغ العاطفي.

انعدام الحوار الأسري:

يعاني العديد من المراهقين من نقص التواصل مع أسرهم، مما يدفعهم للبحث عن مصادر خارجية لتلبية احتياجاتهم العاطفية، والتي قد تكون غير آمنة.

التمرد على القيم والتقاليد:

يسعى بعض المراهقين لإثبات ذاتهم من خلال تحدي القيم المجتمعية والتقاليد، مما قد يؤدي إلى صراعات داخل الأسرة والمجتمع.

الانخراط في سلوكيات خطرة:

تشير التقارير إلى تزايد حالات تعاطي الممنوعات والسرقة بين المراهقين، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية.

ومن خلال طرحي للتحديات لننتبه الى حاجاتهم والظروف التي مرت أو قد تمر بهم وليس من باب التشاؤم وعدم وضع خطة واضحة ومتابعة صريحة من شأنها تحويل تلك التحديات الى نجاحات، نعم ممكن تحويل تلك التحديات الى نجاح عندما يدرك المراهق والمراهقة الظروف التي مر بها وكيفية تخطيها والتركيز من جديد على بناء نفس قوية تعتز بنفسها وليس النفس الهاربة التي تعالج وتخدر الألم والتجارب السيئة بأسوأ منها.

إن المراهقين هم عماد المستقبل، والاستثمار في صحتهم النفسية والاجتماعية هو استثمار في مستقبل الكويت. لذا، يجب أن تتضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع لتهيئة بيئة داعمة تساعدهم على تجاوز تحديات هذه المرحلة الحرجة بنجاح.

ندى مهلهل المضف