اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
يلاحظ خبراء الصحة والتغذية حدوث تحول في قواعد التغذية الأمريكية، حيث تحولت المبادئ الغذائية في عام 2025 إلى بدعة جديدة وهي «عصر البروتين». فبإلهام من رسائل وفيديوات ينشرها لاعبو كمال الأجسام ورافعو الأثقال وعدد من الخبراء في مجال الصحة، أصبح الإكثار من تناول البروتين هو النصيحة الشائعة والرائجة.
ولكن بينما يحتاج هؤلاء الرياضيون إلى زيادة تناول البروتين لبناء عضلاتهم والحفاظ على روتين تمارينهم، فإن الشخص العادي (ذا النشاط العادي) عموماً لا يحتاج إلى ذلك.
إلا أن المتاجر تعلن في إحصائياتها عن زيادة في بيع منتجات البروتين وبخاصة المنتجات التي يكتب عليها «18 غراماً لكل حصة» أو «غني بالبروتين» أو «ألواح البروتين»، وحتى منتجات مسحوق البروتين الخام.
وقد أصبحت إضافة مسحوق البروتين إلى الكعك والفطائر وحتى الآيس كريم أو الجبن القريش (الغني بالبروتين) إلى أي طعام (وحتى المشروبات) هي النصيحة الصحية حالياً. وعلقت د.أليس كالاهان، الحاصلة على دكتوراه في التغذية: «البروتين ليس ضاراً بالصحة، بل على العكس تماماً. فهو عنصر غذائي رئيسيّ حيويّ، ضروريّ لبناء العضلات، وإنتاج الهرمونات، ووظائف المناعة؛ كما أنّه يُعطي شعوراً بالشبع بعد الوجبات، ممّا يُساعد في الحفاظ على وزن صحيّ.
كما أنه مهم بشكل خاص للأطفال في مرحلة النموّ، والنساء الحوامل، وكبار السنّ، والمتعافين من مرض أو تمارين رياضية مُكثّفة. لذا، فالمشكلة ليست في العنصر الغذائيّ نفسه، بل في الهوس المُفرط به. فحالياً، تشير الإحصائيات الاستهلاكية الأمريكية إلى تجاوز الرجل العادي في الولايات المتحدة الكمية الموصى بها من البروتين بنسبة تزيد على %55، بينما تتجاوزها المرأة العادية بنسبة تزيد على %35».
◄ الكمية الموصى بتناولها يومياً
تُوصي المعاهد الوطنية للصحة والإرشادات الفدرالية بالنسبة لرجل سليم ونشيط، وزنه 175 رطلاً، بتناول حوالي 63 غراماً من البروتين يومياً. ولكن وفقاً لموقع MyFitnessPal الشهير يُنصح هذا الرجل نفسه بتناول 164 غرامًا، أي أكثر من ضعف الإرشادات الفدرالية. وهنا سيكون هدف الرجل من البروتين أو النتيجة مُثيرة للغثيان، وهي سبع بيضات على الفطور، وصدر دجاج كامل على الغداء، واللحم مرة أخرى على العشاء، بالإضافة إلى وجبات خفيفة غنية بالبروتين (كزبادي يوناني، مكسرات، جبن قريش، ألواح بروتين). وكل ذلك يبدو كاضطراب في التغذية، ولكنّه يروج عبر السوشيال ميديا على أنه نهج التغذية الصحي.
◄ ماذا يحدث للبروتين الزائد؟
وحول ما يحدث للبروتين الزائد على حاجة الجسم، أشارت د.كالاهان قائلة: «لا يستطيع الجسم تخزين الزائد من البروتين. لذا، تحوّل الكبد الفائض من البروتين إلى طاقة، وإذا لم يستخدمه فستخزنه على شكل دهون».
◄ انتبه من ألواح البروتين
لفت خبراء عدة في التغذية إلى أن تناول ألواح البروتين قد لا يكون الخيار الصحي المفضل بسبب احتوائها على كمية عالية من السعرات الحرارية والدهون المشبعة غير الصحية.
فقد نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية مؤخراً خبراً عن دراسات تشدد على ضرورة قراءة قائمة محتويات منتجات البروتين، لأن الإكثار من تناول بعضها قد يؤدي إلى مشاكل وأضرار صحية.
إذ خلصت دراسة نشرتها مجلة «الأطعمة الوظيفية»، أجراها باحثون في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية إلى أن تناول ألواح البروتين يومياً يمكن أن يزيد كتلة الدهون «بشكل كبير». وصرح بعض الخبراء إلى أن الإكثار من تناول منتجات البروتين الصناعية قد يسبب مشاكل هضمية.
وصرح روب هوبسون، اختصاصي التغذية بأن «الناس أصبحوا مهووسين بالبروتين، لكنهم يخلطون بين عبارتي «عالية البروتين» و«أغذية صحية»، لأنهم يعتقدون أن البروتين هو أهم عنصر يجب الحصول عليه في نظامهم الغذائي. ولكن عليهم إدراك أن ألواح البروتين تحتوي على مزيج من المكونات التي تشير بعض الدراسات إلى أنها تؤثر سلباً في منطقة الأمعاء الحيوية، لأنها أغذية فائقة المعالجة».
إرشادات مهمة
قدم الخبراء نصائح مهمة لمن يرغب في زيادة كمية البروتين في التغذية، جاءت كما يلي:
1 - عند الرغبة في اتباع حمية (سواء لخسارة الوزن أو زيادة كمية العضل أو أي هدف آخر) فيجب دائماً استشارة اختصاصي تغذية. فهو الأكثر قدرة على تحديد كمية المجموعات الغذائية المناسبة بما فيها كمية البروتين التي يحتاج إلى تناولها الشخص يومياً، لأنها تختلف بحسب عوامل عدة، مثل العمر والجنس والطول والوزن ومستوى النشاط البدني.
2 - يجب أن يركز النهج الصحي لتناول البروتين على تناول أطعمة طبيعية غير مصنعة، مثل البيض والأسماك والفاصوليا والمكسرات واللحوم ومنتجات الألبان، وليس على المساحيق المصنعة التي تحتوي على ألواح أو منتجات مصنعة.
3 - ليس هناك حاجة إلى عد كل غرام في الطعام أو الوصول إلى كمية بروتين عشوائية أو مفرطة.
4 - يجب تذكر أن وظيفة الطعام الأساسية هي تغذية الجسم وامداده بكل ما يحتاجه من عناصر غذائية. ولتحقيق ذلك، فيجب على الشخص أن يتناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة الصحية الكاملة.
5 - بالإضافة إلى تغذية الجسم، فيجب أن يوفر الطعام أيضاً جانب المتعة. فالاستمتاع بالطعام وعدم جعله مصدراً للوم أو الخوف أو التوتر أمر ضروري لتفادي الإصابة باضطرابات الطعام النفسية أو العادات الغذائية غير السوية.