السفير الهندي: المرأة الكويتية شريكة في التنمية وصنع القرار

مي السكري -

أكد سفير جمهورية الهند لدى البلاد د.آدارش سوايكا، أن العلاقات الهندية ـ الكويتية تمر بأزهى فتراتها، بفضل ما شهدته من تطورات سياسية واقتصادية وثقافية لافتة خلال السنوات الثلاث الماضية.

جاء ذلك في لقاء مع ممثلي الصحافة الكويتية بمناسبة انتهاء مهام عمله. وأوضح أن العلاقات الثنائية شهدت نقلة نوعية، خصوصاً بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للكويت، التي جاءت بعد 43 عاماً على آخر زيارة لرئيس وزراء هندي، مشيراً إلى أن تلك الزيارة حملت رمزية كبيرة ومضامين عملية مهمة.

أشار سوايكا إلى أن عدد مجموعات العمل المشتركة ارتفع من ثلاث مجموعات في 2023 إلى عشر حالياً، تغطي التجارة والاستثمار والثقافة والدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والزراعة والعلم والتكنولوجيا.

وذكر أن التبادل التجاري بين البلدين تراوح خلال العقد الماضي بين 10 و17 مليار دولار.

ولفت إلى أنه يعمل في الكويت أكثر من ألف طبيب هندي وما يزيد على 30 ألف ممرض وممرضة.

كما تطرق إلى نجاح تجربة «التأشيرة الإلكترونية» التي أطلقتها الهند للكويتيين في يوليو الماضي، وتشمل تأشيرات السياحة والعلاج والأعمال واليوغا والمؤتمرات، مشيراً إلى أن أكثر من 700 تأشيرة صدرت خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط.

وأوضح السفير سوايكا أن «ما لفت نظري خلال عملي في الكويت، هو الدور الفاعل للمرأة الكويتية في مختلف مجالات الحياة، فقد لمست حضورها القوي في السلك الدبلوماسي، ووجدتها متصدرة مواقع مهمة في وزارة الخارجية، كما التقيت إعلاميات بارزات ورائدات في قطاع الأعمال، يدرن شركات كبرى باقتدار».

وأضاف: «لقد شعرت دائماً أن المرأة في الكويت تحظى بمكانة مميزة، وأنها شريكة حقيقية في التنمية وصنع القرار، ولم ألمس أي تمييز بينها وبين الرجل، سواء في الحياة العملية أو في المحافل الاجتماعية، بل على العكس، كثيراً ما لمست أن زميلاتي من الدبلوماسيات والسفيرات كنّ محل ترحيب واحترام كبيرين حتى في الدواوين التي يغلب عليها الطابع الرجالي، وهو أمر يعكس تقديراً متأصلاً لدور المرأة في المجتمع الكويتي».

قضية فلسطين

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، شدد السفير على أن موقف الهند ثابت منذ عقود، فهي من أوائل الدول غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عام 1988، مؤكداً دعم بلاده لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في العيش بسلام إلى جانب إسرائيل، لافتاً إلى أن الهند قدمت مساعدات إنسانية وتنموية للفلسطينيين بلغت 170 مليون دولار على مر السنين.

تجربة دبلوماسية

وعن تجربته الشخصية، أعرب سوايكا عن تقديره العميق للتقاليد الكويتية، خصوصاً «الديوانية» التي وصفها بأنها تقليد فريد مكّنه من بناء علاقات واسعة، مشيراً إلى دفء الاستقبال الكويتي والأجواء الرمضانية المميزة، ومبادرة «قهوة رمضان» التي أطلقها خلال فترة عمله في الكويت.

وقال: «سأفتقد كثيراً المشي على شارع الخليج من الأبراج حتى المارينا، وسأحتفظ بذكريات جميلة عن انفتاح المجتمع الكويتي وحسن ضيافته، رغم أنني لم أتمكن من تذوق الكثير من الأطعمة الكويتية بسبب كوني نباتياً».

300 كلمة هندية مستخدمة في اللهجة الكويتية

أوضح السفير سوايكا أن المجتمع الكويتي شغوف بالثقافة الهندية، وتجلى ذلك في فعاليات عدة نظمتها السفارة.

وأشار إلى إطلاق برنامج إذاعي باللغة الهندية في أبريل 2024، وبث برامج سينمائية هندية في التلفزيون الكويتي، ما يعكس عمق الروابط الثقافية.

وأضاف أن هناك تشابهاً كبيراً بين الثقافتين، سواء في المأكولات أو المفردات اللغوية، حيث أظهرت الدراسات أن هناك نحو 300 كلمة هندية مستخدمة في اللهجة الكويتية.