اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أبو زيد: الحذر من «ISAF» — طرح دولي قد يحمل تبعات خطيرة على غزة
مالك عبيدات _ حذر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد من المخاطر الأمنية والسياسية التي قد تترتب على مشروع إنشاء قوة دولية في قطاع غزة تحت مسمى (ISAF)، مشيراً إلى أن المقارنة مع تجربة القوة الدولية في أفغانستان تبرز محاذير جدية تحتم التعامل معها بحذر شديد.
وقال أبو زيد لِـ«الأردن 24» إن ما تناقلته وسائل إعلامية، وإشارة موقع «أكسيوس» إلى مبادرة أمريكية أُرسلت إلى أعضاء في مجلس الأمن، يعكس طرحاً أميركياً — بحسبه — لا يخدم بالضرورة استقرار غزة بل يحاول إيجاد مخرج لإسرائيل بعد إخفاق الوسائل العسكرية والدبلوماسية. وأضاف: «يُسوَّق لهذا المقترح على أنه قوة أمنية لمرحلة انتقالية تساعد على تحقيق الاستقرار، لكن قراءة التاريخ تؤكد أموراً أخرى».
أبو زيد استدرك بالقول إن نموذج (ISAF) في أفغانستان دخل من بوابة إنسانية ثم تطور إلى قوة قتالية شاركت في أعنف العمليات العسكرية هناك، وهو تحول ينبئ بأنه ليس من المضمون أن تظل القوة المقترحة في غزة مهاماً إنسانية أو إغاثية فقط. وأكد أن تكرار النموذج نفسه في بيئة معقدة ومشحونة كغزة يخفي مخاطر تمسّ بموازين القوى المحلية وقد يدفع الأطراف إلى تصعيد غير محسوب.
وأشار أبو زيد إلى أن من مهام مثل هذه القوات في السياق العسكري غالباً ما تدخل عمليات نزع السلاح وإعادة دمج المقاتلين (DDR)، وهو ملف حساس للغاية داخل غزة: «هذه المسألة لن تُقبل بها فصائل المقاومة بسهولة، وقد تُفسَّر كتهديد وجودي أو شاهد على رغبة بفرض تسويات أمنية لا تقبل بها الأرضية المحلية»— بحسبه. واعتبر أن فرض DDR يخاطر بوضع المقاومة في مواجهة مباشرة مع قوة دولية تحظى بتفويض أممي، ما يخلق شرخاً جديداً في المسار السياسي والأمني.
ورأى أبو زيد أن الطرح الأمريكي يهدف بالأساس إلى «إنقاذ» إسرائيل التي لم تحقق نتيجة حاسمة عبر الوسائل التقليدية، وأنه يقدّم حلولاً عملية لإخراج إسرائيل من مأزق عدم الحسم العسكري أو الدبلوماسي. وأضاف: «الطرح أكثر منه إنقاذاً لقطاع غزة، فهو يحاول تقديم بدائل تؤمن لإسرائيل مخرجات تحقق أهدافها بغطاء دولي—وهنا تكمن خطورة التحايل السياسي باسم العمل الدولي».
كما لفت إلى سياق توقيت الطرح، مشيراً إلى زيارة مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد إلى تل أبيب وجولة لها في غزة، وما قد يترتب على مثل هذه الزيارات من تناسق سياسي واستشراف لخطط تُعرض كخلاصات أو مبادرات جاهزة.
وحذر أبو زيد من أن تفويضاً أممياً أو دولياً لقوة تعمل في قطاع محاصر ومشحون سيحمل انعكاسات إقليمية ودولية، قد تؤدي إلى تصعيدات مفتوحة أو تغييرات في موازين القوة المحلية. كما ذكر أن أي دور عسكري دولي قد يُفسر لدى شعوب المنطقة على أنه احتلال مقنَّع أو تدخل يفتقر للشرعية الشعبية، ما يفاقم المشاعر ويُربك أي مسار سلام أو إعادة إعمار.
وختم أبو زيد موقفه بالتأكيد على ضرورة التعامل بحذر مع أي مقترح دولي من هذا النوع، قائلا: 'يبقى طرح إنشاء قوة دولية في غزة ملفاً شائكاً ومفتوحاً على تساؤلات كبيرة حول الأهداف والآليات والآثار. ونظراً لما حملته تجربة ISAF في أفغانستان من تحوّل في طبيعة الوجود الدولي هناك، فإن الخروج بخلاصة واحدة يستدعي تقييماً دقيقاً ومشاركة فاعلة من كل الأطراف المعنية، تجنّباً لتكرار نماذج لا تخدم سكان القطاع ولا تحقق الاستقرار المنشود'.












































