نتنياهو يتوعد بالسيطرة على غزة مع تصاعد الضغوط بشأن المساعدات

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بالكامل رغم تزايد الضغوط الدولية التي أجبرتها على رفع الحصار المفروض على دخول المساعدات، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أعلن بدء عملية جديدة يوم الجمعة، سكان مدينة خان يونس في جنوب غزة الاثنين بالإخلاء باتجاه منطقة الساحل فورا لأنه سيشن 'هجوما غير مسبوق'.

وقال نتنياهو في رسالة مصورة إن إسرائيل ستحقق 'نصرا كاملا' بإطلاق سراح المحتجزين الثمانية والخمسين الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، وتدمير الحركة.

وتقول إسرائيل إن حماس تسرق المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. وتقول دول أوروبية، منها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إن الوضع في غزة لا يُحتمل، وحتى الدعم الأميركي لإسرائيل بدا متراجعا في هذا الأمر.

وهدد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا اليوم باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حملتها العسكرية على غزة وترفع القيود المفروضة على المساعدات.

وذكر بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية 'منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي'.

وأضاف البيان 'لن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف'.

وذكر نتنياهو أن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الذين يعرفهم بدعمهم لإسرائيل منذ سنوات ووصفهم بأنهم 'أعز أصدقائنا في العالم'، أخبروه بأن مشاهد الجوع تستنزف الدعم اللازم وتُقرب إسرائيل من 'خط أحمر قد نفقد عنده السيطرة'.

وقال في رسالة موجهة على ما يبدو إلى المتشددين اليمينيين في حكومته الذين يصرون على قطع المساعدات عن غزة لمنع وصولها إلى حماس 'لهذا السبب، ولكي نحقق النصر، علينا حل المشكلة بطريقة ما'.

وتؤكد الأمم المتحدة أن غزة بحاجة إلى 500 شاحنة على الأقل من المساعدات والسلع التجارية يوميا.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 116 ألف طن من الغذاء، وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر، جاهزة للتوصيل.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كمية المساعدات التي سيُسمح بدخولها وطريقة توزيعها قبل إطلاق خطة برعاية أمريكية للاعتماد على مقاولين من القطاع الخاص لتوزيع المساعدات، والتي ترفضها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى.

وأعلن جيش الاحتلال دخول خمس شاحنات إلى غزة الاثنين، لكن مسؤولي الإغاثة بالأمم المتحدة أكدوا السماح لتسع شاحنات بالدخول، وهي كمية وصفها توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، بأنها 'قطرة في محيط'.

وقال المتحدث باسم الجيش، نداف شوشاني، إن تهيئة وضع يسمح بدخول مئات الشاحنات يوميا سيستغرق وقتا، لكنه أضاف 'أعتقد أن اتخاذ القرار بشأن عدد الشاحنات التي ستدخل يعود للقيادة السياسية'.

* عملية سرية

قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 500 شخص خلال الأيام الثمانية الماضية مع تصعيد إسرائيل لحملتها العسكرية.

وأضافوا أن 40 شخصا على الأقل استشهدوا اليوم الاثنين.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن إحدى الغارات قتلت سبعة أشخاص في مدرسة لجأت إليها عائلات نازحة في النصيرات بوسط القطاع وثلاثة في منزل قرب دير البلح.

وذكر جيش الاحتلال أنه قصف 160 هدفا، من بينها مواقع مضادة للدبابات وبنية تحتية تحت الأرض ونقطة تخزين أسلحة، في أنحاء غزة ضمن ما أطلق عليها 'عملية عربات جدعون'.

وقال سكان ومسعفون الاثنين إن قوة إسرائيلية تعمل متخفية قتلت أحمد سرحان، القيادي في لجان المقاومة الشعبية، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع حماس، في غارة بمدينة خان يونس.

ومع تصاعد القتال، بدت الآمال تتضاءل في التوصل لوقف لإطلاق النار.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما زال يتواصل مع الجانبين. لكن مصادر من كلا الجانبين ذكرت أن جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر لم تشهد أي تقدم.

وذكر وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، الذي ترك الحكومة العام الماضي بعد خلاف مع نتنياهو، أن استمرار وجود حماس في غزة يكشف عن 'فشل ذريع' للحملة الإسرائيلية وعن فشل الحكومة في التخطيط لمستقبل القطاع.

وقال نتنياهو إن المناقشات تطرقت إلى هدنة وصفقة لإطلاق سراح المحتجزين بالإضافة إلى اقتراح لإنهاء الحرب مقابل نفي مقاتلي حماس خارج غزة ونزع السلاح في غزة، وهي شروط رفضتها حماس في السابق.

وحمل سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج إسرائيل مسؤولية عدم إحراز تقدم في محادثات الدوحة، وقال إن تصعيد حملتها سيعرض حياة المحتجزين للخطر.

ودمرت العمليات العسكرية البرية والجوية الإسرائيلية معظم قطاع غزة وشردت جميع سكانه تقريبا وتقول السلطات الصحية في غزة أن أكثر من 53 ألف شخص كثير منهم من المدنيين استشهدوا.