اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
رغم أن مساحته الرئيسية لا تتجاوز الكيلومتر، فإن جولة واحدة فيه قد تستغرق يومًا بأكمله يقضيه السائح في تأملات لا تنتهي لروائع المزاراتالتاريخية التي تجمع بين المساجد والبيوت والأسبلة والوكالات والتكايا التي تحمل روائع العمارة العربية على مدار قرون مضت.
ويعبق شارع المعز لدين الله الفاطمي برائحة التاريخ والعراقة، حيث تم تشييده منذ ما يقرب من 10 قرون ليشكل أبرز ملامح 'القاهرة التاريخية' ويتحول إلى وجهة سياحية مدهشة تجمع بين البعد الثقافي من جانب، وبين الترفيه والتسوق من جانب آخر عبر نوادر السلع والبضائع وروائع الهدايا التذكارية، فضلا عن المقاهي والمطاعم الفريدة من نوعها.
ولايشعر السائح بالوقت وهو يخطو ببطء في الشارع المرصوف بالبلاط العتيق، مندمجا في التقاط الصور التذكارية التي تظهر في خلفيتها المآذن الشاهقة والأقواس والأسوار ذات الطرز المعمارية التي تنتمي إلى القرون الوسطى، فضلًا عن فنون الأرابيسك والشرفات الخشبية القديمة المعروفة باسم 'المشربيات'.
10 قرون من الدهشة
يصف مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، شارع المعز بأنه 'أكبر وأطول متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم ويتجاوز عدد الآثار المسجلة فيه رسميا 150 آثرا معظمها آثار ضخمة الحجم والمساحة؛ ما يجعل الشارع أشبه بمدينة مصغرة من الكنوز التاريخية البديعة'.
ويضيف في تصريح أن 'الشارع يُنسب إلى المعز لدين الله الفاطمي، مؤسس الدولة الفاطمية بمصر، والذي أمر قائده العسكري جوهر الصقلي ببناء العاصمة المصرية القاهرة منذ نحو 10 قرون، فكان الشارع هو حجر الزاوية في تخطيط المدينة حيث ظهر للوجود عام 969 ميلاديا'.
خشوع وذهول
وتنتاب السائح لحظات من الخشوع والتأمل وهو يدلف حافي القدمين، بينما السائحات يغطين رؤوسهن، إلى باحة مسجد 'الجامع الأقمر' الذي يحظى بمكانة رفيعة وشخصية فريدة، ويصنفه كثيرون باعتباره 'الأجمل' بين جميع مساجد مصر التاريخية.
ويعد 'الأقمر' أصغر المساجد الأثرية حجمًا، ويمتلك أقدم واجهة حجرية في هذا السياق، فيما يستمد المبنى اسمه من لون حجارته البيضاء المشربة بصفرة خفيفة، على نحو يجعلها شبيهة بالقمر.
ومن المساجد، إلى أبواب الشارع ولا سيما 'الفتوح' و'زويلة' وغيرهما من الأبواب التي يقارن بينها السياح وبين أقواس النصر في أووربا حين كانت تمر من تحتها الجيوش المنتصرة، رغم أن الهدف الأساسي من بناء أبواب القاهرة القديمة كان حماية المدينة من الغزاة.
وتثير الأسبلة المنتشرة على جانبي الشارع ذهول الزوار بما تمتلكه من خصوصية معمارية نادرة مثل الأقواس والنقوش والخشب المشغول والحليات التي تزدان بها الجدران والتي لا تزال تحتفظ برونقها التاريخي رغم مرور مئات السنين، كما في سبيل 'نفيسة البيضا' وسبيل 'عبد الرحمن كتخدا' وسبيل 'محمد علي'.
عروض موسيقية في الهواء الطلق
تشعل العروض الموسيقية والفنية التراثية حماسة السياح وهم يرون فرقة 'التنورة' أو فرقة' حسب الله' بآلاتها النحاسية وطبولها الضخمة تقدم إبداعاتها المدهشة في الهواء الطلق عبر أجواء ترفيهية ذات طابع شرقي خالص يثير الانبهار.
ويسارع الزوار إلى شراء هدايا تذكارية من المحلات المتناثرة على الجانبين، ولا سيما من التماثيل الفرعونية والمشغولات الفضية والخواتم المزينة بالزمر، والقلائد والأقراط المزينة بالياقوت والأساور المتوجة بالعقيق.
وتأتي المقاهي والمطاعم كخير ختام للجولة السياحية هنا، حيث يتناول الزائر المشروبات الشعبية مثل القرفة والشاي بالنعناع والزنجبيل، فضلًا عن الأكلات المصرية الشهيرة كالملوخية والحمام المحشي ولحم 'العكاوي'.