اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
تم بالأمس توقيع اتفاقية دفاعية بين السعودية وباكستان.
حاتم رشيد
تعكس الاتفاقية احد النتائج الفورية للهجوم الاسرائيلي على قطر كدولة عربية خليجية.وهو هجوم بعث برسالة في غاية الاثارة مفادها انه لا يوجد أي دولة عربية تملك اي حصانة أمام الغطرسة الإسرائيلية التي تتعامل مع الشرق الاوسط كاقليم مستباح يفتقر الى مقومات المقاومة بوجه ارادة إسرائيلية معلنة لاعادة تشكيل و بناء شرق أوسط جديد تكون فيه اسرائيل السيد المطاع والمهاب.
وادركت الدول العربية الخليجية انها غير آمنة.وان الاعتماد على العلاقات مع امريكا الاقتصادية والعسكرية لا تشكل حماية موثوقة لامنها.رغم كل ما تحصل عليه واشنطن من مزايا وعقود اقتصادية وعسكرية هائلة.بالنظر الى التطابق والتماهي المطلق في الاستراتيجية الأمريكية والاسرائيلية.خاصة مع الإدارة الحالية للرئيس ترمب .وهو التزام ارتقى من تعريف براجماتي الى تعريف ايديولوجي ديني توراتي.
التواطؤ والمشاركة الأمريكية في الهجوم الاسرائيلي برهنت ان كل ما تحصل عليه واشنطن من الدول الخليجية لن يجعلها محصنة أمام التحول الاسرائيلي المهين.
مع فقدان الثقة بالحماية الأمريكية كان من الطبيعي ان تلجأ السعودية الى إجراء حاسم ورادع يلجم الاندفاع الاسرائيلي المنفلت في استباحة الإقليم.
ان الاتفاقية مع باكستان تحاول تحقيق معادلة ردع تجاه اسرائيل .
فباكستان كدولة نووية يمكنها ان تكون ندا رادعا لإسرائيل التي تحوز على السلاح النووي منذ عدة عقود.
وبينما تعكس الاتفاقية فقدان ثقة بالحليف الامريكي المدعوم فانها ستحدث تغييرات نوعية في تناسب القوى الإقليمي. فللمرة الأولى بات الاعتداء على السعودية يعني مواجهة دولة بقوة الباكستان. واذا اثبت التحالف المستجد حضورا فعليا فسوف تكون له تأثيرات على الحضور والنفوذ الصيني في المنطقة باعتبار الصين حليف تقليدي لباكستان.
كما أنه من غير المرجح ان يؤثر على المدى القريب على العلاقات الودية السعودية مع الهند وهي الخصم التقليدي لباكستان.
ومع هذا التطور الهام في المنطقة العربية اصبحت الاحتمالات اكبر بانضمام دول عربية اخرى الى الاتفاقية الدفاعية. خاصة الدول الأقرب للخطر الاسرائيلي المباشر.