اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
الغضب الاردني الشعبي حين يُترجم في ' الكرامة ' دما زكيا طاهرا.... #عاجل
كتب د. أحمد زياد ابو غنيمة:
استمرار ' اسطوانة ' ان العملية البطولية التي قام بها الشهيد البطل عبد المطلب القيسي في معبر الكرامة اليوم؛ سيكون لها تداعيات سلبية على وطننا الحبيب؛ ينبغي لها ان تتوقف تماما، فالعلاقة الرسمية الاردنية مع الكيان الصهيوني متوترة جدا وتصل حد القطيعة السياسية والدبلوماسية قبل هذه العملية.
كان الموقف الرسمي الاردني، كما هو الشعبي، واضحا وصريحا ضد الحرب الاجرامية التي يمارسها الكيان منذ السابع من اكتوبر، وتصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية ايمن الصفدي في كافة المحافل الدولية؛ كانت على الدوام تعبّر عن الغضب الشديد والرفض المطلق لما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل وتدمير في غزة وفي الضفة الغربية كذلك.
كذلك فإن التصريحات التي تصدر عن قادة الكيان الصهيوني والتي عبروا فيها بكل صلافة ووقاحة عن اطماعهم التوسعية بوطننا الغالي، كانت سببا إضافيا لزيادة التوتر الرسمي مع الكيان الصهيوني.
كيف نتعامل مع العملية البطولية:
نبض الشارع الأردني كان على الدوام ضد اتفاقية وادي عربة وما يتبعها من اتفاقيات امنية واقتصادية، ولعل عملية اليوم الاستشهادية التي نفذها مواطن اردني بصفة فردية لرفضه الإجرام الصهيوني كما هو حال الشعب الأردني، تعزز المطالبات الشعبية لإلغاء المعاهدة والاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، هذه المطالبات التي تتصاعد وتيرتها مع زيادة الإجرام الصهيو.ني؛ لا بد ان تلتقطها مراكز القرار في الدولة وتبدأ بالبحث فيها بشكل جدي، وخصوصا مع زيادة الاستفزازت والتصريحات الصهيونية الرسمية تجاه وطننا الغالي.
هذه العملية البطولية الفردية التي قام بها مواطن اردني غاضب من جرائم الاحتلال، لقيت تأييدا شعبيا كبيرة، نظرا لما تمثله من رمزية نضالية كانت على الدوام موضع تقدير الاردنيين على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية؛ وهي كذلك تؤكد ان الشعب الأردني الذي كان على الدوام مناصرا للقضية الفلسطينية منذ بدايات القرن الماضي، لديه الدافعية الوطنية لتحويل التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى حالة نضالية متقدمة تمثلت في هذه العملية والتي سبقها قبل عام تقريبا عملية الشهيد ماهر الجازي في نفس المكان.
صحيح ان الكيان الصهيو.ني سيتخذ من هذه العملية البطولية، ذريعة لوقف تدفق المساعدات الانسانية والإغاثية والطبية من الاردن؛ وهي التي اساسا يُعيقها الكيان الصهيو.ني بشتى الوسائل، ولكن علينا حتى لا نقع في فخ لوم الضحية وإغفال المجرم الحقيقي؛ ان نُترجم هذه العملية البطولية الى ورقة ضغط رسمية في وجه الكيان الصهيو.ني، انه كلما توحشتم اكثر، كلما كانت احتمالية حدوث مثل هذه العمليات البطولية اكبر في ظل تصاعد الغضب الشعبي الأردني مما تقترفونه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
هنيئا للشعب الأردني شهيده المقدام عبد المطلب القيسي، الذي ضمّ اسمه - ضمن قافلة كبيرة وممتدة- في سجّل الشرف للشهداء الأردنيين الذين ضمّخوا بدمائهم الزكية أرض فلسطين الطاهرة.