اخبار الاردن
موقع كل يوم -هلا أخبار
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
هلا أخبار – ناقشت القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، التي انطلقت أعمالها الثلاثاء في الدوحة، خلال جلسة عامة موضوع: 'المساءلة في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين'، بمشاركة وزراء صحة وخبراء من منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وتهدف الجلسة، التي انعقدت بحضور سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، إلى استكشاف الآليات اللازمة لترجمة الالتزامات الدولية إلى إجراءات ملموسة تؤثر إيجابا على الصحة النفسية للأطفال والشباب.
وأكد سعادة السيد مختار أحمد مالك وزير الصحة في جمهورية باكستان الإسلامية، خلال كلمته، أن الشباب يمثلون ثروة وطنية حقيقية، مشيرا إلى أن نحو نصف المشكلات النفسية لدى البالغين تبدأ قبل سن 13 عاما، ما يبرز أهمية التشخيص المبكر والتدخل المبكر ضمن السياسات الوطنية والإجراءات العملية.
وأضاف أن القيادة السياسية في باكستان تدرك حساسية هذه القضية وأهميتها الحيوية، لافتا إلى أن بلاده أطلقت تشريعات وطنية وإقليمية للصحة النفسية ودمجت خدمات الصحة النفسية للأطفال واليافعين ضمن حزمة الرعاية الصحية الأولية الشاملة لضمان الوصول إلى جميع المناطق.
وأوضح سعادته أن التعاون الوثيق بين وزارة الصحة الباكستانية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى جانب الشركاء الأكاديميين والتنفيذيين، أسفر عن نتائج واعدة، مع تطوير برامج قائمة على الأدلة مثل 'PMLUS' و'EASE' للأطفال واليافعين، والتي تطبق حاليا على المستوى العالمي وتفيد ملايين الأشخاص.
وشدد وزير الصحة الباكستاني على أن الاستثمار في الصحة النفسية للأطفال واليافعين ليس خيارا، بل ضرورة وطنية وعالمية لضمان رفاهية الجيل القادم وتمكينه من حقوقه الأساسية.
من جانبه، أكد سعادة السيد مايكل دانوس وزير الصحة في جمهورية قبرص أن الصحة النفسية للأطفال واليافعين قضية عاجلة وذات بعد إنساني عميق، لافتا إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب والانتحار بين الشباب.
وشدد على أن هذه الظواهر لا تمثل تحديا صحيا فحسب، بل تختبر قدرة الحكومات والمجتمع على صون حقوق وكرامة الجيل القادم.
وأوضح سعادته أن المساءلة تتطلب بناء نظام شفاف يركز على الطفل، يجمع بين مؤشرات واضحة للأهداف والتمويل وقياسات الأداء، إضافة إلى بيانات وتقارير دورية، مع إشراك الأطفال واليافعين أنفسهم.
كما أشار إلى أن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية أطلقتا في عام 2022 برنامجا مشتركا لتحفيز الصحة النفسية والرفاه النفسي والنمو لدى الأطفال واليافعين، بهدف توسيع نطاق الخدمات وتعزيز البيئات الداعمة وتحسين الوصول إلى الرعاية النفسية عالية الجودة.
وأوضح وزير الصحة القبرصي أن قسم خدمات الصحة النفسية للأطفال واليافعين في قبرص، الذي تأسس عام 1990، يقدم خدمات متكاملة للأطفال حتى سن 17 عاما وأسرهم، مستندا إلى مبادئ منظمة الصحة العالمية واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
من جانبه، أكد السيد مارك فان أومرين رئيس الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية أن المساءلة عنصر محوري لضمان إحراز تقدم ملموس، مشيرا إلى أن 'أطلس الصحة النفسية' يرصد استثمارات الدول في السياسات والتشريعات والتمويل والكوادر العاملة.
وبين أن العديد من الدول لا تمتلك سياسات خاصة بالصحة النفسية للأطفال واليافعين على الرغم من الاهتمام الدولي المتزايد، مؤكدا أن المنظمة، بالتعاون مع اليونيسف وشركائها، تسعى إلى تعزيز متابعة التقدم محليا ودوليا لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
بدورها، أكدت السيدة زينب حجازي الأخصائية النفسية الإكلينيكية ومسؤولة الصحة النفسية في اليونيسف، أن المساءلة تمثل الحلقة المفقودة في الجهود الدولية لتعزيز الصحة النفسية للأطفال واليافعين، مشددة على أهمية تحويل الالتزامات والسياسات إلى أفعال ملموسة، مع مشاركة الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب أنفسهم.
كما أبرزت السيدة بسمة اليافعي، الناشطة في مجال الصحة النفسية لدى اليونيسف، أهمية توفير مساحات آمنة للشباب في المدارس والمراكز المجتمعية وأماكن العمل والمنصات الرقمية، مشيرة إلى أن الوصمة الاجتماعية ما زالت تحديا كبيرا أمام طلب الدعم النفسي، وأن الصحة النفسية يجب أن تحظى بنفس أولوية التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل.
وتواصل القمة أعمالها على مدى يومين بمشاركة واسعة من عدد من وزراء الصحة والخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، بهدف تحديد التدخلات المبتكرة لتسريع الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، وتعزيز جودتها من خلال الحوار والتعاون بين أصحاب المصلحة العالميين.
(قنا)