وداعا جهاد ابو بيدر.. وداعا صاحب الغياب الموحش #عاجل

وداعا جهاد ابو بيدر.. وداعا صاحب الغياب الموحش #عاجل

كتب زهير العزه

انعيك يا جهاد ام انعي حكومات ارهقتنا ، ام انعي وطنا ذوبوه في مصالح تقدم لهذا وذاك على طبق من منافع .. أنعيك أم أنعي لوعة الفراق ...

انعيك يا جهاد يا رفيق العمر والعمل والمهنة ، وصديقا صدوق لم تبخل يوما في الوقوف مع زملائك او مع مواطن يطلب حاجة من هذا المسؤول او ذاك، فيما كنت متعففا عن ان تطلب لنفسك منفعة ...

اه يا جهاد ماذ ساقول لبناتي يارا ورحمة وتالا اللواتي كن يفتخرن بالعم جهاد ؟ بل ماذا اقول لزوجتك المجاهدة الصابرة الدكتورة (اختي) حنان ولاولادك عمر ورواد ولشقيقة روحك بيسان الغالية .. هل أقول أن جهادا غادرنا فقط ..وهل اقول انه تركنا فقط وله عودة ؟.. او اقول انه غاب ولن يعود في لحظة احتدام الصراع على لقمة العيش التي حرمتني وحرمته اياها ألايادي الاثمة في كل زاوية من زوايا مؤسسات الغرف السوداء ...

ماذا اقول يا جهاد وانت المغادرالى عالم اعتقد انه افضل، فيما نحن نعيش على فالق من أمراض نفسية خلفتها تلك المواقف الجبانة لأمة جعلت من صبيتها يمتشقون المواقع والمناصب بل والتشريع والرقابة ، بل اوصلوا التافه والخسيس الى كل موقع يمكنه من سرقت شغاف القلب الحارة .....

اه يا جهاد ....ماذا اقول وانا لم اعتد على فراقك أو ان لا اسمع صوتك يوميا... ماذا اقول وانا لم اعتد لحظة فراغ ينقطع بها الاتصال بيني وبينك ... ماذا اقول يا جهاد عن الرحيل والفقدان ، ماذا اقول عنك وانت الذي كنت جسر العبور بين كل الاصدقاء وهم كثر وبين المعارف وهم ايضا كثر ... بل ماذا اقول عن اقزام جعلت منهم قيمة في المجتمع لكنهم تنكروا لك ... ماذا اقول ياجهاد......

قبل اكثر من شهر قلت لك انني عازم على مغادرة البلاد لأنني قرفت من الذين يتحكمون بمفاصل الدولة ويتنفعون بها على حساب كل الشعب .. وكان جوابك لا تفعلها يا ابا رعد .. فقد جربت الغربة طويلا وعانيت ما عانيت وانا كذلك .. فاصبر فانني اعتقد ان هناك حالة من التغيير قد تطيح بهؤلاء ....

انت هكذا يا جهاد كنت أسلوب حياة منفتحة متفائلة وشخصية مثقفة راقية ، شخصية آدمية تسكنها روح الدولة والامة والقضية ... بالرغم ان البعض ممن لم يفهمونك كان يراك عبثيا ..

جهاد يا صديقي واخي ورفيق المهنة وزميل العمل .. كنت وستبقى حارس الكلمة وامينها تقوم بالمهمات الصعبة في العمل الميداني من خلف خندق الحقيقة .. هل تذكر يوم ان قررنا ان نضع اسماء الزوايا اليومية والاسبوعية لصحيفة الانباط ... هل تذكر كم ضحكنا والدكتور رياض الحروب ونحن نختارالاسماء ( بين دوارين ، واخو الشلن وغيرها من اسماء ) ، هل تذكر كيف وضعنا عنوانا بديلا لبرنامجي على قناة سفن ستار 'من الفساد في الاردن' والذي اغضب من اغضب وحولناه الى (ع المكشوف ) حيث خطت يدك تصميمه .. وهل تذكر كم شنت علينا حملات من أجل معرفة من هو أخو (الشلن)؟ ... ولم يستطع أحد أن يميز بيني وبينك ، الا تذكر عندما كنا نجلس ونراهن ان عنوانا ما سيكون احد حراب معركة صناعة حرب العقول وكي الوعي المعاكس لكل طروحات اعداء الامة واعداء الاردن .... الا تذكر كيف كانوا يشنون علينا الحرب تلو الحرب .. لكننا كنا في نهاية الدوام وبعد صدور الصحيفة فجرا نخرج للشارع نجلس على الرصيف قرب دوار المدينة الرياضية ، ونضحك حد الجنون وحتى الصباح .. الم اقل لك اكثر من مرة اننا كالفجر نأتي كل يوم نبث التفاؤل ونختفي في النهار ..........

اه يا صديقي واخي ماذا اقول لكل من يسألني (شو اخبار جهاد ابو بيدر ) ؟ هل اقول انه اعتقل لانه نشر عن دمغة الذهب وهواميرالذهب ؟ هل احدثهم عن فساد الاغذية والاطعمة والدواء حيث فضحتهم ؟ ام احدثهم عن تهريب الذهب ؟ ام عن سرقت اصول وثروات الاردن ؟

اه يا صديقي ارهقوا قلبك كما ارهقوا جسدك ... كنت قبل اسابيع اتحدث معك عن موقع سبق الصحفي الذي شهد ولادة عسيرة .. وكنت تحدثني أن الزميلين ماجد الخواجا وعماد شاهين طرحا فكرة ان اقوم بالتعاون معك في قيادة مسيرة الموقع، اتذكر على ماذا اتفقنا ؟ اتفقنا ان لا اقترب من الموقع لان هناك من يرفض حتى مجرد مروري بجانب اية وسلة اعلامية....!

اه يا جهاد كم كنت كبيرا وانت الذي كنت تتصرف كقائد يحلّل ويفكّر ويقترح، ولا يدّعي أبوة فكرة ولا أمومة قرار... وكنت بعد ذلك تذهب لانك لا تنسجم مع فكرة الجلوس خلف المكتب الا عندما تكتب....

يا جهاد .. يا صاحب الحضور الانيس والود الطفولي والاحساس المرهف ها انت تغادرنا .. ها انت تبتعد جسدا ولكن روحك ستبقى معنا ... فالبرغم من الغياب الموحش ستبقى صاحب الحضور المؤنس............ وداعا يا اخي جهاد ابو بيدر.... وداعا .............