فلكيًا .. تحديد أول أيام شهر رمضان المبارك

عمان - السوسنة

يتكرر الجدل سنويًا مع اقتراب شهر رمضان حول طريقة رصد هلال الشهر بين الحسابات الفلكية والرؤية الشرعية التي تعتمدها دائرة الإفتاء العام، الجهة المخولة رسميًا بالإعلان عن بداية الأشهر القمرية.

وفي هذا السياق، أعلن الناطق الإعلامي لدائرة الإفتاء العام، الدكتور أحمد الحراسيس ، أن الدائرة ستدعو إلى تحري هلال رمضان مساء الجمعة المقبل، الموافق 29 شعبان، وهو الإجراء المعتاد سنويًا، كما سيتم تحري هلال شوال في 29 رمضان.

من جانبها، أوضحت المدربة الفلكية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، دلال اللالا،  أن رؤية هلال رمضان ستكون ممكنة مساء الجمعة، وعليه فإن الحسابات الفلكية تشير إلى أن أول أيام رمضان فلكيًا سيكون السبت المقبل، الأول من آذار. أما بالنسبة لهلال شوال، فلن يكون مرئيًا مساء 29 آذار بسبب قصر مدة مكثه وارتفاعه المنخفض جدًا، مما يعني أن اليوم التالي سيكون متممًا لشهر رمضان لمن بدأ الصيام في 1 آذار.

وأضافت أن الشمس ستغرب في عمّان الساعة 18:33، بينما سيغرب القمر الساعة 19:09، ما يمنح الهلال مدة مكث تبلغ 36 دقيقة بارتفاع 7 درجات فوق الأفق ونسبة إضاءة 0.2%، مما يجعل رؤيته بالعين المجردة صعبة جدًا، وتستلزم أجهزة متخصصة. أما في 30 آذار، فستكون ظروف الرؤية مثالية، حيث يمكث القمر 82 دقيقة بعد الغروب ويرتفع 15 درجة، ما يجعل رصده سهلًا.

وأشارت اللالا إلى أن عدد ساعات الصيام سيتراوح بين 11 ساعة و31 دقيقة في اليوم الأول، و12 ساعة و27 دقيقة في اليوم الأخير، نتيجة تغير أوقات الشروق والغروب خلال الشهر.

وأوضحت أن تحديد بداية الشهر الهجري يعتمد على شرطين رئيسيين: حدوث الاقتران المركزي، وهو توافق كوني بين الفلكيين، وغروب القمر بعد الشمس، مما يشير إلى بداية الهلال الجديد. كما توجد معايير إضافية مثل مدة مكوث الهلال، عمره، زاوية بعده عن الشمس، وارتفاعه عن الأفق، التي تحدد إمكانية رؤيته بالعين المجردة.

وفيما يخص الأحداث الفلكية خلال رمضان، أشارت اللالا إلى خسوف للقمر في 14 آذار، غير مرئي في الدول العربية، وكسوف جزئي للشمس في 29 آذار، سيكون مرئيًا في الأجزاء الشمالية من الأرض دون المنطقة العربية.

يُذكر أن دائرة الإفتاء تعتمد على معايير علمية دقيقة في تحري الأهلة، حيث تأخذ بالحسابات الفلكية وتدرس تقارير علماء الفلك المتخصصين قبل عرض النتائج على مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية لاعتماد القرار النهائي .    

إقرأ المزيد :