اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
الوقائع : في حالة طبية نادرة وصادمة، كشفت الأشعة السينية لامرأة من كوريا الجنوبية تبلغ من العمر 65 عامًا عن وجود مئات من الخيوط الذهبية الدقيقة داخل مفاصل ركبتيها، وذلك بعد أن قصدت المستشفى تشكو من آلام حادة ومتكررة في ركبتيها.
وكانت المريضة تعاني منذ سنوات من التهاب مفاصل الركبة، وهو مرض تنكسي يسبب ألمًا وتيبسًا في المفاصل. ورغم محاولاتها العلاجية السابقة باستخدام المسكنات ومضادات الالتهاب وحقن الستيرويد، لم تجد الراحة الكافية، بل تسببت الأدوية في مضاعفات هضمية شديدة أجبرتها على التوقف عن تناولها.
الخيوط الذهبية: علاج بديل بمخاطر غير متوقعة بعد فشل العلاج التقليدي، بحثت المريضة عن بدائل، فلجأت إلى جلسات الوخز بالإبر التقليدية، ثم إلى أسلوب مختلف يعتمد على زرع خيوط ذهبية قصيرة ومعقمة داخل الأنسجة المحيطة بالمفصل لتوفير تحفيز مستمر للأعصاب. لاحظ الأطباء الذين أجروا الفحوص مئات النقاط الصغيرة اللامعة في الأشعة السينية حول مفصل الركبة، والتي تبين لاحقًا أنها بقايا خيوط ذهبية. كما أظهرت الصور زيادة في سماكة العظام ونمو نتوءات عظمية بجانب المفصل، وهي علامات تقدم التهاب المفاصل.
ورغم أن هذه التقنية تُعرف في آسيا، خاصة في كوريا الجنوبية، باسم 'الوخز بالإبر بخيوط الذهب'، وتُستخدم لعلاج هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أن الدراسات الطبية تؤكد عدم وجود دليل علمي قاطع على فعاليتها. بل إن بعض الحالات التي وثقها الأطباء تشير إلى أنها قد تعيق العلاج الطبي السليم، إذ يتأخر المرضى في الحصول على أدوية مناسبة ويكتفون بالطب البديل حتى يتفاقم المرض.
في تقارير أخرى مشابهة، أُصيبت امرأة كورية في الخمسينيات من عمرها بمضاعفات حادة بعد علاج مماثل لمعصميها بخيوط الذهب، حيث تفاقم التهاب المفاصل لديها بسبب تأخرها في تلقي العلاج الدوائي. كما تم تسجيل حالة أخرى لامرأة مسنة انتقلت الخيوط المزروعة في ظهرها تدريجيًا إلى ساقها، مسببة التهابات عميقة في الأنسجة.
مخاطر صحية وتشخيصية يشير الأطباء أيضًا إلى أن وجود هذه الخيوط قد يعيق التشخيص الدقيق، إذ تسبب ظلالًا على صور الأشعة السينية، فضلًا عن أنها قد تمثل خطرًا عند الحاجة إلى الخضوع لتصوير بالرنين المغناطيسي، بسبب احتمالية التفاعل مع المجالات المغناطيسية القوية وما قد يترتب عليه من مخاطر صحية.
وعلى الرغم من أن الأطباء لم يوضحوا ما إذا كان قد جرى استخراج الخيوط من ركبة المريضة، فإن بعض الحالات المشابهة يتم فيها تركها في مكانها ما لم تسبب مضاعفات مباشرة. لكن الأمر ليس خاليًا من المخاطر، فقد يؤدي وجودها أحيانًا إلى تكون أكياس أو التهابات يصعب علاجها.
تثير هذه الواقعة مجددًا النقاش حول ممارسات الطب البديل غير المثبتة علميًا، وحول خطورة الاعتماد عليها بدلًا من العلاج الدوائي التقليدي. فرغم إقبال بعض المرضى على هذه الأساليب بحثًا عن الأمل وتخفيفًا للألم، إلا أن مثل هذه الحالات تعكس معضلات تشخيصية وطبية حقيقية، وتؤكد الحاجة إلى الحذر قبل الخضوع لأي علاج غير معتمد سريريًا.