اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
في ميادين النار… سَطَّر الأحرار ملحمةً من نورٍ ونار
يحيى الحموري
برباطة جأشٍ لا يُشق لها غبار، وبثباتٍ لا يزلزله صخب الحديد والنار، خرجت سواعد القسام من صمت الظلال، فزرعت في قلب العدو عبوةً من لهيب، 'شواظٌ” ما وضعوها إلا كما يضع المؤمن جبينه على تراب السجود: خشوعاً، وهدوءاً، ويقيناً.
كمينٌ مركب، لكنه في لغة البطولة أصدق من كل الحروف. كمينٌ نَصبَه الرجالُ، لا المرتجفون. كمينٌ تَقدّمت فيه الإرادة، وانسحقت أمامه آلات البغي والغطرسة، فاحترقت ناقلة العدو، واحترق فيها قادة الموت والخراب، جُنداً وضباطاً، حلماً وكبرياء، صراخاً ورعباً.
يا أبناء القسام، يا حمَلة السيف والكفن، يا من جعلتم للترابِ لهيباً، وللجراحِ مجداً، وللموتِ معنى أسمى من الحياة ذاتها!
ما فعلتموه ليس فعلاً عسكريّاً، بل بيانٌ عظيمٌ في فلسفة المقاومة، فصلٌ جديد في أدبيات التحرر، قصيدةٌ نُظِمت بالنار لا بالحبر، وسُجِلت في دفتر الخلود لا الصحف.
وأنتم تزرعون العبوة في قمرة القيادة، زرعتم معها معنى الكرامة، وأشعلتم بها ذاكرة الأمّة… فكيف ينام الجبناء؟ وكيف يغفو المتخاذلون؟
سلامٌ على أيديكم التي لا ترتعش، على أعصابكم التي لا تهتز، على إيمانكم الذي لا يلين. أنتم جدار الروح، وسقف العزة، وأفق الرجاء.
فليكتب العالَمُ عنكم، لا بحبره بل بذهوله.
وليقرأ الجبناء هذا البيان:
'ها هنا رجالٌ إن قالوا فعلوا، وإن فعلوا زلزلوا، وإن زلزلوا… انتصروا.”