اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
الوقائع :كثّفت مديرية التنمية الاجتماعية في لواء المزار الجنوبي، خلال شهر آب الماضي، حملاتها الميدانية لمكافحة ظاهرة التسوّل التي تشكّل هاجسًا متزايدًا لدى المجتمع المحلي، وذلك بالتعاون مع متصرفية اللواء والأجهزة الأمنية، ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لهذه الظاهرة والحد من آثارها السلبية.
ووفقًا لإحصائية رسمية صادرة عن مديرية التنمية الاجتماعية، فقد تم تنفيذ (١٠) حملات ميدانية خلال الشهر الماضي، أسفرت عن ضبط (١٧) متسولًا؛ من بينهم (٩) بالغين و(٨) أحداث.
مدير مديرية التنمية الاجتماعية في المزار الجنوبي، الدكتور نجيب الضلاعين، أوضح أن تكثيف الحملات جاء استجابة لارتفاع شكاوى المواطنين حول الانتشار الملحوظ للمتسولين في الشوارع والمرافق العامة، مؤكدًا أن التعامل مع المضبوطين يتم وفق الأطر القانونية والأنظمة المعمول بها، مع مراعاة الجوانب الإنسانية والاجتماعية، خصوصًا فيما يتعلق بالأحداث.
وأشار الضلاعين إلى أن المديرية تتابع أوضاع الأطفال المضبوطين بالتعاون مع دار حماية الأحداث والجهات المختصة، لضمان توفير الحماية والرعاية لهم، وإبعادهم عن الاستغلال في أعمال التسوّل.
كما دعا المواطنين إلى التحلّي بروح المسؤولية المجتمعية والتعاون مع الأجهزة الرسمية في التبليغ عن حالات التسوّل، مؤكدًا أن مكافحة الظاهرة مسؤولية جماعية.
وأضاف أن المديرية ستواصل، خلال الأشهر المقبلة، تكثيف الحملات بالتنسيق مع المتصرفية والأجهزة الأمنية، مع العمل على توجيه الحالات المضبوطة نحو القنوات القانونية والبرامج الاجتماعية التي تسهم في إعادة دمجهم وحمايتهم من الاستغلال.
من جهته، شدّد متصرف لواء مؤاب، إياد المجالي، على أن معالجة ملف التسوّل يحظى بأولوية خاصة لما يشكله من مظهر غير حضاري يتعارض مع صورة المجتمع، مشيرًا إلى أن التعاون المؤسسي بين الأجهزة الرسمية ومديرية التنمية أسهم في ضبط العديد من الحالات.
وأكد المجالي أن الحملات ستستمر بوتيرة متصاعدة وبشكل دوري خلال المرحلة المقبلة، انسجامًا مع التوجيهات الحكومية الرامية إلى الحد من الظاهرة وتعزيز سيادة القانون.
على الصعيد المجتمعي، عبّر مواطنون في المزار الجنوبي عن استيائهم من تفاقم ظاهرة التسوّل، خاصة بين النساء والأطفال، معتبرين أن انتشارها عند الإشارات الضوئية والمساجد والأسواق يشكّل مصدر قلق اجتماعي واستغلالًا واضحًا للفئات الضعيفة.
المواطن علي الطراونة أوضح أن بعض النساء يلجأن لأساليب تستعطف المارة، في حين يدفع آخرون أطفالهم للتسوّل، الأمر الذي يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا على الأطفال والمجتمع ككل، داعيًا إلى تشديد الإجراءات القانونية بالتوازي مع إطلاق حملات توعوية تشرح خطورة إعطاء المال للمتسولين.
أما المواطن فارس النوايسة، فلفت إلى أن التسوّل لم يعد مجرد 'حاجة' لدى البعض بقدر ما تحوّل إلى 'مهنة'، مطالبًا بتشديد الرقابة، وفي الوقت نفسه توفير دعم حقيقي ومستدام للعائلات المحتاجة عبر القنوات الرسمية التي تكفل وصول المساعدات لمستحقيها.
وترى الناشطة المجتمعية تغريد النوايسة أن حملات التنمية الاجتماعية في المزار الجنوبي تكشف عن جدية رسمية في مواجهة ظاهرة التسوّل، لكن نجاحها يظل مرهونًا بتعاون المواطنين، وتفعيل قنوات الدعم الرسمية للعائلات الفقيرة، إضافة إلى نشر التوعية المجتمعية للحد من هذه الظاهرة التي تهدد القيم والسلوك العام.